«لقد جاءت فكرة تجديد المكتبة الوقفية في "حلب" بناء على المتطلبات التي لم تعد تستوعبها المكتبة القديمة فسعينا إلى إعادة إحيائها في إقامة مبنى جديد يعمل على تلبية احتياجات كامل رواد "المكتبة الوقفية" فالمكتبة القديمة لم تكن لتستوعب الوفود القادمة إليها ولم تعد تستوعب كافة المخطوطات والعناوين الواجب توافرها، وعليه كان هناك مشكلة في نقل بعض المخطوطات المتعلقة بمدينة "حلب" إلى مدينة "دمشق" والتي استطعنا بعد جهد إعادتها إلى "حلب" وقد عملنا على الاستفادة من مشروع ترميم الجامع الأموي في "حلب" فاستعنا بذات اللجنة القائمة على الترميم لبناء الهيكل الجديد للمكتبة الوقفية».

هذا ما قاله السيد د."محمود المصري" مدير المكتبة الوقفية في "حلب" عندما زارها موقع esyria باحثا في مشروع إعادة تأهيل المكتبة في مبناها الجديد عند منطقة السبع بحرات قرب الجامع الأموي في "حلب", وقد تابع "المصري" حديثه عن هذا المشروع واختيارهم للمساحة والمكان منسقين مع اللجنة القائمة على التنفيذ فقال:

إن مدينة "حلب" بحاجة ماسة للتوسع الثقافي لأنها تعتبر عاصمة حقيقية للثقافة العربية وتستقطب بشكل مستمر رواد الثقافة العالمية عبر إقامتها للفعاليات الثقافية بمختلف فروعها وخصوصا بعد تعينها عاصمة للثقافة الإسلامية ومن هنا يأتي إعجابي بمشروع إعادة هيكلة المكتبة الوقفية بأفق أبعد مما كانت عليه لكن أتمنى ألا تقف المكتبة الوقفية عند هذا الحد إنما أتمنى اعتبار هذا المشروع خطوة أولى في عملية تطوير المكتبة الوقفية بشكل مستمر لتكون "حلب" كما اعتاد عليها العالم أجمع سباقة إلى المشروع الثقافي الناشئ

«عندما بدأنا في عملية إنشاء المقر الجديد للمكتبة الوقفية فكرنا في أن تكون المكتبة أكبر حجما لتستوعب نشاطات أوسع أما من جهة شكل الديكور الواجب تواجده في المكتبة فقمنا بوضع ديكور متلائم مع شكل المسجد الأموي وديكور المكتبة الوقفية القديمة وقد كان التنسيق جيدا مع اللجنة القائمة على تنفيذ المشروع والتي عملت ضمن جو أسري أخوي وأنجزت المشروع فيما لا يزيد عن عشرة أشهر, لكننا عانينا بشأن الموافقات والتواصل حتى استفدنا من قرار جمهوري وترميم المسجد الأموي لكن المكتبة بقيت حتى اليوم من غير كادر يخدمها فجميع من يعمل فيها هم من المتطوعين».

قاعة إنترنت

وعند حديثه عن نشطات المكتبة الوقفية في"حلب" تحدث "المصري" عما تؤمنه المكتبة من خدمات في سبيل البحث العلمي ويعرج إلى وصف المبنى الجديد فقال:

«نعمل في المكتبة الوقفية على تأمين كل ما يلزم الباحثين من مخطوطات وآليات عمل كما نسعى إلى إقامة دورات في الفهرسة والترميم لنحصل على كادر يعمل على فهرسة المخطوطات وترميمها بأساليب تضمن قيمتها الحضارية والعلمية كما نعمل على آلية التواصل مع الشبكات العربية والعالمية وعليه جاء المبنى الجديد مكون من قاعتي مطالعة واحدة للإناث وأخرى للذكور مجهزتان بالطاولات والمقاعد عالية الجدة و الرفوف الثابتة والمتحركة إضافة إلى ذلك كان هناك قاعة إنترنت للذكور وأخرى للإناث مجهزتان بأحدث أجهزة الحواسيب وخطوط الإنترنت السريعة وتم تجهيز قاعة محاضرات كبيرة مزودة بشاشات عرض وأجهزة صوت جيدة، إضافة إلى ذلك هناك قاعة خاصة باستقبال الخبراء والوفود وكان هناك قسم الإدارة وقسم الاستقبال».

قاعة مطالعة

وفي حديثه عما تحتويه المكتبة الوقفية في "حلب" من عناوين ومخطوطات وعن مراحل جمعها فقال: «تضم المكتبة الوقفية في "حلب" اليوم أكثر من عشرة آلاف عنوان وعدد من المخطوطات تم جمعها على مراحل متعددة كان أولها في ضم عدد من المكتبات إلى رفوف المكتبة الوقفية فتم ضم المكتبة "الخسروية" بما فيها الكتب التي انضمت إلى "الخسروية" من مكتبات أخرى وتم ضم نصف كتب المكتبة "المنصورية" وبقايا المكتبة "الإسماعيلية" وبقايا كتب جامع "السكاكيني" وكان هناك ما تبرع به الوجهاء العلماء وفي المرحلة الثانية تم ضم المكتبة "الأحمدية" و"العثمانية" و"الصديقية" و"الرفاعية" حتى حصلت المكتبة الوقفية على قيمتها العلمية لما احتوته على الكثير من العناوين المخطوطات المهمة».

وفي لقاء مع مدير دار لكتب الوطنية السيد "محمد خالد النائف" تحدث للموقع عن أهمية إقامة المكتبة الوقفية في "حلب" فقال: «إن مدينة "حلب" بحاجة ماسة للتوسع الثقافي لأنها تعتبر عاصمة حقيقية للثقافة العربية وتستقطب بشكل مستمر رواد الثقافة العالمية عبر إقامتها للفعاليات الثقافية بمختلف فروعها وخصوصا بعد تعينها عاصمة للثقافة الإسلامية ومن هنا يأتي إعجابي بمشروع إعادة هيكلة المكتبة الوقفية بأفق أبعد مما كانت عليه لكن أتمنى ألا تقف المكتبة الوقفية عند هذا الحد إنما أتمنى اعتبار هذا المشروع خطوة أولى في عملية تطوير المكتبة الوقفية بشكل مستمر لتكون "حلب" كما اعتاد عليها العالم أجمع سباقة إلى المشروع الثقافي الناشئ».

محمود المصري

وتعتبر المكتبة الوقفية في "حلب" واحدة من أقدم المكتبات الموجدة فيها وفي عملية تجديدها ازدادت رقعتها الجغرافية والمعنوية لتشكل اليوم مركزا ثقافيا هاما يتوسط مدينة "حلب".