تشهد الحدائق العامة والمنتزهات على اختلاف مساحاتها إقبالا جماهيريا كبيرا نظرا لحرارة الربيع اللطيفة الدافئة، فقد بدأ الناس بالخروج من عباءة الشتاء الباردة والتوجه نحو الطبيعة بما تعطيه من دفء وحنان ونشاط..

فالحدائق التي تتميز بالأشجار الجميلة المنسقة والمروج الخضراء تدفع الكثير من العائلات إلى قضاء الإجازات الرسمية فيها، وتعدّ الحديقة العامة بحلب من أرقى الحدائق الموجود فيها وهي من معالمها الأساسية وقد عدت قبلة لسكان حلب منذ نشأتها، وحافظت على رونقها الجميل منذ عقود، ففيها أشجار المتنوعة من شتى الأنواع تسرّ الناظرين، وفيها النوافـير الجميلة بأشكال وألوان مائيـة وهي من العناصر المهمـة التي تسـاعد على إظهـار جمال الحديقـة وإبراز قيمتهـا الفـنيـة والإبداعيـة فحركة الماء تشعـر الزائـر بالمتعـة والسعادة والحركـة المتجددة وتحـقـق التنوع في عناصر التصميم المختلفة إضافة إلى إيجاد عنصر التنافـر نظراً لجمود الأرض وحركـة المياه، وزادها الجمال جمالاً حينما جرت المياه في مجرى نهر قويق، فصوت الماء وحده يعد معجزة في الجمال.

كما تحوي مجموعة من الورود المتنوعة مما يعطيها جماليـة من نوع خاص, وذلك لما تحويـه من ورود مختلفة الأشكال والألوان، إن هذه الورود تخلق صورة فنية تعـتـبر نتاجاً لإبداع الخالق، وتجسد منظراً طبيعياً يتوافق مع عناصر الحديقة الأخـرى فأشكال الورود المختلفة تجعلك تنتقـل ببصرك من شكل إلى آخـر وكأنك تشاهـد وحدة واحدة ذات قيمة جمالية نادرة الوجود ورائحتهـا الزكيـة تضفي الراحـة النفسية على مرتادي هذا الجزء من الحديقـة.

أمام هذا الجمال لا يملك الزائر لهذه الحديقة الغناء إلا أن يلتقط صورا تذكارية تجسد سعادته أمام هذه الطبيعة.

eAleppo التقت أحد المرتادين لهذه الحديقة ويدعى (أبو محمد) وسألته عن زيارته لهذه الحديقة، فقال أنا أهرب من متاعب الحياة وضغوطها، وأنسى مشاكلي كلها حينما أقف أمام الطبيعة الخضراء، وكأن يداً سحرية تمسح على قلبي فأنسى ما أنا فيه من ضغط الحياة وخاصة بعد أن بدأت الحرارة تميل نحو الدفء آتي كلما سنحت لي الفرصة.

أما السيد عبدو فقال أنا موظف وآتي كل يوم جمعة وأيام العطل مع عائلتي إلى هنا فالطبيعة جميلة جداً، ويكفي أنها تغنيني عن زيارة الطبيب لأني أشعر بأن روحي تستعيد نشاطها، وخاصة حينما ألمح البسمة على فم أولادي ومن يتنزه من الحاضرين، فهذه الطبيعة نعمة من الله علينا التمتع بها، وأنصح كل من يشعر بضيق نفسي أن يذهب إلى الطبيعة الخضراء ففيها سيجد دواءه وراحة نفسه.