استهدف تفجيران إرهابيان صباح أمس فرع الأمن العسكري بمنطقة المحلق الغربي في حلب ومقر كتيبة قوات حفظ النظام بمنطقة العرقوب شرقي حلب ما أدى إلى استشهاد 28 وإصابة 235 آخرين من عسكريين ومدنيين وأطفال.

وقالت وزارة الداخلية إنه بعد تصاعد حملات التحريض والدعم اللوجستي والإعلامي الخارجيين للمجموعات الإرهابية المسلحة على سورية وشعبها استهدفت مدينة حلب صباح الجمعة بتفجيرين إرهابيين نفذهما انتحاريان بسيارتين مفخختين ما أدى إلى سقوط 28 شهيدا وإصابة 235 آخرين من عسكريين ومدنيين وأطفال بعضهم حالاتهم خطيرة.

وأضافت الوزارة في بيان لها إنه في الساعة التاسعة من صباح الجمعة أقدم إرهابي انتحاري يقود سيارة ميكرو باص لون أبيض تحمل لوحة مزورة برقم /475475/سورية/ على اقتحام الحاجز الأمني على مدخل قوات حفظ الأمن والنظام في منطقة العرقوب المكتظة بالسكان وتفجير نفسه ما أدى لوقوع 11 شهيدا و130 جريحا من مدنيين وعناصر حفظ النظام الموجودين بالمكان إضافة إلى وقوع أضرار مادية جسيمة في الأبنية المجاورة نتيجة الانفجار الذي أحدث حفرة كبيرة بعمق حوالي المترين.

وجاء في البيان أنه وبعدها بدقائق أقدم انتحاري آخر يقود سيارة ميكرو باص على تفجير نفسه أثناء محاولته اقتحام مقر فرع الأمن العسكري بمنطقة حلب الجديدة ما أدى إلى وقوع 17 شهيدا و105 جرحى من العسكريين والمدنيين والأطفال ممن كانوا في الحديقة المجاورة للمقر إضافة إلى وقوع خسائر كبيرة في السيارات والأبنية الواقعة في منطقة الانفجار.

وتابع البيان.. إنه وعلى الفور توجهت الجهات المختصة في قيادة شرطة المحافظة إلى المكان وقامت برفع الأدلة وأخذ عينات من أشلاء وبقايا المواد المتفجرة من موقع التفجيرين وتم ارسالها إلى مخابر الأمن الجنائي ليتم تحديد هوية الإرهابيين والأشلاء المجهولة ومعرفة نوع المادة المتفجرة التي استخدمت في هذا العمل الإرهابي الجبان.

وأكدت وزارة الداخلية أن مثل هذه الممارسات الإرهابية بمختلف أنواعها لن تثني الجهات المختصة عن مواصلة القيام بواجبها في حفظ الأمن والنظام واقتلاع الإرهاب وملاحقة كل مجرم تسول له نفسه العبث بأمن الوطن والمواطن كما أنها تحمل الجهات والدول الإقليمية والغربية التي تدعم هذه المجموعات الإرهابية بالسلاح والمال مسؤولية الدماء السورية الطاهرة التي تسقط يوميا نتيجة أعمالها الإرهابية البشعة في أكثر من مدينة سورية.

ودعت الوزارة الأخوة المواطنين إلى الاستمرار في ممارسة دورهم الوطني بالتعامل مع الجهات المختصة والابلاغ عن أي حالة مشبوهة والإدلاء بأي معلومات لديهم تتعلق بنشاط الإرهابيين وتحركاتهم بما يساعد في قطع دابر الإرهاب المجرم الذي لا يعرف وطنا ولا دينا ولا انتماء.

من جهتها أعلنت وزارة الصحة أن عدد شهداء التفجيرين الإرهابيين ممن استقبلتهم المشافي العامة بلغ 28 شهيدا والجرحى 235 من مدنيين وعسكريين وأطفال بينهم 15 مصاباً وضعوا على أجهزة التنفس الصناعي إضافة إلى 4 أغلفة لأشلاء تقوم الجهات الطبية المختصة في مجال الطب الشرعي بالتعرف على أصحابها وحصر أعدادها.

وقال وزير الصحة الدكتور وائل الحلقي إن هذه الأعداد مرشحة للازدياد نظرا لحالة بعض الجرحى الحرجة واستمرار أعمال الإنقاذ في موقع التفجيرين من فرق الإسعاف المتخصصة منوها باندفاع أهالي حلب والمقيمين فيها للتبرع بالدم والذي وفر كميات كافية منه لتلبية احتياجات جميع الجرحى.

وأكد وزير الصحة أن جميع الكوادر الطبية العاملة في المشافي العامة والخاصة بحلب التحقت بأماكن عملها مباشرة كي تقوم بواجبها الوطني والإنساني وإنقاذ حياة الجرحى والمصابين وتقديم أنواع العلاج كافة لافتا إلى أن الوزارة تمتلك مخزونا استراتيجيا من الأدوية والمستلزمات الطبية لتدبير جميع الحالات الطارئة.

وخلال عيادته لجرحى ومصابي التفجيرين الإرهابيين في مشفى الرازي أكد وزير الصحة أن التفجيرين الارهابيين يندرجان ضمن سلسلة الهجمات والتعديات المماثلة التي تعرض لها الشعب السوري في مختلف المحافظات.

وأضاف الحلقي إن المؤسسات الطبية في محافظة حلب استنفرت منذ صباح أمس بكامل طاقاتها وطواقمها الصحية ومنظومة الاسعاف والطوارئ فيها لتقديم العلاج اللازم لهم منوها باندفاع أهالي حلب والمقيمين فيها وتوافدهم إلى المشافي وبنك الدم للتبرع بالزمر الدموية التي تحتاجها الفرق الطبية في عملية علاج المصابين والجرحى.

واستمع وزير الصحة من ذوي المصابين عن حالاتهم الصحية، حيث أكدوا ان الارهاب سيبقى عاجزا عن النيل من قوة وصمود الشعب السوري في وجه ما يحاك ضده من مخططات ومحاولات ارهابية تهدف إلى زعزعة أمن واستقرار سورية.

كما استمع من الكادر الطبي عن شرح لكل الحالات الموجودة فيها من مدنيين وعسكريين.

رافق الوزير الحلقي في جولته محافظ حلب الدكتور موفق ابراهيم خلوف ومدير صحة المحافظة ومدير مشفى الرازي.