تنتشر على جبل "ليلون" في منطقة "عفرين" العديد من القرى الأثرية التي تعود إلى فترات تاريخية مختلفة تدل على ذلك كثرة الآثار والمعالم التاريخية ومن هذه القرى الموجودة قرية "خراب شمس".

ولإلقاء المزيد من الضوء على هذه القرية التقى موقع eAleppo بالأستاذ "زكريا الحصري" مدرس مادة التاريخ في مدينة "حلب" والذي عمل في التسعينيات من القرن الماضي مع البعثة السورية اليابانية في كهف "دودرية" ممثلاً عن جامعة "دمشق" وذلك بتاريخ 13/12/2008 حيث أجرينا معه اللقاء التالي:

المؤرخون يعتقدون بأنّ قرية "خراب شمس" كانت مزدهرة منذ الفترة الوثنية ودليلهم في ذلك اسمها وكذلك من بعض الدور التي تحوي على رأس الثور وقرص الشمس وأغصان الأشجار

  • أستاذ "زكريا" حبذا لو تعطون قرّاء موقعنا فكرة عامة عن هذه القرية؟
  • **«تقع قرية "خراب شمس" إلى الشرق من قلعة "سمعان العمودي" وتبعد عن مدينة "حلب" بحوالي /25/ كم وهي اليوم قرية غير آهلة بالسكان بسبب هجرة سكانها إلى قرية "ذوق كبير" المجاورة».

    *لماذا سُميت القرية "خراب شمس"؟

    **«لقد أُطلق عليها هذا الاسم بسبب كثرة أقراص الشمس الموجودة فيها والمنقوشة على نجفات معابدها القديمة والدور السكنية فيها، ويُطلق عليها القس "برصوم أيوب" (القفر المشمس) بينما تسميها بعض المصادر التاريخية الأخرى (مغيب الشمس)».

  • وماذا يعني وجود أقراص الشمس فيها بكثرة؟
  • **«المؤرخون يعتقدون بأنّ قرية "خراب شمس" كانت مزدهرة منذ الفترة الوثنية ودليلهم في ذلك اسمها وكذلك من بعض الدور التي تحوي على رأس الثور وقرص الشمس وأغصان الأشجار».

  • ما هي أهم الآثار الموجودة في القرية؟
  • **«لقد ازدهرت القرية في الفترة المسيحية وذلك بين القرن الرابع والسادس الميلاديين، وتوجد فيها اليوم آثار جميلة من معابد وفيلات وما زال البعض منها قائماً إلى اليوم، ففي الطرف الجنوبي الشرقي منها توجد كنيسة من الطراز البازليكي تعود إلى القرن الرابع الميلادي وتُعتبر من أقدم الكنائس التي ما زالت قائمة في المنطقة، يقول المهندس "عبد لله الحجّار" في كتابه (كنيسة القديس "سمعان العمودي"، آثار جبلي "سمعان" و"حلقة") بأنّ كنيسة "خراب شمس" من الكنائس القلائل التي ما زالت تحوي درابزين المذبح مع أحجاره الغنية بالزخرفة الجميلة، ويضيف "عبد لله الحجار" في نفس الكتاب بأنّه وإلى الشمال من كنيسة القرن الرابع توجد واجهة بناء لم يبق منه سوى نجفة ضخمة مستندة على حجرين قائمين نُقش عليها رسماً نافراً لقرص الشمس والقمر محاطين برأس ثور وإكليل من الزهر، وقد يكون معبداًً وثنياً قبل أن يتهدم، وربما يعود ذلك المعبد للطائفة الدينية الإيزيدية التي تُقدّس الثور والطاووس والسمك والشمس».