استمر تساقط الثلوج بدمشق الذي جاء نتيجة لانخفاض حاد في درجات الحرارة أكثر من عشر ساعات متواصلة دون توقف غامراً جميع أحياء العاصمة.

الخبير في الدراسات الجيولوجية ياسر مقداد قال لموقع eSyria : "إن التغييرات المناخية التي يشهدها العالم هي تغييرات شملت جميع أنحاء الكرة الأرضية، وإن ما يحدث الآن في كل أنحاء العالم والذي بدأ منذ بضع سنوات قلب المناطق المناخية في كل أرجاء الكرة الأرضية ومن ضمنها منطقتنا العربية، فبعض المناطق المطرية قد تشهد تصحرا كبيراً وستشهد بعض مناطق أخرى تغيرا مناخيا كبيراً كارتفاع مفاجئ في معدلات درجات الحرارة".

الشارع الدمشقي فوجئ بهذا الهطول غير المتوقع والذي لم تذكره وكالة الأرصاد الجوية، أحد المواطنين قال: "فوجئت بالثلوج تتساقط وإن كانت بكميات بسيطة في البداية ولكنها المرة الأولى التي أشاهد فيها هذه الحالة في دمشق بعد قرابة خمس سنوات". أما إبراهيم علي قال: "ما إن فتحت باب المنزل للمغادرة حتى شاهدت كرات الثلج تتساقط، فعدت إلى الداخل مباشرة للبحث عن الكاميرا لتصوير هذا الحادث البارز". بينما المواطنة هدى اليوسفاني قالت: "لم تره عيني الثلج طوال حياتي سوى على شاشات التلفاز، وقد قصدت الذهاب لقاسيون لمشاهدة الجبل وقد اكتسى بحلته الجديدة، إنها حلة يعجز اللسان عن وصفها يحق له التباهي بها ، فأمامها يقف الإنسان متفكرا في عظمة خالق الأرض والسماء".

وما أن توقف الزائر عن الهطول حتى بدا الجميع من الرجال والنساء و الأطفال اللعب بالثلج، من خلال صنع رجل الثلج.

ويعد الثلج ظاهرة طبيعية على شكل نداف بيضاء تتساقط من السماء شتاء، لكنها لا تحدث في كل دول العالم، فكثافاتها تزداد كلما اتجهنا قربا من القطبين الجنوبي و الشمالي، و بإرتفاعنا عن سطح الأرض. وتحدث هذه الظاهرة عند التقاء تيارات هوائية رطبة ودافئة مع تيارات باردة معينة في طبقات معينة من الغلاف الجوي مكونة الثلج الذي سرعان ما يتساقط على شكل رقائق بيضاء تشبه القطن

كما يلاحظ في الفترة الأخيرة انحسار حاد في كمية الثلوج المتساقطة في البلاد العربية خصوصا وفي العالم عموما وقد يرجح ذلك إلى ظاهرة الاحتباس الحراري لكن المناطق التقليدية لتساقط الثلوج في العالم العربي هي الجبال بطبيعة الحال و خصوصا الجبال في شمال الوطن العربي.