"كفر جنة" اسم على مسمى؛ فهي من أجمل القرى في الريف الشمالي لمحافظة "حلب"، وهي قرية سياحية جميلة تشتهر بغاباتها ومنتزهاتها ونبعها الشهير.

حول القرية اجتماعياً وخدمياً؛ تحدث لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 7 أيلول 2014، العم "حسن عمر" بالقول: «قرية "كفر جنة" من أكثر قرى منطقة "عفرين" و"ريف حلب الشمالي" شهرة؛ فهي مقصد الآلاف من السياح والزوار المحليين والأجانب سنوياً، لذا فهي تسمى جنة الشمال السوري.

إن المسافة المحيطة بالطريق العام "عفرين" – "حلب" بين قريتي "كفر جنة" و"قطمة"، تبلغ 2كم تحولت خلال العشرين سنة الماضية إلى منطقة سياحية وسكنية تضم العشرات من الدور السكنية الحديثة، وعدداً من المطاعم والمحلات التجارية لتلبية حاجات المارة والزوار، كما افتتح في الضاحية فرع لجامعة "المأمون" الخاصة

تقع قرية "كفر جنة" إلى الشرق من مدينة "عفرين" بنحو 7كم بجانب الطريق العام الذي يصل بين مدينتي "عفرين" و"حلب"، وتبعد عن الطريق مسافة 500م تقريباً، يصلها طريق إسفلتي حديث، وبسبب الحركة السياحية النشيطة في القرية فقد تحولت نقطة التقاء طريقها بالطريق العام إلى مركز كراج مهم للمركبات، فمن هذا المفرق تنطلق المركبات إلى نواحي "بلبل" و"شران" و"راجو"، وإلى "قلعة النبي هوري"، و"بحيرة ميدانكي"، و"شلالات كمروك"، كما قام العشرات من ميكانيكيي السيارات والآلات الزراعية بفتح محلاتهم في الموقع.

كفر جنة.. عقدة مواصلات مهمة في عفرين

يعمل سكانها منذ القدم بالزراعة؛ وخاصة زراعة الزيتون، وفي العصر الحديث وبعد تحول القرية إلى مركز استقطاب سياحي مهم شمال "سورية"؛ تحول الكثيرون من سكان القرية إلى القطاع السياحي من خلال إقامة منتزهات شعبية – سياحية عدة وفرت بدورها المئات من فرص العمل لسكانها، وكذلك من خلال فتح محلات تجارية ومطاعم لبيع مختلف البضائع والأغذية للزوار.

مع هذا الازدحام والتطور الذي شهدته القرية خلال 25 سنة الماضية؛ نشأ على جانبي الطريق وخاصة بين "كفر جنة" وقرية "قطمة" المجاورة حي يسمى شعبياً "ضاحية كفر جنة" تضم أجمل المزارع والدور السكنية الحديثة، فامتدت إليه تدريجياً المحلات التجارية والسياحية.

منتزهات كفر جنة

خدمياً تتوافر في القرية جميع الخدمات من شبكة هاتف أرضية ومياه وكهرباء ومدرسة ابتدائية، أما بلدياً فهي تتبع لبلدية قرية "قطمة" المجاورة، وفي القرية أيضاً معسكر ترفيهي وتدريبي للطلائع، تقام فيه المعسكرات كل عام».

ويقول السيد "زياد عمر" أحد العاملين في منتزهات القرية: «يوجد في القرية وما حولها نحو عشرة مقاصف ومنتزهات، أقدمها منتزه "ماري" الذي يعود إلى الثمانينيات من القرن الماضي، وخلال الموسم الصيفي السنوي تستقطب هذه المنتزهات الآلاف من الزوار السوريين وخاصة من محافظتي "حلب" و"إدلب"، وكذلك السياح العرب والأجانب ومن مختلف دول العالم.

كفر جنة من الفضاء

من جهة ثانية فإن القرية تضم عدداً من صالات الأفراح الشتوية والصيفية التي تقام فيها سنوياً المئات من حفلات الأعراس وغيرها من المناسبات، مثل "مهرجان الشعر الكردي"، وغيرها».

الدكتور "محمد عبدو علي" الباحث في تاريخ وتراث منطقة "عفرين"؛ قال لموقعنا حول القرية: «موقع القرية اصطيافي جميل وهي قرية صغيرة تقع أسفل السفح الجنوبي لهضبة يسمى شعبياً "جبل منان" وهو امتداد لسلسة "جبال الكرد"، يتفجر بجوارها نبع ماء "كفر جنة" الشهير الذي يمد قسماً من مدينة "عفرين" بمياه الشرب حيث تبلغ غزارته 300 ل×ثا، كان هذا النبع قبل حوالي 50 عاماً يدير ثماني طاحونات في المسافة بين "كفر جنة" و"نهر عفرين".

يبلغ عدد سكان "كفر جنة" نحو 800 نسمة، وتبلغ مساحتها 180 هكتاراً، ترتفع عن سطح البحر 560م.

يمر بجانب القرية خط قطار الشرق السريع، وهي تشكل عقدة مواصلات مهمة ورئيسية في المنطقة؛ ولذلك نشأ بجوارها سوق صغير وعدد من الورشات الصناعية والحرفية لصيانة مختلف الآلات الزراعية والمركبات، ومحطتين للمحروقات ومقاصف ومنتزهات يرتادها الناس باستمرار، ومركز صحي».

أما حول "ضاحية كفر جنة" الحديثة، فقال: «إن المسافة المحيطة بالطريق العام "عفرين" – "حلب" بين قريتي "كفر جنة" و"قطمة"، تبلغ 2كم تحولت خلال العشرين سنة الماضية إلى منطقة سياحية وسكنية تضم العشرات من الدور السكنية الحديثة، وعدداً من المطاعم والمحلات التجارية لتلبية حاجات المارة والزوار، كما افتتح في الضاحية فرع لجامعة "المأمون" الخاصة».

وأخيراً، وحول اسم القرية قال الدكتور "محمد عبدو علي": «الاسم الشعبي الشائع للقرية هو "سري كانية" أي "رأس النبع"، والسبب في التسمية هو وجود نبع غزير بجوارها كما قلت، لذا فإن السكان المحليين لا يسمونها إلا بهذا الاسم، أما بالنسبة لاسم "كفر جنة" فيقول عنه العلامة الحلبي "خير الدين الأسدي" في "موسوعة حلب المقارنة" ج6 – الصفحة 374 نقلاً عن الأب "شلحت": إنه اسم آرامي من "كفر جنتا" بمعنى "قرية البستان"».