لملعب "الحمدانية" الدولي صاحب سعة الـ 15 ألف متفرج، وعشبه، رونق خاص لدى جماهير ولاعبي الكرة الحلبية بشكل خاص والسورية بشكل عام، لما شهده هذا (الاستاد) من انتصارات هامة على الصعد المحلية والعربية والدولية.

كل ما سبق ترك انطباعاً جميلاً في مخيلة وذاكرة من جلس يوماً ما على مدرجاته وصفق وهتف لهدف أو انتصار توج بلقب أو بطولة، أو حتى دمعة حزن على خسارة كروية.

في إحصائية قمنا بها وجدنا أنه لعب على أرضيته 20 موسماً كروياً، وبسبب الأزمة خرج الملعب عن الخدمة وتضررت كافة مرافقه وأصبح من الاستحالة اللعب عليه، وبقي على هذه الحالة حتى عام 2016 ومع عودة الأمان لكافة أحياء المدينة عاودت الحركة الرياضية عجلة نشاطها ودورانها وتم ترميم كافة المنشآت الرياضية المتضررة من مخلفات الحرب ومنها ملعب "الحمدانية"

موقع مدوّنة وطن "eSyria" زار الملعب بعد إعادة ترميمه وتجهيزه من جديد بعد فترة توقف استمرت لعشر سنوات تقريباً نتيجة لظروف الحرب واستمعت لشرح مفصل من مدير المنشأة "سعد قرقناوي" الذي قال إن بداية وفكرة إنشاء ملعب جاءت بعد ازدياد كثافة الحضور الجماهيري لمباريات كرة القدم في الملعب "البلدي" في نهاية الثمانينيات، وهنا كان لا بدّ من إنشاء ملعب أكبر حجماً في مدرجاته يستوعب الجماهير بشكل سلس ومريح، فجاء قرار بناء مدينة رياضية متكاملة بمساحة 325 ألف متر مربع تحتوي على ملاعب كرة بمواصفات دولية، الأول يتسع لـ 15 ألف متفرج، والثاني ملعب عملاق بسعة 75 ألف متفرج جلوساً، وصالة دولية لكرة السلة ومسبح أولمبي، ويعود تأسيس الملعب الأصغر لعام 1986 وتم وفق أفضل المواصفات الفنية والإنشائية لملاعب الكرة في العالم بأرضية من العشب الطبيعي وتم تجهيزه بمرافق عامة وإنارة وصرف صحي ومداخل ومخارج أبواب للجمهور منتظمة وأصبح الملعب جاهزاً بعد عام واستقبل مباريات دورة البحر الأبيض التي استضافتها "سورية" واحتضن في وقتها مباريات منتخبنا الوطني الذي لعب المباراة النهائية بمدينة "اللاذقية" وفاز فيها على المنتخب الفرنسي بهدفين لهدف، وأعلنت جاهزيته بعد هذه البطولة بشكل نظامي لاستقبال مباريات المنتخب الوطني للشباب والرجال والبداية كانت باستقبال الدورة الرباعية للمنتخبات عام 1989 التي ضمت أربعة منتخبات هي "قطر" و"نيوزيلندا" و"أستراليا" و"سورية" وفي نهايتها أحرز منتخبنا لقب البطولة وتأهل لنهائيات كأس العالم وكان هذا الملعب هو البداية والفأل الحسن على منتخبنا، وتتالت المباريات المقامة عليه ومنها تصفيات كأس العالم لمنتخبات الرجال في كافة المراحل، والبداية الحقيقية لانطلاقته على المستوى المحلي كانت عام 1992 في مباراة نهائي كأس الجمهورية بين قطبي الكرة الحلبية وفيها فاز فريق "الحرية" على جاره "الاتحاد" بهدف مقابل لا شيء أحرزه اللاعب "عبد اللطيف الحلو"، ليستقبل بعد ذلك كافة مباريات الدوري العام ذات الزخم الجماهيري الكثيف.

المهندس حسام القرم مسؤول الصيانة والإعمار

ونال فريق "الاتحاد" على أرضية هذا الملعب بطولة الدوري العام لثلاث مرات آخرها عام 2006 واحتضن الملعب كافة مباريات منتخباتنا الوطنية في كافة المناسبات والتصفيات لكأس العالم و"آسيا" ومباريات دورات "كأس الصحفيين والوفاء" والعديد من الفرق العربية والآسيوية والدولية واستمر على هذا المنوال حتى عام 2012.

ويتابع "قرقناوي": «في إحصائية قمنا بها وجدنا أنه لعب على أرضيته 20 موسماً كروياً، وبسبب الأزمة خرج الملعب عن الخدمة وتضررت كافة مرافقه وأصبح من الاستحالة اللعب عليه، وبقي على هذه الحالة حتى عام 2016 ومع عودة الأمان لكافة أحياء المدينة عاودت الحركة الرياضية عجلة نشاطها ودورانها وتم ترميم كافة المنشآت الرياضية المتضررة من مخلفات الحرب ومنها ملعب "الحمدانية"».

المنصة الرئيسية بعد الإصلاح

وعن مرحلة إعادة البناء تحدث المهندس"حسام القرم" المشرف بالاتحاد الرياضي العام فرع "حلب" عن ذلك قائلاً: «تسلمنا الملعب عام 2017 وهو في حالة يرثى لها لما أصابه من دمار وانهيار بأغلب مرافقه، وكان دون ماء وكهرباء، وكان العبث والخراب واضحين في كل أركانه ومدرجاته، وأرضيته العشبية تحولت لقاحلة وأشواك، ومباشرة قام الاتحاد الرياضي العام بمدينة "دمشق" بطلب تقديم دراسة فنية سريعة ومتكاملة لاستعادة حيوية هذا الملعب تبعه بعد ذلك إبرام عقود صيانة وإعادة بناء وانطلق العمل في اتجاهين الأول من خلال عقد مع مؤسسة الإسكان الزراعي الفرع 316 والثاني عقد إنشائي لكافة الأعمال المدنية والمرافق مع الشركة العامة للطرق والجسور، وشمل البند الأول تنظيف أرض الملعب بشكل كامل واستبدالها وترحيل الأنقاض البالية وزراعتها بأرضية عشبية جديدة مع تركيب شبكة المرشات والتصريف للمياه مع الإشراف المستمر والمتعاقب حتى تعود الأرضية لمكانتها الطبيعية وبلغت قيمة العقد ما يقارب 110 ملايين ليرة مع الفرع الزراعي، فيما شمل البند الثاني تجهيز المنصة والسقف والمدرجات وأعمال الألمينوم والصحية والحديد والخشب والدهان والكهرباء والصرف الصحي وتجهيز غرف المشالح للاعبين والحكام والممرات والإنارة وغرفة الإذاعة والتلفزيون والإعلام والمدرجات والخزانات ودورات المياه وبلغت قيمة هذا العقد ما يقارب 380 مليون ليرة مع الملحقات».

وانتهت كافة الأعمال للعقدين في منتصف عام 2020 وفور استلام الملعب قام الاتحاد الرياضي العام بـ"حلب" باستبدال كراسي المدرجات التالفة وتركيب أخرى جديدة بلغ عددها حوالي 2000 كرسي.

ملعب الحمدانية بجوار الملعب العملاق

ويضيف الكابتن "قرقناوي" وصلنا الآن من الاتحاد الرياضي العام بـ"دمشق" خمسة عشر ألف كرسي جديد تغطي كافة المدرجات وسنقوم بتركيبها، والملعب أصبح جاهزاً بكل مرافقه وأرضيته العشبية وهي من أفضل ملاعب القطر والملعب استقبل في باكورة تدشينه وافتتاحه دربي الدوري الحلبي بين فريقي "الاتحاد" و"الحرية" وبقية مباريات مرحلة الذهاب لهذا الموسم. مع الإشارة إلى أن طول الملعب يبلغ 105 أمتار وعرضه 68 متراً.

حكم الكرة السابق "محمد مهدي عساني" تذكّر أيامه التي خلت والتي قاد فيها الكثير من اللقاءات على أرضيته واصفاً اياه بأنه من أفضل ملاعب القطر بما يتمتع به من أرضية عشبية صحية وجميلة ومدرجات ومرافق عامة ومشالح للحكام واللاعبين وعملية تنظيم وخروج للجمهور بشكل مريح، وتابع، بأنه كان يشهد حضوراً جماهيرياً لمباريات الدوري العام والمنتخبات الوطنية وأعطى الحكام دافعاً لتقديم أفضل المستويات وتقديم المتعة للجماهير الحاضرة بعدالة وحياد.