نبتة تنمو برياً في جبال وسهول "حلب"، وتعدّ من أكثر النباتات البرية حضوراً في حياة السكان كدواء، وخاصة للأطفال، لها عدة طرائق للاستخدام، وفعاليتها العلاجية تشمل عدة جوانب.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 6 تموز 2015، "مصطفى عبد الرحمن" الذي تحدث عن نبات "التعلي"، ويقول: «يعدّ أهل الريف الحلبي الطبيعة المحيطة مصدراً رئيساً للحصول على الأغذية والأدوية التي تستخدم في معالجة مختلف أنواع الأمراض وذلك منذ أقدم الأزمنة، وعلى الرغم من التطور الكبير الذي حدث في المجال الطبي والرعاية الصحية ووصولها إلى مختلف القرى حتى النائية منها؛ هناك الكثير من النباتات الطبيعية التي ما زالت تحظى بأهميتها في حياة السكان؛ حيث تستخدم بفعالية في معالجة الكثير من الأمراض الشائعة لديهم، ومن هذه النباتات ما يسمى في منطقة "عفرين" بنبات "التعلي"».

يعدّ أهل الريف الحلبي الطبيعة المحيطة مصدراً رئيساً للحصول على الأغذية والأدوية التي تستخدم في معالجة مختلف أنواع الأمراض وذلك منذ أقدم الأزمنة، وعلى الرغم من التطور الكبير الذي حدث في المجال الطبي والرعاية الصحية ووصولها إلى مختلف القرى حتى النائية منها؛ هناك الكثير من النباتات الطبيعية التي ما زالت تحظى بأهميتها في حياة السكان؛ حيث تستخدم بفعالية في معالجة الكثير من الأمراض الشائعة لديهم، ومن هذه النباتات ما يسمى في منطقة "عفرين" بنبات "التعلي"

ويضيف: «تنمو هذه النبتة مع بداية فصل الربيع وهي ذات أوراق خضراء ورائحة عطرة حادة وتستمر بالنمو حتى فصل الخريف؛ حيث يتحول لون أوراقها إلى الأخضر الفاتح وتظهر على رؤوسها جيوب صغيرة مملوءة بحبات سوداء صغيرة جداً يسميها أهل الريف البذور، ومع بداية فصل الشتاء تنفجر تلك الجيوب فيحمل الهواء البذور وينشرها في الأراضي المجاورة لتنمو نباتات جديدة في الربيع التالي.

مصطفى عبد الرحمن

تسمى بـ"التعلي" بسبب مرارتها الشديدة فكلمة "تعلي" في اللغة الكردية تعني "المرّ"؛ وفي هذا سر فوائدها المتعددة والعلاجية، وقد لاحظ الرعاة خلال رعي ماشيتهم أنها لا تأكل هذه النبتة بسبب مرارتها الشديدة ورائحتها الحادة».

وحول أهم استعمالاتها الطبية يقول: «بسبب أهمية "التعلي" تلجأ الكثيرات من النسوة إلى حفظها في منازلهن لاستعمالها خلال فصل الشتاء؛ حيث لا تتوافر في الطبيعة في تلك الفترة من السنة وخاصة أوراقها الخضراء الطرية وبذورها السوداء.

وضع النبتة تحت "القرقة"

ويتم تناول النبتة للأغراض العلاجية والطبية بعدة طرائق، منها: غلي الأوراق أو نقعها في الماء وشرب المغلي أو المنقوع، أو تناول الأوراق والبذور مباشرة بعد تجفيفها وطحنها.

ولنبتة "التعلي" أهمية كبيرة وفعّالة في معالجة آلام المعدة وعسر الهضم وتنظيف الأمعاء، ويعتقد الريفيون أن هذه النبتة مفيدة جداً للمريض الذي قام بإزالة المرارة من جسمه، وهي بذلك بديل طبيعي وجيد لها فتساعد على هضم الأطعمة وتفتيتها، ويستعمل الكثيرون بذورها عندما يشعرون بآلام في عضلة القلب لأنها تساعد في توسيع الشرايين، كما يتناول مرضى السكري منقوع النبتة بسبب فعاليتها في تخفيض مستوى السكر لديهم».

منقوع النبتة

وفي لقاء العمة "أمينة علي" تقول: «لنبتة "التعلي" حضور طبي مميز في علاج أمراض الأطفال، ففي تقاليد منطقة "عفرين" الشعبية يعتقد أن الكثير من الأمراض التي تصيب الأطفال مرتبطة بحركات القمر؛ فمع بداية الشهر القمري يصاب الأطفال بداء شعبي شائع يسمى "الخمري" وفيه يسيل لعاب الطفل ويسعل وتدمع عيناه ويبكي بكاءً متواصلاً، فتقوم الأم في بوضع كميات من القمح والشعير والعدس والحمص وأوراق نبتة "التعلي" في طنجرة مملوءة بالماء وقت الفجر وتترك المزيج حتى طلوع الشمس؛ لتقوم بعدها بغسل رأس الطفل بذلك الماء، حيث تجد أن القيام بذلك فعال في التخفيف من آلام الطفل وبكائه وفي النهاية معالجته، كما يمنح الطفل رائحة زكية وعطرة.

ومن الاستعمالات الأخرى لنبتة "التعلي" فعاليتها في طرد الحشرات بسبب رائحتها الحادة؛ لذلك تستعمل النسوة أوراقها في تجهيز أرضية المكان الذي تعيش فيها الدواجن، حيث تكون فعالة لمدة 21 يوماً؛ وهي الفترة التي تبرك خلالها الدجاجة على البيض؛ حيث تلجأ النساء إلى وضع الأوراق بين البيوض لحماية الدجاجة وصيصانها من هجمات الحشرات الضارة التي تكون سبباً في هجر الدجاجة للبيض وامتناعها عن القعود، حيث تعلم أهل الريف هذا الأمر من عصفور يسمى شعبياً "كابلاك" الذي لا يصنع عشه إلا من أوراق نبتة "التعلي" فيحمي نفسه وبيضه وفراخه من الحشرات».