تعدّ من أقدم الحلويات الغربية التي وفدت مع المستشرقين الأجانب إلى "حلب" قبل عشرات السنين، وتتميز عن باقي الأنواع لاحتوائها البهارات، التي تجعل طعمها غريباً بعض الشيء، وهو ما يتيح لكل ربة منزل أن تتفنّن في طريقة صنعها.

مدونة وطن "eSyria" التقت ربة المنزل "سناء صالحة" بتاريخ 24 كانون الثاني 2018، لتتحدث عن كيفية دخول هذا النوع من الحلوى إلى "سورية"، بالقول: «الذي جعلني أسأل عن هذه الحلويات الخفيفة هو احتوائها "البهارات"، فقد اكتشفت أن عائلة فرنسية قدمت إلى "حلب" قبل 200 عام بقصد الاكتشاف والسياحة، وقد طاب لها الإقامة في المدينة، ومع الوقت راحت الزوجة تقيم علاقات ودية مع النساء، وقامت بصنع العديد من الأكلات والحلويات الغربية وتعليمها لسيدات المدينة، ومنها حلويات "المارينغ"، أو "الميرانغ"، أو "ميرنغا البهارات" كما يطلق عليها الحلبيون.

في بعض الأحيان نلجأ إلى صبّ خليط البهارات في قوالب زينة، ونضعها في الثلاجة حتى تجمد جيداً، وعند وضعها في الفرن، نزيل القوالب لتظهر جميلة فوق (الكيك). وعلى العموم كل صانع حلويات يتفنن في صنع هذه العجينة لكونها تتميز بوضع البهارات عليها، وهي خفيفة جداً، وذات طعم رائع

والشيء الذي بقي سرّاً مع هذه السيدة التي لا يعرف أحد من الأجيال اللاحقة اسمها الحقيقي، الهدف من وضع البهارات في الحلويات، لكن الشيء الذي يمكن استنتاجه أنها نوع من الحلويات التي توصف للمرضى؛ لذلك هي مؤلفة من قسمين لكي تناسب كل الأذواق».

الطبقتان معاً

وأضافت عن الطريقة المتبعة لصنع "المارينغ بالبهارات": «ليس جديداً إذا أضفت أن هذا النوع من الحلوى بات جزءاً من عادات البيوت الحلبية، مع أن الكثيرين من الناس يظنون أنه من منشأ إيطالي، وليس فرنسياً، لكن مع الزمن باتت لكل ربة بيت طريقتها الخاصة التي تعدّها سرّاً من أسرارها، وتحرص على عدم البوح بها لجاراتها كنوع من المنافسة في إظهار المهارة التي تتمتع بها، وهذا الأمر أوجد الكثير من الأطعمة الخاصة واللذيذة التي ترافق هذه الحلوى، وخاصة الإضافات الكثيرة من البهارات التي تزين القسم الأساسي منها».

وتتابع ربة المنزل "صونيا أوغازابيان" القاطنة في حي "الأرمن" بمدينة "حلب" الحديث عن طريقة الصنع بالقول: «تتألف بالعادة من طبقتين، طبقة "الميرانغ"، وطبقة (الكيك)، ولكل طبقة مقادير خاصة بها، حيث تتألف مقادير طبقة "الميرانغ" من بياض البيض عدد ستة، وثلاثة أرباع كوب سكر ناعم، وفانيليا، وقشر ناعم من ليمونة، وثلاثة ملاعق صغيرة من القرفة، وملعقة صغيرة من القرنفل، وقشر نصف حبة من جوزة الطيب (ملعقة صغيرة تقريباً)، ويفضل استعمال القشر الطازج حتى يعطي طعماً ألذ، وكذلك ربع ملعقة صغيرة من الفلفل الأسود، وكوب جوز مبشور ناعم، وهو حسب الطلب، ولا يظهر طعمه عند الصنع.

طريقة ثانية لصنعه

أما مقادير الطبقة الثانية أو (الكيك)، فتتألف من صفار البيض عدد ستة، وبيضتين كاملتين، وفانيليا، وقشر ناعم من ليمونة، وكوب ونصف الكوب سكر ناعم، وكوب ونصف الكوب من طحين الحلويات الفاخر، وملعقتين صغيرتين من "بيكنغ بودر"، ونصف كوب من الحليب أو الماء المغلى».

أما عن طريقة التحضير، فتضيف: «نفصل صفار البيض عن البياض بحذر شديد حتى لا يختلطان نهائياً، ونخفقه حتى يصبح لونه أبيض ناصعاً، ثم نضع فوقه السكر، ونخفق حتى يتجمد، حيث نلاحظ أمواجاً على السطح، ثم نضيف الجوز والبهارات، ونضع المكونات في الخلاط لكي تتجانس تماماً، وبعد ذلك نضع المزيج في الثلاجة.

أما القسم الثاني، فنقوم بخفق الصفار مع البيض الكامل، ثم نضيف السكر والفانيليا وقشر الليمونة، ونخفق المواد حتى تتشكل خيوطاً واضحة في الخفاقة، وهنا يجب أن تكون الخفاقة على عيار منخفض، حيث نضيف الماء إلى الخليط ونخفقه جيداً، ثم نضع الطحين المنخول مع "البيكنغ بودر"، ونقلب بخفة حتى يتجانس المزيج كله».

أما عن الخطوة الأخيرة، فتضيف: «نأتي بإناء دائري يكون حرفه عريضاً (صينية)، ونقوم بدهنه بالزبدة بالكامل، ثم نصبّ فيه عجينة (الكيك)، ونضع فوقها طبقة "الميرانغ"، ثم تخبز في فرن بدرجة 180، ما بين 50 إلى 60 دقيقة حتى تنضج، وتقطع إلى مربعات بانتباه شديد وهي ساخنة، وبعد أن تبرد يتم تقدميها. فالذي يرغب الطبقة العليا "الميرانغ" بإمكانه الفصل بين الطبقتين بسهولة».

صانع الحلويات المعروف "أسعد بركة"، قال عن طريقة أخرى لإظهار طبقة "الميرانغ" جيداً للزبون: «في بعض الأحيان نلجأ إلى صبّ خليط البهارات في قوالب زينة، ونضعها في الثلاجة حتى تجمد جيداً، وعند وضعها في الفرن، نزيل القوالب لتظهر جميلة فوق (الكيك). وعلى العموم كل صانع حلويات يتفنن في صنع هذه العجينة لكونها تتميز بوضع البهارات عليها، وهي خفيفة جداً، وذات طعم رائع».