تستمر على خشبة مسرح الحمراء عروض مسرحية "سوبر ماركت" تأليف داريو فو إعداد وإخراج الفنان أيمن زيدان.

"سوبرماركت" للمسرحي الإيطالي داريو فو الحائز جائزة نوبل للآداب، والتي قدمت سورياً مطلع التسعينيات بإخراج لأيمن زيدان ولعب دور البطولة فيها حينها الفنان فارس الحلو، مسرحية انتقادية ساخرة تصور حياة الفئات الكادحة ضمن قالب كوميدي.

هذه المسرحية تعرض الآن في مسرح الحمراء بدمشق، ويعود فيها الفنان أيمن زيدان للمسرح معداً ومخرجاً وممثلاً وتشاركه بطولتها وجوه كوميدية معروفة: شكران مرتجى، محمد حداقي، فادي صبيح إضافة للممثلة الموهوبة أسيمة أحمد.

نجومية أيمن زيدان حملت أعداداً غفيرة من الناس إلى العرض، ومن خارج الجمهور المسرحي التقليدي، مدخل مسرح الحمراء كان مزدحماً قبل ساعة من بدء العرض، ونحن هنا نتحدث عن العرض الثاني، ومن المتوقع أن تشهد الأيام القادمة المزيد من الإقبال، مع انتشار الانطباعات الجيدة عن العرض والحماس له. مقاعد المسرح امتلأت بالكامل، لذلك لم يكن رهان أيمن زيدان بلا أسس حين فكر بإنتاج المسرحية إنتاجاً تجارياً وتقديمها على مسرح خاص، لكنه وكما قال في المؤتمر الصحفي الذي عقد في مسرح القباني صباح يوم الافتتاح، يخجل من أن يقف على مسرح غير القباني والحمراء. نجوم التلفزيون قادرون على إعادة الجمهور إلى المسرح فسمعتهم وشهرتهم ضمانة كافية وأكيدة ولا يتطلب الأمر أكثر من عرض في العام لكل واحدٍ منهم.

اسم أيمن زيدان جذب الجمهور، لكن ذلك لم يكن كافياً، فزيدان يعرف أيضاً ماذا يريد الجمهور، لقد استمتع الحضور رغم طول العرض (ساعتان بينهما استراحة في عودة لتقليد الاستراحة ومع تشغيل كافيتريا المسرح)، الاختيار أولاً هو نص واقعي كوميدي، محول إلى العامية السورية، وإن حوفظ بلا مبرر على أسماء الشخصيات والأماكن الإيطالية، كما تم الحفاظ على جوانب من النص ذات طابع غير محلي أو راهن، مع أننا سلمنا بوجود إعداد للنص. تتقاطع "سوبر ماركت" مع موضوع ساخن هو ارتفاع أسعار السلع الأساسية، لذلك هي قادرة على مخاطبة الجمهور في قضايا تهمه لكن الغالب أن ما جعل الناس تتفاعل مع العرض هو عنصر المتعة فيه، فهو عرض ديناميكي سريع الإيقاع خفيف الظل مشوق مملوء بالحلول الإخراجية الملعوبة، أداء الممثلين فيه عفوي ينتزعون الضحكة من الجمهور بمفارقات الحدث أو بالنكات الكلامية أو بحركة أجسادهم اللينة (خصوصاً المتألق محمد حداقي).

"سوبر ماركت" التي تدور أحداثها في حي فقير تبدأ من سرقة نساء الحي للمواد الغذائية من سوبر ماركت، تداهم الشرطة المنطقة خاصة مع تكرار هذه الحوادث، أنطونيا (شكران مرتجى) زوجة جيوفاني (أيمن زيدان)، هي إحدى هؤلاء النساء، وهي تخفي البضائع المنهوبة خوفاً من زوجها المصر على أنه فقير لكن شريف، جيوفاني العامل في أحد المصانع لا يزال مؤمناً بالقانون، ويشنف أسماع زوجته كل يوم بخطب رنانة عن دور النقابات، لذلك هو لا يشارك في النشاطات الاحتجاجية. تتشكل مواقف مضحكة عبر محاولة أنطونيا إخفاء ما تسرقه، ويدخل عنصرين من الشرطة حياة الزوجين كل مرة بشكل مختلف. مارغو (أسيمة أحمد) صديقة أنطونيا تخفي عن زوجها (فادي صبيح) أيضاً شيئاً ما، وعبر سلسلة من المفارقات تتكشف حقائق، ودون لمسة من القسوة.

اعتمد العرض على ديكور واحد ثابت جرى توظيفه بتفاصيله في العرض، الديكور الذي صممه فؤاد دحدوح، يمثل بيتاً من الداخل مفتوح على الشارع، وهو نفسه شارع، حيث ملامح الداخل لا تختلف عن ملامح الخارج.

يستمر العروض حتى 15 / 1