قرية "قطمة" من القرى القديمة المعروفة في منطقة "عفرين"، لوقوعها على طريق سكة حديد الشرق السريع الذي يصل بين الشرق والغرب، كما مر بها "تيمورلنك" ذات يوم وأطلق عليها اسمها.

حول هذه القرية اجتماعياً وخدمياً؛ تحدث لمدونة وطن "eSyria" السيد "إبراهيم عمر"؛ وهو من أهل القرية؛ وذلك بتاريخ 28 آب 2014 قائلاً: «تقع قرية "قطمة" بجانب الطريق العام الذي يصل بين مدينتي "حلب" و"عفرين"، وتحديداً إلى الشرق من قرية "كفر جنة" السياحية بنحو 1كم، وهي من القرى القديمة في المنطقة بدليل وجود تل أثري فيها، وُجدت فيه بعض اللقى الأثرية القيّمة رغم أن الجهات المختصة لم تقم فيه بعمليات التنقيب الأثرية للكشف عن تاريخ الموقع وأهميته.

من المواقع المهمة التي تشتهر بها القرية محطة قطار الشرق السريع، التي تعود بتاريخها إلى العام 1912 -1913؛ حين تم مد الخط الحديدي عبر منطقة "عفرين" نحو الأراضي التركية ومنها إلى أوروبا، وبذلك أصبحت القرية محطة عبور رئيسية للسياح والمسافرين بين الشرق والغرب

إضافة للتل؛ يوجد إلى الشمال من القرية طريق مرصوف بالحجارة، أقامه الإنكليز خلال وجودهم في "سورية" خلال الحرب العالمية الأولى، وهو يؤدي إلى قرية "بافلون" المجاورة؛ التي حفر فيها الإنكليز بئراً نفطياً.

السيد إبراهيم عمر

يتميز سكان القرية بالكرم ومحبة الضيوف والتعاون فيما بينهم في مختلف مناسباتهم الاجتماعية؛ من أفراح وأتراح؛ ودون أية فوارق يفرضها اختلاف التوجهات، فزائر القرية يلمس ما أقوله هنا على أرض الواقع».

وأضاف: «خدمياً، القرية مخدمة جيداً ومن مختلف النواحي، إذ يصلها طريق معبدة بمواصفات مرورية وفنية جيدة، كما تضم القرية مدرسة ابتدائية وأخرى إعدادية، وفيها أيضاً بلدية تعمل ضمن إمكانياتها على خدمة الناس من إيصال مياه الشرب وصيانة الشوارع الإسفلتية وشبكات الصرف الصحي وغيرها، في القرية أيضاً شبكة هاتف أرضي ودائرة حراجية».

محطة قطار قطمة 1912-1913

وختم: «من المواقع المهمة التي تشتهر بها القرية محطة قطار الشرق السريع، التي تعود بتاريخها إلى العام 1912 -1913؛ حين تم مد الخط الحديدي عبر منطقة "عفرين" نحو الأراضي التركية ومنها إلى أوروبا، وبذلك أصبحت القرية محطة عبور رئيسية للسياح والمسافرين بين الشرق والغرب».

كما تحدث للمدونة الدكتور "محمد عبدو علي" الباحث في تراث وتاريخ منطقة "عفرين" قائلاً: «تقع قرية "قطمة" إلى الشرق من مدينة "عفرين" بنحو 4كم، ويبلغ عدد سكانها 5749 نسمة، ومساحتها 988 هكتاراً، إدارياً تتبع قرية "قطمة" لناحية "شران"، وتشتهر بزراعة الزيتون الذي يشكل أكثر من 80% من نسبة مزروعاتها.

قطمة من الفضاء

وحول سبب تسميتها باسم "قطمة" قال: «يعتقد أن الاسم تركي الأصل؛ ومعناه "لا تخلط"، وهناك رواية شعبية متداولة تتحدث عن علاقة اسم القرية بوالدة "تيمورلنك"؛ ذلك القائد المغولي الشهير، تقول الرواية إن "تيمورلنك" كان يصطحب معه والدته العجوز في غزواته، وبينما كان يعسكر في "سهل العمق" أبدت والدته رغبتها في الزواج، فتعجب "تيمورلنك" من ذلك التصرف الذي لا يليق بامرأة عجوز في سنها، وعندما وصل "تيمورلنك" مسيره إلى الموقع الحالي لقرية "قطمة" أنكرت رغبتها تلك إنكاراً تاماً، حينها قام بإرسال من يجلب له تراباً من "سهل العمق" ليقوم بوضعه تحت وسادتها؛ حينها كررت العجوز رغبتها في الزواج مرة أخرى فاعتقد "تيمورلنك" أن التراب أو البيئة هي السبب في ذلك؛ فقال لمن حوله: "لا تخلطوا تراب العمق بتراب هذا الموقع"؛ أي Qatme بالتركية، ومعناه "لا تخلط" كما قلت، ومنها جاء اسم القرية».

وقال متابعاً: «"قطمة" قرية كبيرة ومزدهرة، واقعة على السفح الجنوبي لهضبة كلسية، بجانبها محطة القطار المعروفة باسمها، كما يوجد فيها تل أثري كبير على بعد 800 متر جنوبها؛ يحوي أساسات لأبنية من الحجارة الضخمة المشذبة وتنتشر على سطحه الكسر الفخارية، تم تحريج المرتفعات الشمالية والشرقية المطلة عليها من قبل الدائرة الحراجية الموجودة فيها، وقد كانت القرية مقراً مهماً للقوات العثمانية والفرنسية من بعدها.

في العام 1922 صدر قرار فرنسي بتشكيل قضاء باسم "كرداغ" يتألف من أربع نواح كانت "قطمة" إحداها إلى جانب كل من "الحمام"، و"راجو"، و"بلبل". وفي العام 1975 أنشأت الدولة ناحية "شران" فأصبحت "قطمة" تابعة إدارياً لها، والجدير بالذكر أن الفرنسيون أقاموا في "قطمة" حين دخلوا إلى المنطقة؛ التي كانت تضم محطة القطار وذلك لسهولة تنقلات الجنود وتحركاتهم».