عملت السبّاحة "زوفاك دير هوفهانيسيان" بجهد غير عادي لكي تكون على منصات التتويج على الرغم من الظروف القاهرة التي عاشتها "حلب" في ظلّ الحرب، فحصولها على ثلاث ميداليات في الأولمبياد الوطني الثالث للناشئين يعدّ نصراً رياضياً كبيراً.

مدونة وطن "eSyria" التقت "زوفاك" بتاريخ 8 آب 2017، وعن بداياتها في السباحة قالت: «عندما كنت في السادسة من العمر، قرّر أهلي أن التحق بتدريبات السباحة في نادي "العروبة"، تمرّنت كثيراً إلى أن وصلت إلى ما أنا عليه اليوم، وكان دور السباحة كبيراً في حصاد نجاحات ليس فقط في حياتي الرياضية، بل الدراسية أيضاً، وكل هذا بفضل المدربين الذين سهروا على موهبتي ويتابعون عملهم معي حتى الآن».

عندما كنت في السادسة من العمر، قرّر أهلي أن التحق بتدريبات السباحة في نادي "العروبة"، تمرّنت كثيراً إلى أن وصلت إلى ما أنا عليه اليوم، وكان دور السباحة كبيراً في حصاد نجاحات ليس فقط في حياتي الرياضية، بل الدراسية أيضاً، وكل هذا بفضل المدربين الذين سهروا على موهبتي ويتابعون عملهم معي حتى الآن

وعن مشاركتها في مسابقة "الأولمبياد الرياضية"، أضافت: «منذ بداياتي في السباحة كنت أتدرّب كثيراً، ولم أفوّت أي فرصة للذهاب إلى التمارين، لأنني بدأت ممارسة هذه الرياضة منذ الصغر؛ فهي أصبحت نوعاً ما جزءاً أساسياً من حياتي. شاركت في عدة مسابقات في "حلب" ما بين الأندية أو المدارس، ولم أتوقع أنني يوماً ما سأشارك على مستوى الجمهورية. حققت ورفاقي على الرغم من كل الصعوبات 33 ميدالية ما بين البرونز والفضة، وشخصياً، كنت مندهشة عندما أعلن اسمي ضمن الأوائل، لأنني كنت خائفة قليلاً بسبب تمكن المنتخبات الباقية من إجراء تدريبات أكثر منا، لكن بالأوضاع السائدة في "حلب" هذا الإنجاز أهم دليل على إرادة الحياة التي نتحلى بها على الصعيد الشخصي. حصلت على الميدالية الفضية في فئة سباحة 4×50 متنوع، أما البرونزيتان، فهما في فئة 4x50 تتابع و100 متر صدر، أي أحرزت المرتبة الثانية والثالثة».

لوسي هوفهانيسيان

السباحون بدورهم عانوا كثيراً جرّاء الحرب الدائرة في "حلب"، لكنهم تحدّوا كل ذلك بإرادتهم، حيث قالت: «عانينا جميعاً من الحرب، وأحياناً بطريقة مباشرة، وتضررنا من تبعاتها السيئة. أهم المشكلات التي كنا نعانيها كمنتخب، عدم توفر المياه الساخنة في المسبح الذي كنا نتدرب فيه، حيث كنا نقوم بتمارين اللياقة البدنية في الشتاء، وهذه المشكلة من أهم الأسباب في عدم حصولنا على الميداليات الذهبية. وفي الصيف لدينا مشكلة نظافة المياه؛ إذ إننا نسبح في مياه عكرة؛ وهو ما يتسبب لنا بأضرار في الجسم، وهذا سبب ثانٍ لعدم حصولنا على المرتبة الأولى ضمن المسابقات. أظنّ أنه لو توفرت الشروط اللازمة للتدريب سنكون دوماً في الصدارة كما كنا قبل الحرب. والحكام والقائمون على المسابقة كانوا يعرفون أن "حلب" ستنال إحدى المراتب الأولى».

تعدّ "زوفاك" مساندة أهلها أهمّ حافز لنجاحاتها، حيث أضافت: «أهلي هم الأساس في نجاحي؛ لأنهم جعلوني ألتحق بهذه الرياضة البناءة، فقد أعطوني من وقتهم الكثير كي أتطور، وفي سنوات الحرب وعلى الرغم من الخطورة وبُعد مكان التدريب عن منزلنا كانوا يتحدون الظروف ويأتون معي لأشعر بالدفء، وأتشجع بحضورهم. هذا الإنجاز عربون وفاء ليس فقط لأهلي، والجهود التي بذلوها لأجلي، بل لمدينة "حلب" التي صمدت بفضل كل الذين خلقوا الحياة من وسط الموت المتجول في شوارع المدينة، وفوزنا في هذه المسابقة أهم دليل على ذلك».

"لوسي هوفهانيسيان" من الذين ساندوا "زوفاك" في مسيرتها الرياضية، قالت: «كنت إلى جانب "زوفاك" منذ بداياتها، ولم أفوّت أي مسابقة تشارك فيها. كان لدينا مخاوف لكونها تشارك للمرة الأولى في مسابقات على مستوى القطر، حين علمنا بنتائج المسابقة فرحنا كثيراً؛ إذ إنها كانت سفيرة يافعة ومثّلت قيامة مدينتها من رماد الحرب، وعلى الرغم من الصعوبات المحيطة بها كرياضية، إلا أنها تحدّت الظروف بفعل إصرارها على التفوق».

يذكر أن السباحة "زوفاك دير هوفهانيسيان" من مواليد "حلب" عام 2004.