الأيام السبعة التي تسبق عيد "النوروز" هي أيام معروفة لدى أهالي المناطق الكردية في ريف "حلب"، ففيها يستعد الناس لاستقبال العيد الذي يصادف 21 آذار من كل عام بطقوس مميزة...

للتعرف على استعدادات الناس واحتفالهم بهذا اليوم قامت مدونة وطن "eSyria" بجولات إلى عدد من الأماكن في منطقة "عفرين"، والتقت بتاريخ 18 آذار 2014 السيدة "فاطمة أحمد" وهي خياطة تراثية؛ التي تحدثت بالقول: «تشهد الأيام التي تسبق احتفال الناس بعيد "النوروز" حركة كثيفة لأهالي المنطقة، وتأتي هذه الحركة وفق طقوس وتقاليد قديمة خاصة بهذه المناسبة السعيدة، وأهم ما يشغل السكان خلال تلك الفترة هو خياطة لباسهم التقليدي، فالاحتفال بالمناسبة يجب أن يتم بهذه الأزياء والألبسة التراثية والتقليدية الخاصة بأهل المنطقة، فيوم "النوروز" يوم لإحياء اللباس التقليدي الذي قلما يرتديه أحد في باقي أيام السنة، لذا أنا مشغولة هذه الأيام بخياطة مختلف أنواع الألبسة الرجالية والنسائية والولادية، فمن المعروف أن لكل فئة عمرية لباسها التراثي الخاص بها من حيث الأقسام والقياسات والأقمشة ولا يستطيع أحد خياطة هذه الألبسة إلا المسنون والمسنات من أمثالي».

إن عيد "النوروز" يقع في أول أيام فصل الربيع وفيه تجدد الطبيعة ثوبها فتنبت الأشجار والأزهار وتحمل للناس الدفء والحنان واليوم الجديد، لذا فمعنى "نوروز" بالكردية هو اليوم الجديد

وأضافت العمة "فاطمة": «بالنسبة إلى لباس الأطفال فهو مؤلف عادة من الألوان الحمراء والصفراء والخضراء سواء أكان الطفل ذكراً أم أنثى، إضافة إلى ذلك فإن الكثيرين من الأهالي يقومون بخياطة ألبسة أطفالهم من نفس قماش وشكل لباس الكبار ولكن بقياسات تناسب أعمارهم، أما لباس النسوة التراثي فله عدة أنواع معروفة في منطقة "عفرين" وفي مقدمتها؛ "الفستان الكرمانجي" ويتميز بقماشه الرقيق الذي ينساب على جسد المرأة بشكل ناعم من الكتفين وحتى الكعبين وبمختلف الألوان، كما يتميز هذا الفستان بأن مقدمته من منطقة الصدر لا يمكن خياطته إلا باليدين وذلك على شكل تجعدات تسمى شعبياً "سجف"، وهناك أيضاً "الفستان البريفاني" و"الخفتان"، والفرق بينهما أن "البريفاني" له كمان طويلان يصلان حتى الكعبين يتم ربطهما خلف الرقبة، ولهما ألوان مختلفة لكن يبقى اللون الأحمر هو الطاغي، أما الرجال في هذه الأيام فلباسهم التقليدي الأساسي فهو الشروال الأسود».

فاطمة أحمد تخيط الألبسة التراثية استعداداً للعيد

وفي ليلة 20 آذار 2014 قامت المدونة بجولة إلى "ساحة نوروز" في "عفرين" حيث شهدت إيقاد شعلة "النوروز" على قمة النصب التذكاري الذي أقيم بالمناسبة وسط احتفال المواطنين بالعيد، والتقت "وحيد عبد الرحمن" الذي قال: «إن إشعال النيران في ليلة 20 آذار من أهم الطقوس الخاصة بعيد "النوروز"؛ لذلك فإن على كل شخص أن يوقد شعلة نار أينما وجد في هذه الليلة، سواء أمام منزله أو على قمم الجبال في الريف أو ضمن طقس احتفالي كما يجري الآن في هذه الساحة، إن إشعال النيران ترمز في الحكاية الأسطورية الكردية إلى زوال الظلم وذلك عندما قام "كاوا الحداد" بقتل الملك الظالم "ضحاك" وإشعال النار فوق قصره معلناً للملايين من أبناء شعبه انتهاء الطغيان والاستعباد».

أما في يوم 21 آذار 2014 فقامت المدونة بجولة في أحضان الطبيعة حيث خرج الناس للاحتفال بالمناسبة، وفي موقع "عين دارا السياحي"، والتقت السيد "خليل محمد خليل" الذي يقول: «في 21 آذار نصل إلى قمة الاحتفال بـ"النوروز"، ومن تقاليد هذا اليوم الخروج الجماعي للناس بأزيائهم التقليدية إلى الطبيعة في أول أيام الربيع، لتعقد حلقات الدبكة والغناء من الصباح الباكر وحتى المساء، كما تقدم الفرق الموسيقية والراقصة أغانيها ورقصاتها التراثية، ويقوم الناس وهم في أحضان الطبيعة بإعداد أشهى المأكولات التراثية الخاصة مثل: "الكمبة"، و"الكبة"، و"المحاشي"، وغيرها ودعوة بعضهم بعضاً لتناولها في جو اجتماعي جميل تسوده المحبة».

إيقاد نار نوروز في عفرين -20 آذار

ويختم: «إن عيد "النوروز" يقع في أول أيام فصل الربيع وفيه تجدد الطبيعة ثوبها فتنبت الأشجار والأزهار وتحمل للناس الدفء والحنان واليوم الجديد، لذا فمعنى "نوروز" بالكردية هو اليوم الجديد».

الخروج الجماعي للطبيعة -21 آذار