بحب الرياضيات ورغبته بالتميز، تجاوز المحنة التي تمر بها مدينته "حلب"، وتقدّم إلى مسابقة "الأولمبياد العلمي" السوري؛ لينال الجائزة الأولى على مستوى القطر.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 28 كانون الثاني 2017، الطالب في الأول الثانوي "محمد الحافي"، ليحدثنا عن علاقته بالرياضيات، قائلاً: «الرياضيات جزء من حياتي اليومية؛ واليوم الذي لا أغوص فيه بالأرقام والمسائل لا أعدّه من حياتي. بدأ اهتمامي بها منذ الصف الثامن؛ بعد محاولة حلّ مجموعة من المسائل التي اكتشفتها في الشابكة؛ وهو ما لفت نظر والديّ؛ وبدعم منهما وتشجيع أخي الأكبر "عبد الغني" تقدمت إلى مسابقة الأولمبياد العلمي السوري في المدرسة، حيث نلت المركز الثاني، لأنتقل بعدها إلى المنافسة على مستوى المنطقة، فالمحافظة، وتم ترشيحي إلى المسابقة النهائية على مستوى القطر. هنا بدأت أعتمد الإنترنت لحلّ أكبر عدد من المسائل، كما تواصلت مع المشاركين السابقين بالأولمبياد في محافظة "حلب"، وكان لهم الدور الأكبر بتوجيهي من خلال خبرتهم بكيفية الدراسة؛ بدأت التدريب المكثف بإشراف عدد من الأساتذة، وعلى الرغم من انقطاع الكهرباء والإنترنت في معظم الأحيان، كان هناك إصرار من قبلنا لتحويل المحنة إلى نجاح».

بدأت المسابقة بأجواء تنافسية بمشاركة 60 طالباً من كافة المحافظات، واستمرت ثلاثة أيام قدمنا خلالها اختبارين منفصلين في يوم واحد، لكن فوجئنا بمستوى الأسئلة؛ حيث كانت الأصعب والأدق من السنوات السابقة؛ فالمسائل بمجملها تحتاج إلى تفكير منطقي وإبداع، ولثقتي بنفسي والتحضير المسبق؛ تمكّنت من حلّ معظمها؛ لأنال بذلك المرتبة الأولى على مستوى القطر

وعن أجواء المسابقة، يضيف: «بدأت المسابقة بأجواء تنافسية بمشاركة 60 طالباً من كافة المحافظات، واستمرت ثلاثة أيام قدمنا خلالها اختبارين منفصلين في يوم واحد، لكن فوجئنا بمستوى الأسئلة؛ حيث كانت الأصعب والأدق من السنوات السابقة؛ فالمسائل بمجملها تحتاج إلى تفكير منطقي وإبداع، ولثقتي بنفسي والتحضير المسبق؛ تمكّنت من حلّ معظمها؛ لأنال بذلك المرتبة الأولى على مستوى القطر».

الشهادة التي استحقها مع الميدالية الذهبية

"رامي رحمة" مشارك سابق بأولمبياد الرياضيات، وأحد المشرفين على تدريب "محمد"، قال: «أردت أن أنقل ما تعلمته خلال السنوات السابقة بمجال الرياضيات للطلاب الجدد؛ وكنت أتابعهم بجلسات أسبوعية، وتم إلغاء 30% منها بسبب سوء الأوضاع. منذ اليوم الأول لفتني تميز "محمد" عن باقي زملائه؛ ففي كل يوم كانت لديه أسئلة جديدة، ويطلب عدداً من المسائل ليقوم بحلّها، كنت واثقاً بأنه سيكون له شأن في الأولمبياد، وبرأيي إن طريقته بالتفكير وأداءه المميز كان لهما الدور الأكبر في نجاحه».

وعن الهدف من إقامة مسابقة "الأولمبياد العلمي"، تحدث "مالك حمود" المسؤول الإعلامي قائلاً: «للأولمبياد العلمي هدف آني، وآخر استراتيجي؛ يتمثل الآني بتنشيط الحالة الإبداعية لدى الطلاب، وتطويرها من خلال المنافسات العلمية، إضافة إلى إيصال رسالة إلى العالم؛ مفادها أنّ "سورية" بلد التطور العلمي والفكري. أما استراتيجياً، فالغاية منه الكشف عن طاقات التميز لدى طلابنا، وتدريبهم على البحث العلمي من خلال نخبة من الكفاءات العلمية، وصولاً إلى صناعة علماء في المستقبل».

من أجواء الاختبارات

يذكر أنّ الطالب "محمد الحافي" من مواليد "حلب"، عام 2002.

صورة تجمع المشاركين بالمسابقة