له بصمته وتميّزه، ما أهّله ليكون في الصفوف الأولى بين حكام النخبة الآسيوية، ما حدا بالاتحادين العربي والآسيوي تكليفه بقيادة أصعب المباريات العربية والآسيوية وأهمها، عدا عن نجاحه في قيادة أصعب مباريات الدوري المحلي ذات الحساسية الجماهيرية والرياضية.

كما كل الرياضين، فقد كانت بداية ممارسته لكرة القدم باكراً، من مدرسته التي لعب لفريقها، إنما اللافت أنه كان في كل مباراة يخصص من نهايتها عشر دقائق للإمساك بصافرة التحكيم وقيادة المباراة، من دون أن يدري أنّ ذلك سيقوده إلى احتراف التحكيم، وحسب ما يذكر الحكم الدولي "خالد دلو" في حديثه لمدوّنة وطن فإنه وحتى تكتمل وتنصقل موهبته الكروية فقد انتسب لنادي "الحرية" الرياضي بحي "السريان" في عام 1974، حيث لعب في فئتي الأشبال والناشئين لموسمين تحت إشراف الكابتن والإعلامي "شعبان خليل" ونال الفريق آنذاك بطولة الدوري العام، ولأسباب خاصة ودراسية بعدها توقف عن اللعب بالنادي لمدة ثلاثة مواسم، لكنه لم ينقطع عن تحكيم مباريات دوري الأحياء الشعبية المنظم والقوي في مدينة "حلب"، وهناك شاهده الكابتن "عبد الجواد كاتبة" والحكم السابق "ثابت شعبوق" الذي نصحه بالانضمام وبشكل نظامي لأسرة التحكيم، وهذا ما جعله يتقدم إلى فحوصات التنسيب والاختبارات العملية، التي حضرها العميد "فاروق بوظو"، قادماً من "دمشق"، ولم يتركه يكمل نصف ساعة تحكيم من الشوط الأول، حيث طلب من الكباتن "أسعد عرياني" والدولي الراحل "جميل حلو" المشرفين على حكام "حلب" اعتماده كحكم متمرن وبالمرتبة الأولى، ومنحه قيادة أهم مباريات دوري الفئات العمرية.

الكابتن "خالد دلو" كان يحمل صفات الحكم الدولي المتميز على أرض الملعب بما يمتلكه من قدرات فنية كبيرة وفهم عالٍ لقانون اللعبة الذي كان يطبقه بحكمة وعقلانية دون أن ينتقص من حق أحد، وهو من أهم الحكام الذين يُدخلون الطمأنينة والرضا لقلوب الجماهير واللاعبين والمدربين من خلال حرصه على المساواة بين الجميع، وأدار بكفاءة أهم المباريات الصعبة وكان النجاح دائماً حليفه

يصف "دلو" ذلك بقوله: «من هنا كانت انطلاقتي الحقيقية في الملاعب، فقد بدأت شخصيتي التحكيمية بالظهور بين اللاعبين، المدربين، الحكام، والجمهور ولم يكن عمري يتجاوز آنذاك 25 عاماً، ومع كل مباراة كانت تزداد خبرتي ومعرفتي ومسؤوليتي، ولا سيما مع تكليفي بأصعب مباريات الدوري العام، ولفرق المقدمة مثل "الجيش"، "الشرطة"، "تشرين"، "حطين"، "الكرامة"، "الفتوة"، "الوحدة"، "الجهاد" وغيرها من الفرق، ومشاركتي في دورات كأس الصحفيين، الوفاء، والمنتخبات والأندية الزائرة، إضافة لتكليفي بقيادة العديد من مباريات الدوري اللبناني، وبجهود الحكم الدولي السابق "نزار وتي" الذي أدين له بالكثير من العرفان والجميل في صقل موهبتي التحكيمية، بفضل النصائح التي قدمها لي وكانت إحدى أسباب نجاحي».

حكماً دولياً لمباراة " اليمن" مع "كمبوديا"

ويضيف: «المحطة الأهم كانت بحياتي الرياضية عندما تم اعتمادي كواحد من الحكام الدوليين على مستوى القطر، وتحقيق حلمي الذي كنت أسعى اليه بتحكيم المباريات العربية والدولية، وأهمها التي لا تنسى من ذاكرتي مباراة "اليمن" و"كمبوديا"، ومباراة التأهل لكأس العالم في عام 1998 بين منتخبي "الإمارات" و"أوزبكستان" التي انتهت بالتعادل السلبي وهو ما أهّل الفريق الياباني لنهائيات كأس العالم في "فرنسا" وبعد نهاية المباراة ونتيجة الحياد الذي ظهرنا عليه كطاقم تحكيمي سوري عربي لم ينحاز مع الفريق العربي نلنا الثناء والمديح من رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "جوهافيلانج"، الذي أشاد بمكانة وقيمة ورفعة الحكام السوريين بين حكام آسيا والعالم، وكانت تلك المباراة بمنزلة خاتمة مبارياتي على الساحة الدولية، وعدت بعدها ولثلاثة مواسم متتالية إلى قيادة مباريات الدوري العام، حيث نلت في عام ألفين وواحد جائزة أفضل حكم في الدوري المحلي، وبعد ذلك بثلاث سنوات اعتزلت التحكيم نتيجة إصابة حلت بي، واتجهت بعدها لاتباع عدة دورات متلاحقة لمقيمي الحكام وللعمل الإداري المتنوع في اللجان الفنية والتحكيمية الفرعية والرئيسية كممثل عن مدينة "حلب"، وساهمت بشكل مباشر في تنسيب وتشجيع عدد كبير من اللاعبين لدخول مجال التحكيم ومساعدة زملائي الحكام العاملين بتقديم النصح والعون لهم من خلال الدروس والمحاضرات والندوات».

الحكم الدولي المتقاعد العقيد "تاج الدين فارس" تحدث عن مسيرة الحكم "دلو" فقال : «الكابتن "خالد دلو" كان يحمل صفات الحكم الدولي المتميز على أرض الملعب بما يمتلكه من قدرات فنية كبيرة وفهم عالٍ لقانون اللعبة الذي كان يطبقه بحكمة وعقلانية دون أن ينتقص من حق أحد، وهو من أهم الحكام الذين يُدخلون الطمأنينة والرضا لقلوب الجماهير واللاعبين والمدربين من خلال حرصه على المساواة بين الجميع، وأدار بكفاءة أهم المباريات الصعبة وكان النجاح دائماً حليفه».

قيادة مباراة السد القطري مع القوى الجوية العراقي

أما الحكم الدولي السابق "حمدي القادري" فقد أشاد بمكانة "الدلو" في أرض الملعب كحكم قادر ومميز، وأضاف في حديثه لمدوّنة وطن: «معرفتي به انطلقت منذ أكثر من ثلاثين عاماً، وكنت من المعجبين بأدائه الواثق وبخطواته الرشيقة في الملعب وطريقته الممتعة وشاركته في العديد من المباريات والرحلات الخارجية، وأذكر أننا في إحدى مهماتنا التحكيمية في "لبنان" كانت هناك مباراتان في يومين ضمن الدوري اللبناني، واحدة قادها حكم بولوني ولم يوفق وتعرض لانتقادات كثيرة، أما المباراة الثانية فكلف بها الكابتن "خالد" وقادها بنجاح ملفت لاقى مديحاً كبيراً من المعنيين، وفي تلك المباراة أعلن عن ركلة جزاء رغم أنه لم يشاهد الحالة وساعدته بإشارة يدي وآنذاك سألته: كيف شاهدت الخطأ وظهرك للكرة؟! فقال لي: بالإحساس ومن حركة اللاعبين وردات فعلهم وزادني ثقة بقراري إشارتك، "خالد دلو" من الجيل الذهبي للتحكيم السوري الذي امتاز بالهيبة والشخصية والأداء المتوازن والعادل».

وبقي أن نذكر أنّ الكابتن "خالد دلو" هو من مواليد عام 1960 بمدينة "حلب".

مراقباً لمباريات الدوري العام

جرى اللقاء بتاريخ التاسع عشر من شهر أذار لعام الفين وواحد وعشرين بملعب "الحمدانية".