"قاعة تل الأحمر" أو "تل برسيب" هي من قاعات "متحف حلب الوطني" الهامة ففيها تعرض مجموعة من اللقى والجداريات والنصب التاريخية والنقوش التي تتحدث عن جانب من تاريخ سورية خلال عصور ما قبل الميلاد.

موقع eAleppo جال بتاريخ 28/11/2011 في القاعة وهناك التقى بعدد من زواره الذين تحدثوا عن انطباعاتهم حولها، "سعيد حسو" من منطقة "عفرين" قال: «هذه أول مرة أزور فيها المتحف الوطني وقد ندمت كثيراً لأنني لم أزره قبلاً ففيه يُعرض تاريخ وثقافة أجدادنا بمختلف أقسامها الفنية والعمرانية والتاريخية ولذلك أنصح كل مواطن سوري بزيارة المتحف والتجول في جميع قاعاته وأجنحته للتزود بالمعرفة والثقافة والعلم فرؤية هذه الآثار وملامستها مباشرة يكسب الزائر ثقافة من نوع خاص قائم على التواصل الفعلي بين الحاضر والماضي بكل انجازاته.

في العام 2010 تم نقل فسيفساء حصى نهرية جميلة من الموقع إلى المتحف وهي تعود إلى القرن التاسع أو الثامن ق.م أي الفترة الآشورية هذه اللوحة اكتشفتها البعثة السورية البلجيكية المشتركة في قمة التل ضمن قصر آشوري في العام 2000 م وبقيت اللوحة في الموقع حتى العام الماضي حيث تم نقلها إلى المتحف

وبالنسبة للقاعة التي تُسمى "قاعة تل الأحمر" فهي قاعة مهمة جداً من ناحية معروضاتها وجماليتها وطريقة العرض المتحفي فيها، ففي القاعة مجموعة من اللوحات الجدارية العائدة لفترة الحكم الآشوري في سورية إضافة إلى عدد من المنحوتات والتماثيل التي رُسمت بحرفية عالية تدل على تطور الفن في سورية في الفترة التي تسبق الميلاد بمئات السنين».

نصبا الملك الاشوري أسر حدون

الأستاذ "خليل حسن"، مدرس، قال: «اللوحات والمنحوتات والنقوش المسمارية المعروضة في "قاعة تل الأحمر" وباقي قاعات المتحف الوطني مهمة جداً من الناحيتين العلمية والسياحية فحتى أكبر متاحف العالم تفتقر إلى مثيلاتها من معروضات ولذلك تجدها وعلى مدار العام مزدحمة بالسياح والباحثين والدارسين الذين يأتون من مختلف أنحاء العالم للكتابة عن تاريخ سورية والمنطقة والعالم لأنّ تاريخ سورية هو مفتاح العالم تاريخياً ومن هذا المبدأ قال أحد الباحثين الغربيين بأنّ لكل شخص في العالم وطنين، الوطن الذي يعيش فيه حالياً ووطنه الأصلي الذي هو سورية».

كما التقينا في "قاعة تل الأحمر" الأستاذ "أحمد عثمان" أمين متحف الآثار السورية القديمة الذي تحدث أولاً حول "تل الأحمر" كموقع أثري: «يقع "تل الأحمر" على الضفة الشرقية لنهر الفرات وعلى بعد حوالي 20 كم إلى الجنوب من مدينة "جرابلس" وتبلغ مساحة الموقع حوالي 60 هكتاراً، الاسم القديم للموقع هو "تل برسيب" وهو اسم آرامي كما سُمي الموقع "ماسوراي" وذلك بحسب النقوش اللوفية أو الحثية ويعني المنطقة الحدودية.

نقش كتابي يروي انتصارات الملك شلمناصر

عملت عدة بعثات تنقيبية أثرية في الموقع، ففي الفترة ما بين 1929 -1931 عملت فيها بعثة فرنسية وبين العام 1988 -1999 عملت فيها بعثة استرالية من جامعة "ملبورن" ومنذ العام 2000 وحتى اليوم تعمل فيها بعثة بلجيكية برئاسة السيد "غي بونيز" من جامعة "لييج".

اكتُشف في الموقع مجمّع معماري جنائزي يعود إلى النصف الثاني من الألف الثالث ق.م ومجموعة من الغرف استخدمت كمكاتب إدارية ومخازن وتعود إلى الألف الثاني ق.م».

أمين متحف الآثار السورية القديمة -أحمد عثمان

وأضاف متحدثاً عن معروضات "قاعة تل الأحمر": «طبعاً "قاعة تل الأحمر" أو "تل برسيب" هي إحدى قاعات متحف الآثار السورية القديمة ويُعرض فيه مجموعة من مكتشفات الموقع وأهمها: لوحات رسوم جدارية وُجدت في القصر الملكي ونُصبان كبيران يمثلان الملك الآشوري "أسر حدون" منتصباً ولوحة بازلتية عليها نقوش وكتابات مسمارية تتحدث وتروي انتصارات الملك الآشوري "شلمناصر" وتعود كل هذه المعروضات إلى الفترة الآشورية في سورية.

وهناك نُصب لإله العاصفة "تيشوب" ويعود إلى الألف الأول ق.م وهو معروض حالياً في الحديقة الداخلية للمتحف الوطني بحلب».

وختم: «في العام 2010 تم نقل فسيفساء حصى نهرية جميلة من الموقع إلى المتحف وهي تعود إلى القرن التاسع أو الثامن ق.م أي الفترة الآشورية هذه اللوحة اكتشفتها البعثة السورية البلجيكية المشتركة في قمة التل ضمن قصر آشوري في العام 2000 م وبقيت اللوحة في الموقع حتى العام الماضي حيث تم نقلها إلى المتحف».