من القرى السياحية المعروفة في منطقة "عفرين" تشتهر بمناظرها الطبيعية الخلابة وببحيرتها الاصطناعية الجميلة التي يزورها سنوياً الآلاف من الزوار، إنها قرية "ميدانكي".

مدونة وطن "eSyria" زارت هذه القرية بتاريخ 9 نيسان 2014، والتقت السيد "محمد فؤاد" وسألته عن القرية وأهميتها السياحية فأجاب: «تعد قرية "ميدانكي" التابعة لناحية "شران" من أجمل المواقع السياحية في عموم محافظة "حلب"؛ ولذلك يزورها سنوياً آلاف المصطافين والزوار والسياح لقضاء أجمل الأوقات على شواطئ بحيرتها وفي أحضان طبيعتها الجبلية الرائعة حيث الغابات الكثيفة من أشجار الصنوبر والزيتون.

من ميزات القرية أيضاً أنها إحدى النقاط الرئيسية للاحتفال بعيد نوروز في 21 آذار من كل عام وذلك بالقرب من البحيرة، وكذلك فإن القرية وبحيرتها مدرجة على جدول الرحلات المدرسية السنوية ورحلات طلاب المعاهد والجامعات السورية وخاصة من جامعة "حلب" القريبة

إضافة إلى ما ذكرته يوجد في القرية عدد من المنتزهات الشعبية والمطاعم الفخمة التي تلبي جميع متطلبات الزوار من جلسات مريحة؛ حيث إطلالات جميلة على بحيرتها الزرقاء وتقديم مختلف أنواع الوجبات والأكلات الشرقية والغربية».

السيد محمد فؤاد

وأضاف "محمد": «اقتصادياً، معظم سكان القرية هم مزارعون يعملون بالزراعة وخاصة الزيتون والقمح والشعير، وبعض أنواع الفاكهة مثل الدراق والرمان وغيرها، كما أن موقع القرية السياحي منح العشرات من سكان القرية وخاصة الشباب منهم فرص عمل كثيرة وخاصة في المطاعم والمنتزهات والمحلات التجارية المختلفة، بمعنى أن هذا الواقع يدخل إلى القرية سنوياً وخاصة خلال الموسم السياحي في فصلي الربيع والصيف مئات الألوف من الليرات ما يوفر دخلاً جيداً لعشرات الأسر والعائلات، ومن موارد الدخل الإضافي لأبناء القرية أيضاً ما توفره المسمكات المقامة إلى جانب البحيرة وصيد السمك الذي يمتهنه الكثيرون في "ميدانكي"».

ويقول السيد "محمود بكر" من أهالي القرية: «من ميزات القرية أيضاً أنها إحدى النقاط الرئيسية للاحتفال بعيد نوروز في 21 آذار من كل عام وذلك بالقرب من البحيرة، وكذلك فإن القرية وبحيرتها مدرجة على جدول الرحلات المدرسية السنوية ورحلات طلاب المعاهد والجامعات السورية وخاصة من جامعة "حلب" القريبة».

شلالات ميدانكي وجسرها الأثري.. هي حالياً في قاع البحيرة

ويتابع: «يمكن للزائر الوصول إلى قرية "ميدانكي" من خلال شبكة من الطرق المعبدة قادمة من مدن "حلب" و"عفرين" ونواحيها، أولى هذه الطرق يأتي من خلال قرية "كفر جنة" الواقعة على الطريق العام "حلب" –"عفرين" وصولاً إلى القرية، والثاني من الطريق العام "عفرين" –"راجو" عبر قرى "شيخوطكا" و"سيمالكا" وصولاً إلى "ميدانكي"، والثالث من "إعزاز" –"الجسرين الرومانيين" –"قلعة النبي هوري" –"ميدانكي"».

الدكتور "محمود عبدو علي" الباحث في تاريخ وتراث منطقة "عفرين" تحدث عن القرية قائلاً: «بالنسبة لاسم القرية "ميدانكي" فهو مشتق من كلمة "ميدان" التي تعني "الساحة"، القرية مؤلفة من قسمين: علوي، وسفلي.

ميدانكي وبحيرتها من الفضاء

"ميدانكي" قرية كبيرة أصبحت قرية سياحية بعد تشكل بحيرة "ميدانكي" الواقعة على بعد 1كم فقط في طرفها الشرقي والجنوبي، وقد كثرت فيها المحلات التجارية وورشات الحدادة والنجارة ومطاعم ومنتزهات وصيدليات ومركز صحي وبلدية وغيرها.

قبل إنشاء "بحيرة ميدانكي" في العام 2000 كان يوجد في موقع البحيرة "شلالات ميدانكي" الشهيرة على "نهر عفرين"، التي كانت تستقطب آلاف الزوار والمصطافين من مختلف المدن السورية وخاصة أهالي مدينة "حلب" لقضاء أجمل الأوقات وأطيبها.

قديماً كان الطريق القادم من الجهة الشرقية أي من طريق عام "حلب" –"عفرين" يمر فوق "جسر ميدانكي" الأثري بالقرب من منطقة الشلالات وقبل الوصول إلى القرية، وكان ذلك الجسر الأثري أحد المعالم الأثرية والسياحية في القرية، وبالقرب من الجسر كانت هناك طاحونة أثرية قديمة اسمها "طاحونة علكور" وقد سُميت فيما بعدها "طاحونة مدّي" بعد أن استملكها آل "المدرس" من مدينة "حلب"، الجسر والطاحونة والشلالات غمرتها مياه "بحيرة ميدانكي" بعد إنشائها، فهي بذلك تغفو في قاعها منذ سنين.

أما بالنسبة إلى تاريخ "جسر ميدانكي" فأعتقد أنه كان يعود إلى فترة الحكم العثماني للمنطقة، بينما ورد في "المعجم الجغرافي السوري" بأن تاريخ بنائه يعود إلى الفترة الرومانية».

وختم الدكتور "محمد عبدو علي" حديثه: «تقع قرية "ميدانكي" السياحية في الجهة الشمالية الشرقية من مدينة "عفرين" بنحو 10كم، ويبلغ عدد سكانها 5000 نسمة، وتبلغ مساحتها نحو 255 هكتاراً، وقد أقام فيها الفرنسيون بعد احتلالهم للمنطقة وذلك بين عامي 1922 -1923م، واتخذوها مركزاً لقضاء "كرداغ" أو "جبل الأكراد"».