إلى الشمال من مدينة "حلب" بنحو/ 47/ كم، تقع مدينة "اعزاز"، الجميلة بشعبها والعريقة بتاريخها وأصالتها، والمعروفة بحبها للوطن والمواطن.

بتاريخ 6/8/2008 كان موقع eAleppo في زيارة للمدينة ليطّلع عن قرب على شعبها ومرافقها فكانت البداية بزيارة "دار الأيتام الإسلامي" فيها الذي يقع في وسطها والذي ترعاه الجمعية الخيرية الإسلامية لميتم "اعزاز".

إنّ رئيس الجمعية الخيرية المشرفة على الدار وكامل أعضاء مجلس الإدارة يقومون بالسهر الدائم لتحقيق راحة اليتيم ليكون عضواً نافعاً للمجتمع والبلد

في الدار التقينا بالأستاذ "فاتح أبو جاسم" وهو مراقب ومشرف فيه، وسألناه عن تأسيس الدار فأجاب: «لقد أُنشئ دار الأيتام بتبرعات المحسنين في محافظة "حلب" في العام /1946/ وبجهود الخيّرين من أبناء منطقتي "اعزاز" و"عفرين".

مدخل الدار

وقد وضع فكرة تأسيسه الشيخ "عبد القادر الكريدي" بهدف كفالة الأيتام ورعايتهم الرعاية التامة وتأهيلهم تعليمياً واجتماعيا وتربوياً ليكونوا أعضاء نافعين ضمن مجتمعهم، وبالنسبة للقبول فإنّ الدار يشترط على الأطفال المنتسبين أن يكونوا قد فقدوا الوالد أو الوالدين معاً وأن تتراوح أعمارهم بين السادسة والثامنة عشر حتى يتم قبولهم لدينا».

وأضاف: «يتألف مبنى الدار من طابقين:

الاستاذ فاتح أبو جاسم ، مشرف في الدار

الطابق الأول: يضم المدرسة الابتدائية وقاعات المطالعة والمسجد والمطعم.

والثاني: يحتوي على قسمين للمنامة الأول للصغار من الصف الأول حتى السادس، والثاني للكبار (إعدادي و ثانوي)، ويكون المنامة بإشراف مراقبين ليليين والعلاقة بينهم وبين الأطفال في الدار قائمة على المحبة والود التام، ليشعر اليتيم بوجوده ضمن أسرته وعائلته، وكذلك فإن علاقة الإدارة بالموظفين هي علاقة هادفة قائمة على أسس تهدف إلى تحقيق التأهيل لتربوي والتعليمي السليم للأيتام».

جزء من المبنى

وعن عدد الأيتام في الدار قال: «بلغ عدد المسجّلين في العام /2008/ لدينا / 140/ تلميذاً، والجدير ذكره أن الدار ومنذ العام /2007/ تتبنى رعاية وكفالة اليتيمات بنفس الشروط التي ذكرتها ولكن باستثناء منامتهم التي يجب أن تكون في بيوتهم وليس في الدار».

وعن الموارد المالية للدار قال: «إنّ نفقات رعاية الأيتام وكفالتهم تأتي من موارد مالية ثابتة (كتأجير العقارات العائدة للدار وكذلك من التبرعات الموسمية التي يقدمها المحسنون والمتبرعون من تبرعات نقدية أو مواد عينية كالقمح والعدس والحمّص والزيت وغيرها..».

وفي الدار التقينا أيضاً بالأستاذ "علاء الدين عبيد" مراقب ومشرف في دار الأيتام وسألناه عن أنواع الرعاية التي يقدّمها الدار للأيتام فقال: «تشمل الرعاية التي نقدّمها لليتيم مايلي:

  • الرعاية التربوية: حيث يتم توجيه الأيتام لرفع مستواهم التربوي والأخلاقي بإشراف مشرفين أكفّاء ذو خبرة عالية، كما يقدّم دروس تعليم وكيفية التعامل مع الحاسوب وتعليم القرآن الكريم.

  • الرعاية المادية: حيث تقدّم لهم الجمعية اللباس الجيد والطعام الجيد والمستلزمات المدرسية وكذلك رعاية المتفوقين حتى أواخر المرحلة الجامعية، كما يقوم الدار بتزويد اليتيم بمصروفه الشخصي أسبوعياً وتتكفّل بأجور نقلهم أسبوعياً من وإلى منازلهم.

  • الرعاية الاجتماعية والترفيهية: حيث تتوفّر في الدار كافة النشاطات الرياضية وملاعب كرة القدم وكرة السلة والطاولة كي يكون اليتيم ذو جسم سليم وعقل سليم، وهناك الرحلات الترفيهية التي يقيمها الدار سنوياً خارج أو داخل المحافظة.

  • الرعاية الصحيّة: التي تتمثّل في القيام بالفحص الدوري والكامل للأيتام وصرف الأدوية اللازمة وتقوم الجمعية بإجراء العمليات الجراحية لهم عند الضرورة».

  • وأضاف: «إنّ رئيس الجمعية الخيرية المشرفة على الدار وكامل أعضاء مجلس الإدارة يقومون بالسهر الدائم لتحقيق راحة اليتيم ليكون عضواً نافعاً للمجتمع والبلد».

    وبعد أن استمعنا إلى المشرفين على الدار قمنا بجولة في أقسامه المختلفة، حيث يوجد مبنى جديد قيد الإنشاء يسمى بملحق "دار الأيتام" يحتوي على مطعم وبرّادات لتخزين الخضار والفواكه وقاعات للمطالعة وقاعة حواسيب ومسجد كبير وغرف منامة للكبار حيث تم فصلها عن غرف منامة الصغار نهائياً.

    في الدار أيضاً التقينا ببعض التلاميذ الأيتام وسألناهم عن تعامل الكادر الإداري والتعليمي معهم فأجابوا بأنّه تعامل جيد، حيث يقدّمون لهم كل الرعاية الأبوية التي تتضمن العطف والحنان والمحبة.

    وخير ما نختم به تقريرنا وزيارتنا الجميلة لـ"اعزاز" ودار أيتامها هو ما قاله الرسول الكريم «والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه».