تقع مدينة "إعزاز" إلى الشمال من مدينة "حلب" بحوالي /47 كم/ وهي منطقة إدارية تتبعها ست نواح، هي قرى مركز المنطقة– "تل رفعت"– "أخترين"–"نبل"– "مارع"– "صوران" كما تتبعها /125/ قرية و/59/ مزرعة.

بتاريخ 27/9/2008 قام موقع eAleppo بجولة في المدينة برفقة الأستاذ "سالم كنّاوي" وهو موجّه تربوي في المجمّع التربوي بمدينة "اعزاز" وابن هذه المدينة الجميلة، فسألناه بداية عن معنى اسم "اعزاز" فقال لنا:

يربط مدينة "اعزاز" بمدينتي "حلب" و"كلس" طريق إسفلتي معبّد فُتح في العام /1921/، ويمر بالقرب منها خط حديدي يصل "المدينة المنورة- برلين" مروراً بـ "الأردن" و"سورية" و"تركية"، هذا الخط بنته "ألمانية" في أواخر العهد العثماني وتحديداً بين العامين /1912-1913/ كما هو مدوّن على عوارضه الحديدية، وكان هذا الخط يعتبر من أهم الطرق البرية في بداية القرن العشرين

«العزّاز في اللغة يعني (الأرض الصلبة) وهو الاسم القديم لمدينة "اعزاز" الحالية، التي ُبنيت عند سفح تلّ عُرف باسمها، يبلغ ارتفاعه /28 متراً/ عما حوله و/ 590 متراً/ عن سطح البحر، وهو تلّ صناعي وليس طبيعياً، وقد أقام "الرومان" مثل هذه التلال واستخدموها لإشعال النيران وإرسال الرسائل العسكرية والإشارات الحربية أو الإدارية بين المدن الرومانية المختلفة، عُثر فيه على كسر فخارية وحجارة بناء قديم قد تكون لبقايا حصن قديم، والتل مُسجل كتل أثري في "سورية"».

الجامع العمري الذي يعود الى /120/هجرية

أضاف ونحن نتجوّل في المدينة: «في اعزاز أقنية رومانية تمر من وسطها ومن قلب "الجامع العمري" دون معرفة مصدرها، ومن أهم المعالم التي تشتهر بها مدينة "اعزاز" سوقها الحجري التجاري القديم المسقوف والذي تباع فيه مختلف أنواع الخضراوات والفواكه واللحوم وغيرها من المواد والمنتجات الاستهلاكية وكذلك بالجامع العمري الشهير الذي يقع في الطرف الغربي من السوق المسقوف والذي يعود تاريخ بنائه إلى العام /120/ هجرية».

وقال متابعاً حديثه: «يربط مدينة "اعزاز" بمدينتي "حلب" و"كلس" طريق إسفلتي معبّد فُتح في العام /1921/، ويمر بالقرب منها خط حديدي يصل "المدينة المنورة- برلين" مروراً بـ "الأردن" و"سورية" و"تركية"، هذا الخط بنته "ألمانية" في أواخر العهد العثماني وتحديداً بين العامين /1912-1913/ كما هو مدوّن على عوارضه الحديدية، وكان هذا الخط يعتبر من أهم الطرق البرية في بداية القرن العشرين».

السوق الحجري المسقوف

وختم الأستاذ "سالم" حديثه لموقعنا وقد شارفت جولتنا على الانتهاء قائلاً: «كانت "اعزاز" تابعة لمدينة "كلس" في العهد العثماني، حيث كانت قرية صغيرة لا يتجاوز عدد سكانها /1500/ نسمة حتى مطلع القرن العشرين، ولم يكن فيها حتى العام /1921/ مدرسة ابتدائية، وفي نفس العام حينما عُقدت اتفاقية "أنقرة" فُصلت "كلس" عن "سورية" فبقيت "اعزاز" قرية من القرى السورية، فجُعلت مركزاً للقضاء وأُلحق بها عدد من القرى التي بقيت تابعة لسورية من قضاء "كلس" وتلك التي فُصلت عن "جبل سمعان" مما أدى إلى توسعها وازدياد سكانها، كما لجأ إليها عدد كبير من "الأرمن" الذين بنوا في غربها بيوتاً من الطين والقش، فبلغ عدد سكانها في العام /1930/ حوالي /5000 نسمة/ كان ثلثهم من "الأرمن"، ثم ارتفع في العام /1981/ إلى حوالي /16557/ نسمة، أما اليوم فيبلغ عدد سكانها اليوم نحو/53000/ ألف نسمة».

الجدير ذكره أنّ من أبرز المعالم العمرانية الحديثة في "اعزاز" اليوم، هي مقر مديرية المنطقة والبلدية والمستوصف والمركز الثقافي والمؤسسة الاستهلاكية والمخبز الحديث ومركز البريد والمصرف الزراعي التعاوني، وفيها عدد من المدارس والحدائق العامة، وفي العام /2007/ افتتح السيد الرئيس "بشار الأسد" إلى الغرب منها مشفى "اعزاز" الوطني المجهّز بأحدث التقنيات والتجهيزات الطبيّة العالية المستوى.

مشفى اعزاز الوطني