هل ما زالت "سورية" تفتقر إلى قدرات مادية كانت أم بشرية ليكون لها إسهاماتها في علوم الفضاء والفلك، هذه العلوم الذي باتت تتباهى بها أهم الدول في العالم، متسابقة إلى ريادة أوسع وأشمل، وما الذي ننتظره نحن في "سورية" حتى نشارك هذا العالم في هذا العلم الحياتي الهام..

eSyria وبتاريخ (21/8/2009)م، حاورت رائد الفضاء السوري اللواء "محمد فارس" في حديث عن الواقع الحالي والطموحات المستقبلية لدخول علوم الفلك والفضاء رسميا في اهتماماتنا، وباكورة الحوار عن الواقع الحالي لهذا العلم في "سورية" وعن ذلك قال اللواء "فارس":

للأسف لا زالت نشاطاتنا في هذا المجال قليلة مقارنة بالدول المتطورة في علوم الفلك والفضاء، ونعتبر من المتخلفين في هذا المجال حيث أننا من الناس المتفرجين ولسنا من الفاعلين مع العلم أن علم الفلك هو أحد أهم العلوم الحالية..

«للأسف لا زالت نشاطاتنا في هذا المجال قليلة مقارنة بالدول المتطورة في علوم الفلك والفضاء، ونعتبر من المتخلفين في هذا المجال حيث أننا من الناس المتفرجين ولسنا من الفاعلين مع العلم أن علم الفلك هو أحد أهم العلوم الحالية..».

اللواء محمد فارس

وحيث أنه لا توجد جهة رسمية تنظم الأنشطة الفلكية أو حتى ترعاها يتحدث اللواء "فارس" عن الخطوات التي يتوجب القيام بها لتشجيع هذا العلم، فيقول:

«المسؤولية على عاتق الجميع، أنا وأنت والآخرون الكل لديه مسؤولية في هذا المجال، بالإضافة إلى مسؤولية الدولة، نحتاج إلى أن يكون بعض المسؤولين لديهم قناعات بأهمية علوم الفضاء والفلك، وأنها مرتبطة بحياتنا اليومية بشكل دائم، وأنها مستقبل العلوم.

عودة للذاكرة..

فالأرض عبارة عن سفينة فضاء تغوص في هذا الفضاء، ولذلك يجب أن نهتم بهذا البحر الذي نبحر به ونتعرف عليه جيدا حتى نعيش بشكل صحيح..».

  • "محمد فارس" اسم ترسخ في عقول السوريين، ما لذي بذلته لتطوير علوم الفضاء والفلك؟
  • ** «أنا كرائد فضاء بذلت مجهودات كبيرة في سبيل الانطلاق للفضاء، أجريت دورة في "موسكو" لمدة سنتين ضمن تدريبات شاقة وصعبة، وارتياد الفضاء ليس بالأمر السهل، يحتاج إلى جهود كبيرة وجبارة بحيث يكون للإنسان إمكانيات فكرية وجسدية معينة، ووصولي للفضاء بالدرجة الأولى كان بفضل الله سبحانه وتعالى..

    ما يهمني بالدرجة الأولى من وصولي للفضاء هو أنني أصبحت على تماس مباشر بالعلوم الفضائية وعلى دراية بأهميتها، والنظرة إلى السفينة الفضائية التي هي الأرض التي نعيش عليها من الفضاء الخارجي ذات أهمية كبيرة لتطوير كل شيء على سطح الأرض، وأتمنى أن تكون كلماتي هذه مسموعة..»

  • لماذا لم تتكرر تجربة "محمد فارس"؟
  • ** «بالنسبة لتجربة ريادة الفضاء لا تهمنا كريادة فضاء بقدر ما يهمني الدخول بالعلوم الفضائية، علينا بداية تصنيع قمر اصطناعي، أو حتى نشارك بتصنيع قمر اصطناعي، لأن رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة..

    نحن جربنا الفضاء ورأيناه، لكن النظرة الآن اختلفت لأن ريادة الفضاء أصبحت مكلفة، ونحن بدل أن ننفق هذه الأموال على ريادة الفضاء، ننفقها في الخطوات الأولى التي يمكن في المستقبل أن توصلنا كأمة عربية وعلى أقل تقدير إلى تصنيع قمر اصطناعي ومن ثم مركبة فضائية، وغزو الفضاء كما باقي الأمم..».

  • هل تم طرح فكرة لإيجاد مؤسسة حكومية ترعى الموضوع الفضائي؟
  • ** «هناك سعي في هذا الاتجاه ونتمنى أن يتكلل بالنجاح..».

    * هل أنت متفائل؟؟

    ** «العمل سيأتي سيأتي..، وغالبا أنا متفائل، قد تأتيني بعض الأوقات أكون فيها متشائم، لكن غالبا أتفاءل وخصوصا عندما أرى اندفاع شبابي لهذا العلم، وخصوصا الأنشطة التي تقدمها "جمعية هواة الفلك"، وكل شاب يستغل مصروفه الشخصي الذي لا يتعدى مئات الليرات لمتابعة العلوم الفلكية، كل هذا يجعلك متفائل..».

    * أمنية "محمد فارس"..

    ** «أنا لا أحب أن أغالي في الأماني، أمنيتي الأولى هي تشكيل معهد علوم فضاء وفلك ، وأن يكون لدينا قبة فلكية ومرصد فلكي بقطر (2) متر على أقل تقدير هذا نما سيفتح الباب لدخول هذا المضمار.

    لا أطلب بناء مركبة فضاء فهذا حلم كبير حاليا ولكن علينا فتح الباب مبدئيا..».