مجموعة من الخرائب التاريخية التي تعود بمجملها إلى العهد الروماني، تضم آثار كنيسة وفيلات سكنية واصطبلات ومعالف مبعثرة ومهدمة...

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 6 حزيران 2014 المصور الضوئي "عبدو ليلاف" وهو موثق آثار المنطقة بعدسته، الذي تحدث عن الموقع التاريخي وأهميته السياحية، ويقول: «يعد موقع "تقلا" الأثري أحد المواقع التاريخية المهمة في منطقة "جبل سمعان"، وهو جزء من مئات المواقع الأثرية في شمال غرب "حلب" وشمال "إدلب" هذه المواقع التي سماها المؤرخون "المدن المنسية" لأنها ظلت منسية عدة قرون قبل أن تهتم بها الجهات الرسمية والمؤرخون».

يعد موقع "تقلا" الأثري أحد المواقع التاريخية المهمة في منطقة "جبل سمعان"، وهو جزء من مئات المواقع الأثرية في شمال غرب "حلب" وشمال "إدلب" هذه المواقع التي سماها المؤرخون "المدن المنسية" لأنها ظلت منسية عدة قرون قبل أن تهتم بها الجهات الرسمية والمؤرخون

ويضيف: «يضم موقع "تقلا" -وهو حالياً غير مسكون- مجموعة من الخرائب الأثرية المبعثرة هنا وهناك، يمكن التعرف فيها على بقايا دور سكنية وكنيسة وحجارة بناء منتشرة في المكان كانت ذات يوم مصفوفة ضمن جدران الكنيسة والبيوت السكنية القديمة، ومن خلال خبرتي في تصوير المواقع الأثرية في "جبل سمعان" ومشاهدة مجملها بالعين المجردة، وقياساً على تاريخ باقي المواقع في المنطقة أعتقد أن خرائب "تقلا" الأثرية تعود إلى فترة العهد الروماني، وبالرجوع إلى المصادر التاريخية حول تاريخ المنطقة فإن تلك المواقع بنيت بين القرنين الثاني والسابع الميلادي».

الواجهة الغربية لكنيسة تقلا

ويتابع: «تقع خرائب "تقلا" الأثرية إلى الشمال من مدينة "دارة عزة" بنحو 5كم، وإلى الجنوب من "قلعة سمعان العمودي" بنحو 1كم، وهو من المواقع الجديرة بالزيارة من قبل السياح والدارسين والباحثين في تاريخ المنطقة و"سورية" الشمالية، ولكن ما يؤخذ على الموضوع أنه لا يمكن الوصول إليه سوى من طريق واحد قادم من "قلعة سمعان" وهو طريق ترابي معبد وغير إسفلتي وهذا يعرقل وصول البولمانات السياحية التي تحمل السياح إليه؛ ولذلك فإن معظم الزوار يُخرِجون هذا الموقع من برنامجهم السياحي».

ولإلقاء المزيد من الضوء على تاريخ موقع "تقلا" يتحدث المهندس والباحث الأثري "عبد الله حجار"، وهو مستشار "جمعية العاديات" للفترات الكلاسيكية، ويقول: «يحتوي موقع "تقلا" على بقايا دور سكنية وفيلات تتميز بأنها كانت مكونة من طبقتين، وهي اليوم مهدمة، كما يتواجد بجوارها عدد من الاصطبلات التي تتميز بوجود معالف، وقد نُقش عليها العمود الصغير بقاعدته ورأسه وهذا يرمز للنساك العموديين، كما يضم الموقع بقايا كنيسة على طراز البازليك* لم يبق منها سوى واجهتها في الطرف الغربي، التي تتألف من صفوف من النوافذ التي تتوضع فوق بعضها بعضاً، كما نشاهد بقايا صندوق ذخائر الشهداء أي المواد الطقسية الدينية مثل: (الزيت المقدس، والماء، وشعر وثياب القديس)، وذلك في غرفة الشهادة الموجودة إلى الجنوب من حنية الكنيسة، وبالنسبة لتاريخ هذه الكنيسة فإنها تعود إلى القرن الخامس الميلادي».

رسمة تخيلية للكنيسة في تقلا

وحول البعد التاريخي لوجود العمود على معالف الاصطبلات في الموقع يقول: «كان القديس "سمعان العمودي" في الأصل راعياً وبعد اعتلائه العمود حوالي 417 ميلادي حتى وفاته في العام 495 ميلادي، كان يقضي بين الناس في خلافاتهم على رعي قطعانهم ومواشيهم لذا كان لهم المرشد والهادي، كأنه السراج المنير على منارة وبذلك أصبح العمود رمزاً لهم يتبركون به ويحميهم مع مواشيهم، ومن هنا انتشر نقش العمود ورمزه بكثرة على المعالف في الاصطبلات وفي تزيينات أبواب الكنائس، ومنها في موقع "تقلا"».

  • الكنيسة البازليك: مستطيلة ذات أبهاء ثلاثة تفصل بينها الأعمدة وسقفها منخفض نسبياً، حنيتها في الجهة الشرقية أعلى ارتفاعاً مما إلى جانبها وفي وسطها الهيكل.
  • عبد الله حجار - باحث أثري