تعد البركة من العناصر الجمالية الأساسية في البيت الحلبي القديم, وغالباً ما توجد بركة أو أكثر تزين باحات البيت, والتي غالباً ما تكون من الرخام.

وتكمن قائدة البركة في أنها تعطي النفس طمأنينة وتؤمن لسكان البيت وسائل الرفاه بفضل تأثيرها الزخرفي الذي يشبه المرايا من جهة, وبفضل انسياب مياهها الكريستالية من جهة ثانية.

وتقع البركة ضمن الصحن أمام واجهة الإيوان وأقرب له وفي منتصف محور قوسه الكبير, والذي يستخدم للجلسة الصيفية.

وأما مواد بناء أرضية البركة فمن الآجر المشوي التي رصفت فوقها الحجارة المقطعة المزينة بأشكال فنية عدة, ويصب الماء فيها من كأس حجري منحوت في وسطها أو من مناهل حجرية مزخرفة ملونة بأشكال مختلفة توضع على أطرافها.

وحين امتلاء البركة يفيض ماؤها في مجرى ثان, ويجري إلى بركة أخرى أو إلى أحواض الزهور أو إلى بيوت الخلاء حيث تختلط بالماء الفائض من المطبخ ويسيل مستورا إلى المجرى العام.

وشكل البركة يكون مضلعاً أو مستديراً أو ذات أشكال هندسية مختلفة مكسوة بزخارف من الحجر أو الرخام المشقف والملون أو بالألواح المجردة أو المحفورة والمزخرفة والملونة ضمن أطر أضلاع البركة, وإذا ما كانت البركة رخامية تكون الحلقة المحيطة بالبركة رخامية أيضا, أو من الحجر الزهري إذا كانت البركة قد بنيت منه, مما يدل على الذوق الفني لدى هذا المجتمع.

عن البرك وتأثيرها في البيت تقول أم محمد: العائلة الحلبية ليست بحاجة دائمة إلى الاصطياف، لأن صحن الدار ( أي دار ) يحفل بالأشجار والأزهار وتغني فيه الأطيار خصوصاً بتدفق المياه الصافية الرقراقة، فتحول كل بيت إلى روضة من الرياض، لا حر فيه يزعج, وترى الأولاد يلعبون متراكضين يرش بعضهم البعض بمياهه ليخففوا من وهج الحر.

أما السيدة وفاء: القاعات في الطابق الأرضي تؤنس سكاني الدار بين الماء والخضرا تطرد الحر ولا تدع أثراً له، والغرف في الطابق الأول ينعم ساكنيها بمنظر المياه المتدفقة ويعطيهم شعور بالرطوبة أثناء فصل الصيف.

السيد عبد الغني قال: لأن معظم أيامنا تكون حارة على اعتبار أن درجات الحرارة تكون مرتفعة خلال الصيف فنحن بحاجة إلى جو يعطينا رطوبة وراحة نفسية فالبركة في المنزل عدا أنها تعطي الرطوبة والبرودة بمياهها الرقراقة فهي تمنح سكاني الدار بأشكالها الهندسية المختلفة تصميم وتفرد عن بقية البيوت.