استقبل سماحة الشيخ الدكتور أحمد بدر الدين حسون المفتي العام للجمهورية العربية السورية رئيس مجلس الإفتاء الأعلى وفد الأطباء الألمان المشاركين في المؤتمر الطبي السوري الألماني في جامع الروضة بحلب.

وقال سماحته في كلمة ألقاها أمام الحضور مرحباً بهم في بيت الله العزيز: المسجد هو بيت لله والكنيسة هي بيت لله والكنيس هو بيت لله أيضاً ونحن جميعاً خلقنا من خلية واحدة خلقها الله بيده هي "آدم" عليه السلام، وقد أثبت الاستنساخ أن الإنسان هو ابن الإنسان ولا يمكن أن يستنسخ من غير الإنسان، هذا من ناحية الجسد، أما من ناحية العلم فكلنا لو فتحت خلايانا لتبين أننا من نفس المعدن الترابي".

وأكد صاحب السماحة أن كل الناس في العالم هم من يصنعون الحضارة وهي حضارة واحدة وليس هناك حضارات متعددة، وأن التقسيمات التي قسمت العالم اليوم هي تقسيمات سياسية وليست إنسانية، كما أشار سماحة المفتي إلى أهمية الإنسان في هذه الحياة، وأن كل شيء خلق من أجله وسُخّر له وقال "لقد عرفت أنكم أطباء وأن الذي يأتيكم من كل أنحاء العالم تطببونه وبدون أن تنظروا إلى جواز سفره أو هويته، ليس لأن الطب وظيفتكم، بل لأنه رسالة إنسانية، ومن هذا المنطلق قلت في كلمتي أمام البرلمان الأوربي أن الإنسان واحد، ولو تعددت صفاته فهو الذي يصنع الحضارة الإنسانية الواحدة.

أثناء كلمة الشيخ حسون

ونوه سماحته بالصورة الرائعة والجميلة للتآخي والمحبة بين مختلف الطوائف في سورية, فالكنيسة والمسجد والمسيحي والمسلم والعلماني جنباً إلى جنب في كل مكان، وأحياناً في المسجد والكنيسة، وهذا ما يدل على أهمية هذه المنطقة التي ولد فيها الأنبياء وانطلقت منها كل الرسالات الدينية.

وأوضح سماحته أن ما يحدث في فلسطين والعراق وأفغانستان هي حروب سياسية واقتصادية وليست دينية، وقد ألبسها البعض لباس الدين وهو بريئ منها.

خلال لقاء الشيخ حسون بالوفد الألماني

كما حيا أيضاً الشعب الألماني، وما سطر له في التاريخ بهدم جدار برلين الفاصل والتحام الشعب مع بعضه وقال: " لقد قلتها منذ ثلاثة أشهر أمام الصحافة الألمانية: " أقبّل يد كل ألماني دمّر جدار برلين وسأقبل يد كل إنسان يدمر جدار الفصل في فلسطين ".

من جانبه أعرب السيد " جورج ويسويلر " رئيس اتحاد نقابات العمل واتحاد أرباب العمل الألماني باسم الوفد الألماني عن سعادته وسروره لما سمعه من كلمة سماحة المفتي وقال: " لقد كنا نحمل في بالنا اقتراحات للسلام، ولكننا فوجئنا بكلمة سماحة المفتي، وبمبادرة سورية للسلام وبالحقيقة أنا متأثر جداً بكلمة سماحة المفتي ولم أكن أتوقع مثل هذه الكلمات "

من أعضاء الوفد الألماني

و أضاف: " لقد تأثرت جداً من خلال زيارتنا للمتحف الوطني بحلب، وبعدما اطلعت على الآثار المعروضة تبين لي بالفعل أن سورية هي مولد حضارتنا وحضارة الإنسانية جمعاء، وكذلك كنا متأثرين جداً بالعروض التراثية التي قدمت أمامنا في قاعة العرش في قلعة حلب ".

وقال: " بصفتي أعمل في مجال اتحاد نقابات العمال في ألمانيا فقد قمنا بعمل منشأة للفوسفات بالقرب من تدمر، وهذا ما يشير إلى تطور العلاقات بين سورية وألمانية، ونحن مسرورين جداً بما لقيناه من حفاوة وترحيب لنا، وما شاهدناه وما سنشاهده في المستقبل عن سورية، وسننقل كل ذلك لأصدقائنا و كل من يلوذ بنا في ألمانيا والدول الأوربية.

بعدها أجاب سماحة مفتي الجمهورية على تساؤلات أعضاء الوفد الطبي الألماني، ومنها حول كيفية معرفة سماحة المفتي بالتاريخ الألماني أكثر من الألمان أنفسهم وعن دراسته فأجاب قائلاً: " دراستي كانت الشريعة الإسلامية، ولكن تعلمت هذا كله من القرآن والإنسان، وفي نهاية اللقاء قدم سماحة مفتي الجمهورية هدية رمزية لأعضاء الوفد وعي عبارة عن " سبحة " ترمز إلى أنه علينا دائماً أن نذكر الله خالقنا في كل خطوة وفي كل حركة في حياتنا.

هذا وقد تخلل اللقاء بعض الأناشيد الإسلامية لفرقة أسامة بن زيد وفرقة الرقص المولوي.

ويذكر أن الوفد الألماني يضم أكثر من / 200/ طبيب وطبيبة من مختلف أنحاء ألمانيا قدموا إلى سورية للمشاركة في المؤتمر الطبي السوري الألماني "أحد فعاليات احتفالية العيد الذهبي لجامعة حلب" وقد التقى سماحة المفتي بعضاً منهم منذ ثلاثة أشهر خلال زيارته لألمانيا.