تم افتتاح الأسبوع الثقافي الإيراني في رحاب جامعة حلب وعلى مدرج إيبلا في كلية الآداب, وبرعاية الأستاذ الدكتور محمد نزار عقيل رئيس جامعة حلب وبحضور الأستاذ الدكتور مهدي مصطفوي مستشار الرئيس أحمدي محمود نجاد للشؤون الثقافية..

ورئيس رابطة الثقافة والعلاقات الإسلامية, وعدد كبير من أستاذة الجامعات السورية وخاصة جامعة حلب وعدد من طلاب كلية الآداب, والفعاليات العلمية والثقافية والدينية في حلب.

وقد بدأ الافتتاح بعرض فيلم يجسد منجزات إيران الحضارية بعد قيام الثورة الإسلامية الإيرانية, ثم ألقى الدكتور غسان صباغ باللغة الفارسية وعبّر عن سعادته بافتتاح قسم اللغة الفارسية وآدابها بجامعة حلب, وأشاد بالعلاقات السورية الإيرانية, وقال: إن اللغة الفارسية متأثرة باللغة العربية, فثلث اللغة الفارسية يعود إلى اللغة العربية والفضل في ذلك يعود إلى القرآن الكريم, ثم تحدث الأستاذ الدكتور أحمد القطب عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية, فرحب بالحضور وتحدث عن العلاقات القوية التي تربط سوريا بإيران فهما في خندق واحد في مواجهة الجهود الشيطانية والمخططات الامبريالية الصهيونية, وعبر عن سعادته بافتتاح قسم اللغة الفارسية وأهميته في تنشيط الثقافة بين البلدين.

ثم تحدث الأستاذ الدكتور مهدي مصطفوي مستشار الرئيس الإيراني, ورأى أن افتتاح قسم اللغة الفارسية هو تجسيد للعلاقة الثقافية المتنامية بين البلدين والتي تقرب فيما بينهما والتي يجمعها الإسلام والتي تمثل رابطة روحية قوية, وبيّن أن افتتاح هذا القسم يتزامن مع العيد الخمسين لجامعة حلب وهو ثالث قسم يفتتح في سورية بعد قسمي جامعة دمشق والبعث, وقال في إيران مائة وخمسون جامعة خمسون منها فيها قسم للغة العربية تمنح فيه درجة الإجازة الجامعية الأولى والدراسات العليا حتى درجة الدكتوراه, وكل ذلك دليل تقدير الشعب الإيراني للغة العربية التي هي لغة القرآن, وتحدث عن الروابط الجغرافية التي تربط بين البلدين, وكما تحدث عن المواقف السياسية المشتركة التي تربط بين سوريا وإيران بعين قيام الثورة الإسلامية الإيرانية وخاصة قضية فلسطين.

ثم تحدث الأستاذ الدكتورمحمد نزار عقيل رئيس جامعة حلب مرحباً بالدكتور مهدي مصطفوي في بلده الثاني, وتحدث عن التبادل الثقافي بين البلدين وقال ليس من العبث اختيار أصفهان وحلب في سنة واحد كل منها يمثل عاصمة للثقافة الاسلامية, فهما يمثلان حضارة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى, وعبر عن تشجيعه لدارسي اللغة الفارسية, وسعادته بافتتاح هذا القسم الذي يعبر عن عمق العلاقة بين البلدين.

ثم تحدثت طالبة من قسم اللغة الفارسية باللغة الفارسية عبرت بلسان زملائها الطلبة في القسم عن سعادتهم بحضور الدكتور مهدي مصطفوي, ثم ختم الافتتاح في كلية الآداب وبعدها توجه الحضور إلى افتتاح المعرض الفني في كلية الفنون الجميلة, فقد تجول رئيس الجامعة مع مستشار الرئيس الإيراني وعبرا عن إعجابهما بهذا المعرض.

eAleppo التقت الأستاذ الدكتور مهدي مصطفوي بعد انتهاء حفل الافتتاح, وسألناه عن أثر تعميم هذه الظاهرة الثقافية على البلاد العربية الأخرى وخاصة الجامعات, فأجابنا باللغة الفارسية إنه لمن دواعي سرورنا أن تعمَّ هذه الظاهرة, فهي ظاهرة حضارية تقرب أبناء الدين الواحد وتزيد من قوتنا إزاء المخططات الصهيونية الأمريكية التي تحاول فرض قوتها على المنطقة, والشعب الإيراني شعب محب للسلام محب للخير, ويسعى دائما إلى تمتين الصلات مع العرب, ولا يخفى على أحد العاطفة القوية من الشعب الإيراني تجاه قضايا العرب وخاصة قضية فلسطين.

وعن سؤالنا عن أثر افتتاح قسم اللغة الفارسية قال نحن سعداء جدا بهذا, ونتمنى افتتاح دراسات عليا أيضا وان نتعاون مع كل الجامعات السورية بل والجامعات العربية الأخرى .

كما التقينا الأستاذ الدكتور رئيس جامعة حلب وسألناه عن هذا الأسبوع الثقافي, فأجابنا إننا نسعى في جامعة حلب إلى تمتين العلاقات الثقافية بين كل الجامعات, وقد سبق أن أقمنا معارض ومؤتمرات وندوات عدة في رحاب جامعة حلب مشتركة مع المستشارية الثقافية الإيرانية, وهو ما يعبر عن عمق العلاقات الثقافية المشتركة بيننا, وقبل أن نفتتح قسم اللغة الفارسية كان عندنا في معهد تعليم اللغات قسم لتعلم اللغة الفارسية لمن يشاء من الدارسين من أبناء الجامعة وسائر الناس ممن يهتم بهذه اللغة, بل ما يعبر عن العلاقة أننا تقاسمنا في حلب مع أصفهان عاما مشتركا من الثقافة الإسلامية فكانت حلب عاصمة للثقافة الإسلامية وكذا أصفهان في العام ذاته. وهو ما يعبر عن الهدف الواحد والمصير المشترك وخاصة أننا في زمن تحاول الصهيونية وأمريكا السيطرة على العالم, وهنا تكمن أهمية هذه اللقاءات بين سوريا وإيران فالشعب الإيراني شعب وقف مع قضايانا العربية وخاصة فلسطين.

والتقينا أيضا الأستاذ الدكتور أحمد القطب عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية وسألناه عن أهمية وجود قسم للغة الفارسية في كلية الآداب فأجاب إن اللغة الفارسية لغة حية ونحن نشجع دراسة هذه اللغة لما لها من أثر هام في بناء الحضارة الإنسانية, وهي لغة ينبغي أن نشجع عليها طلبتنا وخاصة في مرحلة الدراسات العليا, فهناك كنوز من المعرفة ينبغي على طلابنا إخراجها إلى الناس كي يستفيدوا منها.

ونشير إلى أن الأسبوع سيستمر حتى يوم الخميس ويتضمن معرضاً للكتاب و معرضا فنيا ومعرضاً للصناعات التقليدية وعروضا سينمائية وتقام هذه الفعاليات في كلية الفنون الجميلة, وستقام يوم الثلاثاء ندوة فكرية تحت عنوان حلب الشهباء في الثقافتين الإيرانية والعربية, وذلك في الساعة الحادية عشرة على مدرج ايبلا في كلية الآداب والعلوم الإنسانية.