في موقع "كفر لاب" كنيستان تنتميان إلى قرية غير مسكونة، وآثار عائدة إلى الفترة الرومانية، محاطة بمجموعة من القرى الأثرية في منطقة "عفرين"...

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 12 أيار 2014 الدكتور "محمد عبدو علي" الباحث في تاريخ وتراث المنطقة، الذي تحدث عن الموقع بالقول: «"كفر لاب" هو اسم موقع أثري قديم واقع على السفح الجنوبي لجبل "سمعان" أو "ليلون" –بحسب ما يسمى شعبياً- وتحديداً إلى الجنوب الغربي من قرية "برج حيدر" الأثرية، كان الموقع قرية عامرة خلال القرون الميلادية الأولى وذلك ضمن شبكة واسعة من القرى والمدن الأثرية في جبلي "سمعان" و"حلقة"، ولكنها اليوم قرية مهجورة وغير مسكونة، ويحد هذا الموقع التاريخي من الجهة الجنوبية قرية "برج سليمان" ومن الغرب قرية "باصوفان"، ومن الشرق قريتي "فافرتين" و"كباشين"، وكل هذه القرى هي مسكونة حالياً وتعد من القرى الأثرية».

أهم آثار الموقع هي بقايا كنيستين تعودان إلى القرن السادس الميلادي، إضافة إلى مدافن منحوتة في الصخر وخزانات لجمع مياه الأمطار كلها عائدة إلى نفس الفترة التاريخية

ويضيف: «أهم آثار الموقع هي بقايا كنيستين تعودان إلى القرن السادس الميلادي، إضافة إلى مدافن منحوتة في الصخر وخزانات لجمع مياه الأمطار كلها عائدة إلى نفس الفترة التاريخية».

الكنيسة التي تعود إلى القرن السادس الميلادي

وحول تسمية الموقع بـ"كفر لاب" يقول: «إن كلمة "كفر" التي ترد في تسميات القرى والمواقع الأثرية القديمة لها أصل سرياني، فقد جاء في كتاب "الأصول السريانية" (الصفحة 6) بأنها تعني "قرية" أو "ضيعة" وهو جذر سرياني يفيد أصلاً في التغطية والاختفاء، وسميت القرية "كفر" لأنها حصن وملاذ ومخبأ، وفي منطقة "عفرين" ثماني قرى تبدأ بكلمة "كفر"، أما "لاب" فتعني "عاقل"، والمعنى الكامل هو "قرية العاقل"».

وعن أهمية الموقع يضيف: «لموقع "كفر لاب" أهميته السياحية والتاريخية والثقافية لكونه يحكي جزءاً من تاريخ المنطقة وتراثها الحضاري ويحتوي على أهم مميزات فن العمارة الدينية والمدنية، وبذلك هو أحد عناصر جذب للسياحة الثقافية فقد زارها خلال القرن الماضي المستشرقون والباحثون والمؤرخون من مختلف دول العالم وهم يكتبون تاريخ هذا البلد العريق».

خزانات جمع مياه الأمطار في الموقع

ويختم: «على الرغم من أهمية الموقع إلا أنه لا يرتبط بباقي المواقع والقرى الأثرية في "جبل ليلون" بطريق معبد يسهل على السياح والباحثين الوصول إليه، فهو يحتاج إلى طريق عصري وجيد علماً أن الطريق الوحيد الذي يصل من خلاله الزائر إلى الموقع هو عبر قرية "برج حيدر"؛ وذلك بالتوجه نحو الجنوب الغربي ضمن طريق ترابية ولمسافة تقارب 1كم، أما باقي الطرقات الواصلة إلى الموقع فهي عبارة عن ممرات جبلية ضيقة لا تصلح سوى للمشاة وضمن ظروف شاقة وصعبة».

أما المهندس والباحث الأثري "عبد الله حجار" حول الموقع وتاريخه فيقول: «أهم الآثار الموجودة في موقع "كفر لاب" هي كنيسة صغيرة محفوظة بحالة جيدة وبشكل كامل ولا ينقصها سوى سقفها الخشبي، وهي تعود بتاريخها إلى القرن السادس الميلادي، والكنيسة تتألف من بهو واحد ولها باب في كل من واجهاتها الغربية والشمالية والجنوبية، وخمس نوافذ في كل من الواجهة الشمالية والجنوبية، تمتاز بزخرفة جميلة تزين أطرها، أما سقف الهيكل فيتألف من مجموعة بلاطات حجرية طويلة، إضافة إلى وجود مجموعة من الدور السكنية والأبنية المتهدمة، وهي بمجملها واقعة على مسافة قريبة من تلك الكنيسة».

المدافن المنحوتة في الصخر