بهدف الوصول إلى مختلف الشرائح الاجتماعية في منطقة "عفرين" قامت صالة "كلاويج" الفنية خلال شهر نيسان من العام 2014 بإقامة مجموعة أنشطة ومعارض بطريقة متميزة، وذلك بالتوجه مباشرة إلى الناس والخروج من إطار العرض التقليدي في الصالات.

للحديث عن هذه الفكرة وأهميتها وحضورها؛ مدونة وطن "eSyria" التقت بمدينة "عفرين" الفنانة الضوئية والإدارية في صالة "كلاويج" "دلشان قره جول"، فقالت: «ليس بإمكان كل الناس من محبي الفن التشكيلي الحضور إلى المدينة لرؤية آخر الإبداعات الفنية بسبب مجموعة من الظروف والأسباب، كأن يكون الشخص ساكناً في قرية بعيدة عن المدينة وعدم وصول أخبار المعارض إلى الناس؛ بسبب الضعف العام في المجال الإعلاني وعدم القدرة في توزيع بطاقات الدعوة وخصوصاً في الريف النائي، وكذلك ضعف الثقافة الفنية عموماً لدى مختلف الشرائح الاجتماعية في المنطقة. وبما أن هدفنا الرئيسي من افتتاح صالة "كلاويج" الفنية في "عفرين" هو الوصول إلى مختلف الشرائح الاجتماعية وخاصة في المناطق الريفية، فقد قمنا في إدارة الصالة بتبني فكرة جديدة تسهل عملنا في تعميم الوعي الفني، وعرض آخر النتاجات الإبداعية بطريقة سهلة ومختلفة. ومضمون فكرتنا هو الخروج من الإطار التقليدي لإقامة المعارض الفنية ضمن الصالات والتوجه إلى الناس في بيوتهم وفي الأماكن العامة التي يقضون فيها أوقات فراغهم، وعلى هذا الأساس أقمنا معرضين فنيين كتجربة وعندما رأينا بأن الفكرة لقيت إقبالاً لدى الناس قررنا الاستمرار بها».

فكرة المعرض حلوة ومميزة بإقامته في مقهى "نت"، وهي فكرة تتضمن خروجاً عن المألوف والأسلوب التقليدي في عرض الأعمال الفنية ضمن الصالات الفنية، أتمنى لإدارة صالة "كلاويج" المزيد من الأفكار المميزة مستقبلاً

وأضاف الفنان الضوئي "عبدو ليلاف" وهو من إدارة الصالة: «خلال شهر نيسان من العام 2014 أقمنا معرضين فنيين للفنان التشكيلي "شورشفان إبراهيم"، وهما: معرض "في كل بيت لوحة" بتاريخ 2 نيسان 2014، ومعرض "دفتر ملاحظات" بتاريخ 22 نيسان 2014. في المعرض الأول توجهنا إلى قرية "بريمجة" في ريف "عفرين" وهي قرية الفنان "شورشفان"، وهناك قمنا بالتجول في القرية بيتاً بيتاً ونحن نوزع مجموعة من الأعمال الفنية على الناس طالبين منهم أن يعلقوها على جدران بيوتهم لمدة أسبوع واحد، لقد كان الإقبال كبيراً فمن جهة تعرفوا على ابن قريتهم "شورشفان" الذي كان يعيش في "دمشق"، ومن جهة ثانية تعرفوا نتاجاته وإبداعاته الفنية، كما خلق المعرض جواً اجتماعياً راقياً في القرية وساهم في التخفيف من بعض الاختلافات الموجودة في البيئة الريفية عموماً.

إقبال الشباب على المعارض الجوالة

أما في معرض "دفتر ملاحظات" فقد توجهنا فيه إلى فئة الشباب تحديداً وذلك بإقامته ضمن مقهى "نت" والعرض ضمن الحواسيب بطريقة العرض التسلسلي للأعمال، في هذا المعرض أيضاً لاحظنا إقبالاً كبيراً من جيل الشباب الذين أعجبتهم الفكرة».

وختم: «لقد أقمنا مقارنة بين طريقة العرض الفني في الصالات وبين طريقتنا في العرض خارجها، فلاحظنا أن نسبة الإقبال ازدادت بشكل ملحوظ، لقد بينت الإحصائيات أن عدد الحضور ضمن الصالات لم يتجاوز 200 شخص في كل معرض، بينما في الطريقة الثانية تجاوز عدد الذين شاهدوا المعرض في قرية "بريمجة" مثلاً 1000 شخص، وفي معرض صالة "النت" تجاوز 375 شخصاً، إن هذه الإحصائية البسيطة تعطينا فكرة واضحة حول ازدياد الإقبال الجماهيري على المعارض الفنية وفي عدد المستفيدين من فكرتنا في تعميم الثقافة الفنية، وأخيراً هي دلالة على نجاح فكرتنا».

من معرض دفتر ملاحظات في عفرين

الفنان التشكيلي "شورشفان إبراهيم" قال: «عندما عرضت إدارة صالة "كلاويج" فكرتها الجميلة بعرض مجموعة أعمالي في كل من قريتي وفي صالة "النت" ضمن أجهزة الكمبيوتر أعجبتني الفكرة فقمنا بتنفيذها معاً، برأيي الفكرة ناجحة ومقبولة بدليل الإقبال الجماهيري الكبير وازدياد عدد المستفيدين من المعرضين».

وحول فكرة المعرض الأول قال المواطن "محمود عبدو" في قرية "بريمجة": «لقد أعجبتنا فكرة "كلاويج" بالخروج من الصالات الفنية نحو الطبيعة والوصول إلى أكبر عدد ممكن من الناس، في قرية "بريمجة" منحتنا الصالة فرصة مهمة للاطلاع على الفن في "عفرين" وعلى نتاجات ابن قريتنا. التوجه نحو الريف طريقة متميزة ومبتكرة بهدف الوصول إلى كل الناس ومنهم الفلاحون والنساء والأطفال في القرية، حيث أعجبوا بالفكرة وأثنوا عليها».

التشكيلي شورشفان إبراهيم

الأستاذ "حسن حموتو" وهو موسيقي، قال حول معرض "دفتر ملاحظات" - الثاني: «فكرة المعرض حلوة ومميزة بإقامته في مقهى "نت"، وهي فكرة تتضمن خروجاً عن المألوف والأسلوب التقليدي في عرض الأعمال الفنية ضمن الصالات الفنية، أتمنى لإدارة صالة "كلاويج" المزيد من الأفكار المميزة مستقبلاً».