يحيط بقلعة "حلب" سور يتصل بعدد من الأبراج الدفاعية كانت مهمتها حماية القلعة بمن فيها من الأعداء وردهم على أعقابهم.

فبعد اجتياز الخندق والتحصينات المائلة كان السور والأبراج بالمرصاد لهم. المهندسة "ياسمين مستت" مديرة "قلعة حلب" تحدثت لموقع eAleppo عن السور بالقول: «إنّ سور "قلعة حلب" له شكل اهليلجي ويبلغ محيطه حوالي 900 متر تتخلله أبراج يبلغ عددها 42 برجاً ويرتفع السور اثنا عشر متراً وهو مبني من الحجر الضخم، والسور والأبراج كلها تعود إلى العصور العربية بدءاً من القرن الثاني عشر إلى السادس عشر الميلادي وقد خرب في مراحل عديدة وتم ترميمه في أكثر من عصر».

إنّ سور "قلعة حلب" له شكل اهليلجي ويبلغ محيطه حوالي 900 متر تتخلله أبراج يبلغ عددها 42 برجاً ويرتفع السور اثنا عشر متراً وهو مبني من الحجر الضخم، والسور والأبراج كلها تعود إلى العصور العربية بدءاً من القرن الثاني عشر إلى السادس عشر الميلادي وقد خرب في مراحل عديدة وتم ترميمه في أكثر من عصر

إضافة إلى الوظيفة الدفاعية للسور كان له وظيفة دينية بحسب ما ذكر الأستاذ "عامر رشيد مبيض" مؤرخ "حلب" المعاصر حيث يقول: «"حلب" مدينة عربية منذ نشأتها في الألف الخامسة قبل الميلاد باسم "أرمان" ثم عُرفت باسم "حلب" في القرن 19 قبل الميلاد ولم يطرأ أي تبديل على اللفظ إلا في اللسان غير العربي فقالوا "هلبابأ" –"هلبو" –"حالبيس" –"خلب" ونقلوا تاريخ "حلب" حسب المدارس الاستشراقية.

مرامي السهام في أبراج السور

ويعد معبد "حدد" العالمي في "تل حلب" /"جبل العاصفة"/- القلعة فيما بعد مظهراً طبيعياً للمدينة وكان الحلبيون قد حصّنوا معبدهم أول مرة بإقامة سور حول المعبد ثم شيّدوا سوراً يحيط بذروة التل /القلعة/ وهو السور الثاني ثم شيّدوا حول المدينة سوراً هو السور الثالث لحلب، ثم توسعت "حلب" وبُنيت لها أسوار جديدة ورُممت الأسوار الأمورية القديمة وليست الرومية وكان للمدن القديمة أسوار يبلغ ارتفاعها أكثر من عشرة أمتار تتخللها كل ثلاثين متراً أبراجاً ناتئة».

ويضيف "مبيض": «إنّ السور الذي رسمته المعتقدات العربية السورية مصون لا يمس بغير إذن من الكهنة حتى لإصلاحه وكان يُحتفل بعيد تأسيس السور وكان كل ما هو مقدس مصدراً لعيد، ففي داخل الأسوار التي تتصل بالقلعة معبد إله المدينة ولم يكن في المدينة شيء أقدس من هذا المعبد.

السور من داخل القلعة

تم فصل المعبد في "جبل العاصفة"– القلعة عن المسكن الدنيوي بسور وتم بناؤه /أي المعبد/ في موقع منخفض لإخفائه عن عيون المارة، إنّ أسوار المعبد في "تل حلب" /القلعة/ التي تم تجديدها عبر العصور كانت فكرتها قديمة جداً لأنّ معبد إله العاصفة /"حدد" وزوجته "عشتار"/ يجب أن يكون مفصولاً عن أي مسكن دنيوي لأنّ المعبد يتحدد قبل كل شيء كفضاء مقدس معزول وهكذا تُفسّر أهمية السور وأهمية المداخل المفضية إلى هذا الفضاء أما مساحة الفضاء المفتوحة على السماء أو المسقوفة جزئياً فهي مكان التجمع الطقسي والاحتفالات وهي أيضاً موقع أبنية مختلفة بينها المذبح مركز الطقس الأعظم الذي هو الذبيحة والذي يلعب دوراً أساسياً فيها، لقد أحيط معبد "حلب" بسور وبني في مكان منخفض لإخفائه عن عيون المارة كما قلت، وفي كافة الحالات عملياً يُضاف ملاذ لموضوع العبادة /هيكل أو بناء صغير أو مشكاة/ وحوض أو بئر من أجل احتفالات التطهر وفي كل أنحاء الفناء ثمة تقدمات مختلفة تتراوح من النذر المتواضع إلى الأبنية الحقيقية مروراً بالتماثيل وملحقات مخصصة لسكن خدام المعبد».

وأخيراً يقول الدكتور "شوقي شعث" أمين المتحف الوطني بحلب سابقاً في كتابه "قلعة حلب دليل أثري تاريخي"- 1993: «لقلعة "حلب" سور يحيط بها وقد زُوّد بعدد من الأبراج المتقاربة تكثيفاً وتمكيناً لعملية الدفاع وقد بلغ عدد هذه الأبراج أربعاً وأربعين برجاً مختلفا في الحجم هذا وقد زُوّدت هذه الأبراج بعناصر الدفاع الأخرى مثل فتحات السهام التي أخذت عدة أشكال.

المهندسة ياسمين مستت

يبلغ محيط سور القلعة حوالي 900 متر ويبلغ ارتفاع بعض البدنات اثني عشر متراً وهناك ممرات تسمح باتصال الجند خلف الأسوار كما أن هناك بعض الغرف والقاعات يأوي إليها الجند وقت الراحة أو وقت النوم».