لعب كرة القدم في الأحياء الشعبية في "حلب" منذ الصغر. بدأت تنمو موهبته الكروية في المدرسة، وسرعان ما برز كمدافع صلب بين أقرانه في ثانوية "المعرّي". امتاز بتسديداته القوية، وتسجيل الأهداف من مسافاتٍ بعيدة.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 7 آذار 2017، المحاضر والمدرّب الوطني "زكريا حزّام"، ليتحدث عن بداياته مع الكرة في مسقط رأسه، فقال: «أول نادٍ انتسبت إليه، كان "النادي الأهلي" في "حلب"، الذي يحمل اسم "الاتحاد" حالياً، والذي أسّس عام 1950، لعبت مع مجموعة لاعبين من حيّ واحد، تحت قيادة المدرّب "عبد القادر طيفور".

كانت مسيرة حياتي حافلة بالنشاطات التي أكسبتني ثقافة الشعوب الأخرى، وهي تُعدّ كنزاً من المعرفة الاجتماعية. وأعدّ الرياضة وخاصة كرة القدم حياة تُكسب المرء الصحة والقوة والنشاط العقلي والبدني. كما أنَّ السفر ثقافة وحضارة، وقد أعطتني كرة القدم الشهرة، وفزت بمحبة الناس

بعد ذلك، انتقلَت من "حلب" إلى "دمشق" عام 1954، كانت الحياة بسيطة، لم تكن معقدة مثل اليوم. وكنا كرياضيين محبوبين بين الناس، لعبنا حبّاً باللعبة، وكنا ندفع خمساً وعشرين ليرة سورية شهرياً للنادي كأعضاء هواة منتسبين إليه.

مع المنتخب ضد منتخب السودان

مشاركتي الأولى بالمباريات خارج "سورية" كانت في "مصر" عام 1953، خلال الدورة المدرسية العربية، ولعبنا المباراة النهائية مع "مصر"، وأثار صغر أعمارنا إعجاب الجمهور المصري لما أبديناه من مهارة في اللعب؛ وهو ما دفع الحضور إلى الهتاف: "سورية"، "سورية"».

ويتابع عن رحلته مع المستديرة: «شاركت مع فريق "الجيش العربي السوري" في كل من "رومانيا، وتشيكوسلوفاكيا"، وفي "مهرجان الشباب العالمي". وأيضاً في دول عربية، مثل: "الكويت، ولبنان، والعراق".

مع الحكم الدولي فاروق بوظو

درست في "أكاديمية الأمير فيصل" في "الرياض"، وحصلت على دبلوم مدرِّب من "المعهد العالي للتربية البدنية" في "ألمانيا". وعند عودتي اهتممت بصغار اللاعبين؛ بالتدريب وإلقاء المحاضرات لإنشاء فريق قوي، ورفد المنتخب الوطني.

ألَّفت كتيِّباً يدرَّس الآن في معهد التربية الرياضية للمعلمين بـ"دمشق".

في الاتحاد السوفييتي السابق

تقاعدت عن اللعب، وسافرت للعمل خارج القطر، وكنت من عشاق اللغات الأجنبية، وحصلت على إجازة في اللغة الإنكليزية من جامعة "دمشق"، وعملت مترجماً في "السعودية"، وفي دورات صقل الحكام، ومترجماً لكبار الحكام في "الاتحاد الإنكليزي"، أمثال: "كين آستن"، و"روت روبرتس"، وغيرهما. وأتقن اللغة الألمانية، حيث درستها في مدينة "لاينبرغ"، وتابعت دروسها في المركز الثقافي الألماني بـ"دمشق" لمدة خمس سنوات، وحضرت ما يعادل 500 ساعة لغة فرنسية في المركز الثقافي الفرنسي بـ"دمشق"».

ويضيف "حزّام": «بعد العودة للوطن، عام 1995، تابعت عملي في "دمشق" كمحاضِر لدورات المدربين الآسيوية ومترجِماً، وكنت عضواً في الاتحاد السوري لكرة القدم 1995-1996.

أعدّ كرة القدم عشقي الأول، إلا أنَّ التقدم في العمر جعلني أبقى في المنزل، وأتابع أخبار الرياضيين، وأزاول المطالعة وخاصةً باللغات الأجنبية».

وعما منحته له الحياة، تابع القول: «كانت مسيرة حياتي حافلة بالنشاطات التي أكسبتني ثقافة الشعوب الأخرى، وهي تُعدّ كنزاً من المعرفة الاجتماعية. وأعدّ الرياضة وخاصة كرة القدم حياة تُكسب المرء الصحة والقوة والنشاط العقلي والبدني. كما أنَّ السفر ثقافة وحضارة، وقد أعطتني كرة القدم الشهرة، وفزت بمحبة الناس».

الحارس المخضرم، والمدرّب الوطني "فارس سلطجي"، تحدث عن معرفته بـ"حزّام" في الملاعب، فقال: «انتسب إلى نادي "دمشق الأهلي"؛ "المجد" حالياً، وبقي فيه حتى عام 1970.

كما لعب لفريق "الشرطة المدنية"، وفريق "الشرطة العسكرية"، الذي يمثّل نادي "الجيش" حالياً.

مثَّل منتخب "سورية" عدة مرات، ولعب مع مشاهير فريق "الجيش" المعروفين، أمثال: "عمر صالح آغا، وأواديس كولكيان، ومروان دروري، وحافظ أبو لبادة، وموسى الشماس، وبتراكي، وأحمد عليان". كما لعب لعدة أندية، مثل: "بردى"، و"قاسيون"، و"الميدان" كإعارة في المباريات الخارجية التي لعبها النادي في "الأردن".

كما شارك في الكثير من المباريات التي أقيمت في "أوروبا" عام 1957، حيث لعب مع فريق "الهونفين" المجري الذي كان يضم كبار لاعبي العالم، أمثال: "بوشكاش"، و"هيدروكوتي"، و"زكرياش"، وغيرهم. وشارك في "دورة المتوسط" في "إيطاليا" عام 1963، وفي "ألمانيا"، و"تركيا"».

يذكر أن "زكريا حزّام" من مواليد "حلب" 1933.