ربط الساحل بالداخل السوري بطريقة نموذجية فكرة راودت الجهات المعنية في محافظة اللاذقية منذ زمن بعيد فوضعت عدة دراسات ليتبين أن أفضل الطرق للوصول إلى هذه الغاية هي إنشاء أتوستراد بين اللاذقية وحلب.

واستندت دراسة هذا المشروع إلى عدة نقاط أهمها قدرته على ربط مرفأ اللاذقية بأهم المدن الإقتصادية في سورية (حلب)، ووجود مقومات سياحية مهمة في الطريق بين المحافظتين (جبال-غابات-أنهار) ستشد السياح من جهة ومن جهة أخرى سيتم تنشيط القرى والمدن الواقعة على جانبي الأتوستراد، أيضاً الإستغناء عن الطريق الحالي الذي يحتوي على حارتين فقط مسبباً العديد من الحوادث المؤسفة، إضافة إلى المدة الزمنية التي يحتاجها المسافر للوصول إلى حلب أثناء السفر من خلاله حيث تتجاوز الثلاث ساعات لكن المدة مع المشروع الجديد لن تزيد عن الساعة ونصف.

المؤسسة العامة للمواصلات هي صاحبة المشروع لكن الجهة المنفذة هي شركة الخرافي الكويتية التي قدمت تقريراً لموقع elatakia يبين ما قامت بإنجازه والفائدة الكبير من إنشاء هذا الأتوستراد فجاء فيه، بأن تكلفة أتوستراد (اللاذقية- أريحا) تصل إلى (15) مليار ليرة سورية، بينما التمويل مقسم بين الصندوق الكويتي للتنمية الإقتصادية العربية بنسبة (51%)، وسورية بنسبة(49%)، ونسبة التنفيذ وصلت إلى (72%)، وفق مواصفات دولية تسهل حركة الآليات وتقلل من الحوادث حيث سيختلف تماماً عن الطريق الحالي الذي يحوي على حارتين، فسيضم أربع حارات وحارة خامسة عند كل ميول تكون خاصة للسيارات الكبيرة التي تحمل البضائع، يفصل بين كل اتجاه وآخر حاجز أمان بحسب المواصفات العالمية للطرق مهمته حجب النور المبهر أثناء الإنتقال إلى الإتجاه المعاكس يصل إرتفاعه إلى (1,6م)، وأكد التقرير أن شركة الخرافي لم يفتها دراسة أنواع التربة التي تختلف باختلاف المناطق فقامت بسبر للتربة لكن نتج عن هذه العملية بعض التأخير بسبب ملاحق العقد الخاصة بطرق المدن والأرياف، بالنسبة للجسور فقد وصل عددها على (90) جسراً تكون قوسية الشكل فوق الأنهار وعلوية وسفلية في المدن والأرياف، وارتفاعاتها متفاوتة فأحد الجسور مثلاً يصل علوه إلى (100م) لذلك سيكون لها دور بارز في استقطاب السياح لمشاهدة المناظر الطبيعية المختلفة أثناء المرور في الغابات-المناطق السياحية-المواقع السياحية، ومنعاً للتعديات وبنفس الوقت الحصول على عامل أمان فإن الأتوستراد مسور في جميع مراحله بالكامل.

أحد المواقع الرائعة على طريق اللاذقية أريحا

والإستفادة من الجانب السياحي ليست الوحيدة بل سيكون للمشروع دور بارز في تطوير وتنشيط الحركة الإقتصادية بين حلب واللاذقية خاصة وأن حلب مرتبطة بالداخل بعدة مدن أخرى كدير الزور والحسكة والمكسب سيكون كبير بالوقت القصير والمصروف الذي ستستهلكه الأليات بإيصال البضائع إلى مرفأ اللاذقية.

وأخيراً فإن أهمية المشروع لا تتوقف عند الداخل بل تتجاوزه إلى الخليج العربي والعراق لذلك سيكون أتوستراد اللاذقية-أريحا من أهم الطرق التي تصل البحر الأبيض المتوسط بالخليج العربي.