كان يوم الجمعة" 19/9/2008"حافلاً في" جامع سيدنا زكريا" (الأموي) في "حلب" حيث بدأت قبل الفجر "الفرقة التراثية الحلبية" بوصلة إنشاد ديني وسط حضور لافت، حيث قدّمت الفرقة بقيادة الشيخ "محمد مسعود خياطة" موشحات مختارة باستخدام الإيقاعات والأوزان والنغمات والسماع فقط من دون استخدام الآلات الموسيقية.

وقد قدّمت الفرقة وصلتها في لباسها الموحّد الذي يتخذ من لباس الفنان "عمر البطش" نموذجاً.

"eAleppo" حضر تلك الفعاليات وكان لنا وقفة عقب الخطبة مع سماحة المفتي فسألناه عن أبرز ما يمكن أن يستفيده المسلم من استذكار "غزوة بدر"،

بعض منشدي الفرقة

فقال: «إن أبرز ما جاءت به "غزوة بدر"، تأكيد مبدأ الشورى، باعتباره مبدأً من مباديء الشريعة وأصلاً من أصول الحكم، وصورةً من صور التعاون على الخير، يحفظ توازن المجتمع، ويجسّد حقيقة المشاركة في الفكر والرأي، بما يخدم مصلحة الجميع . فرسول الله – صلى الله عليه وسلم – وهو المؤيّد بالوحي - استشار أصحابه في تلك الغزوة أربع مرّات، فاستشارهم حين الخروج لملاحقة العير، واستشارهم عندما علم بخروج قريشٍ للدفاع عن أموالها، واستشارهم عن أفضل المنازل في بدر، واستشارهم في موضوع الأسرى، وكلّ ذلك كي تتعلم الأمة مبدأ الشورى»..

كما التقينا "محمد فارس" أحد تجار "سوق المدينة" وسألناه عن رأيه فيما استمع إليه، فقال:

سماحة المفتي يخطب

«لاحظنا من خلال الخطبة دور التجار الإيجابي والأساسي في الجهاد بالنفس والمال في سبيل الله ونسأل الله عز وجلّ أن يقّدرنا كي نفعل الخير، كما أن السيد المفتي بارع في إيصال الأفكار التي يريدها، وكلامه يدخل القلب وهو يعلّمنا أصول الإسلام الصحيح».

كما التقينا الدكتور "محمود المصري"، مدير المكتبة الوقفية بـ"حلب"، وسألناه عن رأيه بنشاطات الجامع الأموي في "رمضان" وعن رأيه في "فرقة التراث" فقال:

جموع المصلين

«من الملاحظ أن الاهتمام واسع النطاق فجزى الله خيراً كل القائمين على هذا البرنامج الجميل، ولاشك أن قراءة جزء من "القرآن الكريم" كل يوم في صلاة التراويح، تجعل المسلم في صفاء روحي جميل، فضلاً عن هذه الفرقة التي تحيي التراث وتؤدي هذه الموشحات الجميلة التي تذكّرنا بجهود أجدادنا في مدينة "حلب الشهباء"».

ولم ينس معظم من في المسجد أداء صلاة الضحى قبل أن ينصرفوا إلى مشاغلهم.