تفوق دراسي وتألق رياضي غيّر حياة اللاعبة "أليسا ماكاريان" من ممارسة الرياضة كهواية إلى توقيعها لأول عقد احترافي في سورية مع سيدات فريق الوحدة، لترسم معه مرحلة جديدة في سجلها الرياضي توجته بمجموعة من الألقاب المحلية والعربية، دون أن تهمل تحصيلها العلمي الذي تكمله بمنحة رياضية في الجامعة الدولية "بدمشق".

ونتوقف في حوارنا مع اللاعبة "أليسا" عند نقطة التحول في حياتها والمتمثلة في انتقالها قبل موسمين إلى صفوف الوحدة، والقصة على لسانها: «بعد انتسابي إلى كلية التجارة في جامعة "حلب"، نلت منحة رياضية للدراسة "بالجامعة العربية الدولية" قسم الصيدلة في "دمشق"، وهو الأمر الذي وضعني في حيرة من أمري فإما أن أبقى في "حلب" لدراسة التجارة والاقتصاد، مع بقائي في فريق اليرموك, وإما الانتقال إلى "دمشق" لدراسة الصيدلة, وفي الواقع فضلت الخيار الثاني من باب الاعتراف بالجميل لمدربة الوحدة "غادة الراعي" التي طلبت أن أكون ضمن لاعبات الفريق الدمشقي، ورغم أنني واجهت صعوبات كبيرة قبل الانتقال لكن صدور قانون الاحتراف منحني حرية التوقيع للوحدة، وكنت أول لاعبة سورية بكرة السلة توقع عقداً احترافياً متكاملاً».

اللاعبة "أليسا" تشكل إضافة مهمة لأي فريق تلعب في صفوفه، وهو ما ظهر جلياً مع فريق الوحدة، حيث استطاعت المساهمة بشكل فعال في الفوز بالبطولات المحلية والعربية

ومع الوحدة صنعت "أليسا" سجلاً ذهبياً خلال موسمين من عمرها الرياضي، تذكر لنا بعضاً مما تحقق: «في الموسم الأول من انتقالي إلى صفوف الوحدة تمكنا من إحراز لقبي الدوري والكأس محلياً، وعلى المستوى العربي أحرز الفريق لقب بطولة "بني ياس" الإماراتية، ونلت فيها لقب أفضل لاعبة، وفي الموسم الثاني توج الفريق ببطولة كأس الاتحاد محلياً، وخارجياً توج ببطولة الأندية العربية في "الشارقة، وأحرزت فيها لقب أفضل مسجلة».

اليسا الى اليمين

وعن الأسباب وراء تألقها الكبير في صفوف الوحدة تقول: «الوحدة فريق منظم، ولديه إدارة محترفة، وكادر تدريبي يملك خبرة كبيرة، كل هذه العوامل إضافة إلى الاستقرار الفني أسهم في تألق الفريق، أما عن المستوى الذي أقدمه والجوائز التي حققتها فهي نتيجة لجهود كل اللاعبات دون استثناء، لأن الفريق وحدة متكاملة لا يمكن للاعبة واحدة مهما بلغ عطاؤها أن تقوده للفوز والانتصارات».

وبالعودة إلى مسيرتها مع كرة السلة وبداية المشوار: «عائلتي لعبت دوراً كبيراً في دخولي إلى عالم كرة السلة، حيث ولدت في أسرة محبة للرياضة، وشقيقي الأكبر كان لاعباً في فريق اليرموك، وهو ما دفعني لممارسة الرياضة في سن السادسة، ووقتها انتسبت إلى نادي اليرموك الرياضي، وفي عمر /13/ سنة بدأت التدريب مع فريق السيدات رغم أنني في فئة الصغيرات، وشاركت مع الفريق حتى عمر/18/ سنة، انتقلت بعدها لصفوف الوحدة».

التتويج بالالقاب

وفي حديثها عن الموازنة بين الدراسة والرياضة قالت: «الرياضة مارستها في البداية كهواية محببة إلى قلبي، ولم تكن تشكل أي عائق في مسيرتي العلمية، لكن مع صدور قانون الاحتراف، زادت الصعوبة في التوفيق بين الدراسة والرياضة لزيادة الالتزامات والتدريبات اليومية، لكن تنظيم الوقت والإصرار على تحقيق النجاح كفيل بتجاوز كل المشكلات، وحتى الآن أمضي بشكل جيد دراسياً في كلية الصيدلة، ورياضياً مع الوحدة والمنتخب الوطني».

وعن رؤيتها للمستقبل: «سأكمل دراستي الجامعية في المقام الأول، وسأعود بعدها لنادي اليرموك، لأنه الأقرب إلى قلبي، إلا في حال تلقيت عرضاً احترافياً خارجياً يساعد على إكمال دراستي الجامعية العليا فلن أتردد بقبوله».

محمد حنيني

عضو نادي الوحدة "محمد حنيني" وصف اللاعبة "أليسا" بالمؤثرة والمثابرة، مضيفاً في حديثه معنا: «اللاعبة "أليسا" تشكل إضافة مهمة لأي فريق تلعب في صفوفه، وهو ما ظهر جلياً مع فريق الوحدة، حيث استطاعت المساهمة بشكل فعال في الفوز بالبطولات المحلية والعربية».

ويضيف: «تتميز "أليسا" بالقدرة على التسديد من خارج القوس، إضافة إلى سرعتها واختراقاتها المميزة، ومهارتها العالية في التمرير وصناعة اللعب، فضلاً عن أدائها الدفاعي الجيد، وهي لاعبة مجتهدة تسعى بشكل دائم إلى تطوير أدائها وتحسين مهاراتها».

يشار إلى أن اللاعبة "أليسا ماكاريان" من مواليد "حلب" في العام /1991/ أحرزت لقب أفضل مسجلة في بطولة الأندية العربية، وبطولة غرب آسيا، كما نالت لقب هدافة البطولة العربية المدرسية، وفضلاً عن ألقابها مع الوحدة أحرزت مع فريق الجامعة العربية السورية في العام /2010/ المركز الثالث في بطولة الجامعات السورية، وبطولة كاس الجمهورية مع اليرموك في العام /2007/، ولقب أفضل لاعبة بالدورة التنشيطية للصغيرات في "حلب".