عشية إطلاق eSyria قمنا بجولة في أروقة المشروع. كما في كل يوم يبدو فريق العمل كخلية نحل، الكل في eSyria يجتهد على طريقته لتقديم أفضل ما يمكن ضمن الإطار العام للمشروع وأهدافه

باعتباره نتاج عملٍ جماعي، يستفيد من أفكار الجميع، و يفسح المجال أمام المبادرات الفردية الخلاقة.

بلغت الجهود ذروتها خلال الأيام الثلاثة الأخيرة،قبل إطلاق المشروع بشكل رسمي، وإعلان انتهاء الفترة التجريبية في 15 نيسان2008.

غيداء الترك مديرة التشغيل

حان الوقت إذاً لجني ثمار تلك المرحلة،وإبراز ما تم بذله خلالها من جهود، ليبدأ السير في طريق مفتوح باتجاه التطور وصولاً إلى غايات المشروع الأساسية ، وربما أكثر من ذلك لأن أهدافه. تتطور بدورها أيضاَ، و آفاقه لا حدود لها كما أخبرنا الأستاذ فراس حماده، الذي تحدث لنا عن عمله كنائب لمدير المشروع ومدير التطوير فيه: بدأت العمل بالمشروع في مرحلة بناء الأفكار، وحرصت مع الفريق على أن تكون تلك الأفكار إستراتيجية،أكثر من كونها تكيتيكة مرحلية، كل موقع لدينا هو عبارة عن فكرة متكاملة قابلة للتطوير انطلاقاً من مبدأ تطوير الأعمال بغض النظر عن الغايات الربحية، هذا إذا أخذنا بعين الاعتبار أنeSyria هو مبادرة وطنية للجمعية العلمية المعلوماتية السورية، هذه المبادرة ليس لها غايات ربحية،والربح الحقيقي هو نجاح المشروع في تحقيق أهدافه(تقديم محتوى محلي خدمي للمواطن السوري يلبي تطلعاته)، اعتبرنا أن أي موقع إلكتروني رديف للمشروع هو وحدة عمل استراتيجة،واعتمدنا مبدأ مشاركة الموارد بين المواقع لتخفيف الكلفة ( لتحقيق نتائج أقرب إلى المثالية، وبأقل تكلفة) مثال:

موقع حالة الطقس كان هدفه في البداية: تعريف المواطن بحالة الطقس في المدن السورية ، وجدنا أن ذلك لا يكفي، وبإمكاننا إعطاء قيمة مضافة لهذا الموقع عبر الكليب إعلاني ( خطط لرحلتك في نهاية الأسبوع)، والذي يمكن للمستخدم من خلاله الإطلاع على العديد من مكاتب السياحة، وعناوين الخدمات السياحية في المدن السورية، و بالتالي يمكن له من خلال تلك العناوين التخطيط لرحلة نهاية الأسبوع في أي مدينة سورية يختارها. العائد الإعلاني لتلك الخدمة يمكن الاستفادة منه في تطوير المشروع ككل،كما تم تطوير خدمات أخرى انطلاقاً من الآلية التالية: بناء وحدة عمل برمجية يدعمها مدير و خبير( عملياً مؤلفة من ثلاث أشخاص)،وتستفيد من إمكانات مدخلي البيانات، والعلاقات العامة، والصحفيون الموجودون أساساً في الموقع، وبذلك خفضنا الكلفة، تلك كانت ببساطة فكرة وحدة العمل الإستراتيجي... دورة التطوير لدينا غير منتهية، ولا تتوقف عند إطلاق المشروع وإنما ستمتد مستقبلياً إلى ما نهاية، بما يتجاوب مع متطلبات المستخدمين، واستناداً إلى آليات تسويق واضحة، تعتمد على فكرة الاستبيانات البسيطة، حول شكل الموقع و سرعة الخدمة و جودة المضمون.

فراس حمادة مدير التطوير الأعمال

اختتمنا حديثنا مع الأستاذ فراس حمادة الذي أعطانا الكثير من وقته رغم انشغالاته، لندخل إلى غرفة التحرير الرئيسة في eSyria حيث تتابع أربع صحفيات شابات بوصفهن مدراء مناطق ، يتابعن ما يرد إليهن من مواد صحفية يعدها المراسلون المنتشرون في كل المحافظات السورية، يجلسن لأكثر من ثمان ساعات متواصلة أمام أجهزة الحاسوب، يتلقين المواد،و يدققنها لتصبح جاهزة للنشر، يبذلن بوصفهن صلة الوصل الأساسية بين المراسل و المشروع جهوداً استثنائية لتقديم مواد غنية للمتلقي تتوزع على عشرين باباً ( وجوه-أماكن- مجتمع- أنشطة- شخصيات- شباب- وغيرها...)

على هامش عملهن التقينا لانا الحاج حسن (مديرة المنطقة الوسطى و إدلب)، آلاء زيني( مديرة المنطقة الساحلية)، أروى الشمالي( مديرة منطقة دمشق و ريفها)...

إحدى غرف الصحافة

لانا حاج حسن: حجم العمل لدينا كبير جداً، تردنا من المراسلين مواد كثيرة ننشرها في أبواب متنوعة،و يمكنك من خلال الموقع الإلكتروني الذي خصصتهeSyria لأي محافظة معرفة كل شيء عنها، تعلمنا الكثير من خلال تجربة عملنا في المشروع‘نحن ننسى تعبنا لصالح جودة المادة المقدمة للمتلقي، و ضمان إبراز خصوصية الموقع الذي تنشر فيه ،انطلاقاً من خصوصية المجتمع الذي تعبر عنه.

آلاء زيني: عملي كمديرة منطقة يفرض علي الكثير من المسؤولية، إنه إداري أكثر من كونه صحفي.معظم العمل الصحفي فيeSyria يقع على عاتق المراسل،وعلاقتنا مع المراسلين جميلة جداً، نحرص على جهودهم، و نعمل معاً لتقديم أفضل ما يمكن، رغم أن عملنا كمدراء مناطق لا يلاحظه القارئ العادي.

أروى الشمالي: لي تجارب سابقة في مجال الإعلام والعلاقات العامة،استلمت في eSyria مواقع إدلب و الحسكة و دير الزور، ثم طرطوس واللاذقية ، و أخيراً موقع دمشق و هذا يعني لي الكثير لأن دمشق أكثر من عاصمة، استمتعت بعملي في المشروع ،وعرفت الكثير عن المحافظات السورية من خلال المواقع التي أدرتها، تجربتي في eSyria غنية جداً و ستكون أغنى في المستقبل، لأنه مشروع واعد و قابل للتطوير،ومن أهم مميزاته طابع العمل الجماعي.

ودّعنا الآنسات مدراء المناطق بعد أن استمتعنا كثيراً بالوقت الذي قضيناه معهن، بما يتمتعن به من شخصيات مرحة رغم ضغط العمل الشديد الذي يعشنه يومياً.

توجهنا إلى القسم التقني(IT) لنتعرف على شباب في غاية اللطف والديناميكية تحدث عنهم سعيد عباس:أنا مسؤول عن الصيانة والحماية، و أمن المعلومات في المشروع.قسم (IT) يتطور كل يوم بالتعاون مع الزملاء (نور الطويل مسؤولة التطوير البرمجي في المشروع- هدى ميداني مسؤولة عن موقع الاستعلام الحكومي- نزيهه حوري مسؤولة التنسيق في القسم وغيرهم ،نحن جميعاً نتعاون في إدخال البيانات، ونتكامل مع بعضنا البعض. جميعنا حاصلين على تأهيل أكاديمي في مجال المعلوماتية. حجم العمل كبير لدينا، ولا مجال للفشل أبداً، نحاول و نحاول، و نتلقى التوجيه المناسب إن لزم الأمر، وصلنا إلى نتائج مهمة إلى الآن. طابع العمل الجماعي هو ما يميز مشروعنا، لا يوجد حواجز بيننا وبين الإدارة في مطلق الأحوال،بل يوجد حميمية في العلاقات بين أعضاء الفريق ككل وهذا بحد ذاته يحفز الإبداع، و يصل بنا إلى نتائج في غاية الأهمية.

بعد القسم التقني توجهنا إلى الأستاذة غيداء الترك (رئيسة قسم التشغيل) لتتحدث لنا عن طبيعة عملها، ومعايير انتقاء الكوادر لeSyria وحجمها، وهيكلية المشروع بشكلٍ عام. الأستاذة غيداء كانت منهمكة كثيراً في التحضيرات ليوم الإطلاق، خاصةً أن جزء كبير من التحضيرات ليوم 15 –نيسان- 2008 وقعت على عاتقها، إضافة ً إلى مهامها الاعتيادية. بعد محاولاتٍ عديدة تمكنا من إجراء لقاءٍ قصيرٍ معها: عملي بشكل أساسي عمل تنفيذي، يتضمن تنفيذ كافة الخطط المقررة للمشروع بعد موافقة المدير عليها، والتنسيق بين مدراء المشروع لتحقيق غاياته، والتعاون مع مدراء المناطق لوضع الخطط المرحلية و متابعتها، وضمان توافر الموارد المالية والبشرية لضمان تنفيذ تلك الخطط، إضافةً إلى الإشراف المباشر على صرف مستحقات المتعاقدين مع المشروع. جزء من عملي أيضاً الإشراف على الموارد البشرية، انتقاء الكوادر للمشروع، وأهم ما يميزها التأهيل الأكاديمي التخصصي، والقدرة على المبادرة و الخبرة. عملياً ليس لدينا مركزية في الإدارة، مشروع eSyria يتألف بشكل أساسي من أقسام: العلاقات العامة،والصحافة والقسم التقني، وقسمي التشغيل و التطوير. الكوادر البشرية الموجودة ضمن مكاتب المشروع لا يتجاوز عددها حالياً ال29، إضافة ً إلى حوالي ال50 مراسل يتوزعون على كل المحافظات السورية، و إذا قارننا بين الحجم الضخم للمشروع و عدد الكوادر العاملة فيه، يتضح لنا مدى فاعلية تلك الكوادر و نشاطها.

بكلام الأستاذة غيداء الترك و صلنا إلى ختام جولتنا في كواليس eSyria رصدنا لكم خلالها أجواء العمل في يوم نشيطٍ جداً كما في كل يوم من أيام العاملين في هذا المشروع.