من أقدم الطبخات الحلبية المعروفة، تحتوي على مواد طبيعية تحمل الكثير من الفوائد الطبية، مرتبطة بفصل الشتاء، تحضر بسهولة وسرعة وتمتلك طعماً شهياً.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 28 تشرين الثاني 2014، الجدة "بنفش حمو" في "عفرين"؛ التي تحدثت عن حضور أكلة "حامضية بسلق" في حياة الناس الاجتماعية في منطقتها، وتقول: «هي من أقدم الأكلات المعروفة في منطقة "عفرين"، وتعد اليوم ضمن قائمة الأكلات التراثية التي ما زالت منتشرة في المنطقة وخاصة من قبل المسنين، على اعتبار أن أبناء الجيل الحالي يميلون كثيراً نحو الوجبات الجاهزة، علماً أن مختلف أنواع الطبخات التراثية تحتوي على قيمة غذائية وصحية عالية بسبب احتوائها على الخضراوات الطبيعية 100%».

يتم تناول مختلف أنواع المخللات بجانب طبخة "حامضية السلق" مثل مخلل الفليفلة و"القتة" والخيار والبندورة الفجة وغيرها وكذلك النعناع الأخضر والبقدونس والهندباء سواء على الغداء أو العشاء، أما بالنسبة للمصابين بالزكام والرشح في فصل الشتاء البارد فيفضل تناولها قبل النوم للحصول على علاج فعال وذلك بتناولها ثم النوم مباشرة

وعن فوائد هذه الأكلة تقول: «إن تحضير طبخة "حامضية السلق" مرتبط في العرف الريفي بفصل الشتاء وذلك لعدة اعتبارات؛ أولها أن هذا الفصل هو موسم زراعة "السلق" خاصة أنه من الخضراوات التي لا يمكن حفظها سواء بالتخليل أو التمليح أو غير ذلك، فإن الريفيات مضطرات إلى طبخ هذه المادة مباشرة بعد قطفها من أماكن زرعاتها في "الحاكورات" المنزلية أو بعد شرائها من البازارات الأسبوعية، وثانياً ارتباطها بموسم إصابة الناس بالزكام و"الكريب" وخاصة خلال فترة التحول الحراري للجو من الحار إلى البارد، فهذه الطبخة في أعراف أهل الريف هي دواء فعال وناجع للمصابين بالرشح والزكام و"الكريب" بسبب احتوائها على منقوع "السماق" الحامض؛ والحمض كما هو معروف وشائع يقتل الفيروسات المسببة لهذه الأمراض، وعلى المصاب بهذه الأمراض أن يتناول "حامضية السلق" بالملعقة من دون خبز ثم يشرب ماءها ويغطي جسمه جيداً حتى يعرق وينام وفي الصباح التالي عندما يستيقظ يكون قد شفي تماماً».

إعداد الطبخة

أما العمة "ألماس جميل" عن طريقة إعداد "حامضية السلق" فتقول: «لإعداد هذه الطبخة نقوم أولاً بفرم حبة بصلة كبيرة وقليها بزيت الزيتون حتى يصبح لون القطع ذهبياً، ثم نضيف إليه "السلق" المفروم فرماً خشناً والمغسول والمصفى من الماء تماماً من خلال المصفاة المنزلية، وبعد ذلك نقوم بقلي "السلق" مع البصل المقلى بعد أن نضيف إليه قليلاً من الملح والفليفلة المطحونة لمدة لا تقل عن خمس دقائق، ثم نضيف إلى المحتويات العدس المسلوق بنوعيه المجروش والعادي حسب الرغبة، وخلال عملية السلق نقوم بتحضير منقوع "السماق"؛ وذلك بنقع حباته في الماء الفاتر مدة نصف ساعة ثم نقوم بفرك الحبات حتى تطحن، ونضيف المنقوع إلى "السلق" المسلوق والمكونات على النار بعدها نقوم بتغطية آنية الطبخ لمدة عشرين دقيقة لنضيف إليه الثوم المدقوق مع النعناع اليابس والمطحون ونتركه مدة عشر دقائق أخرى حتى تستوي الطبخة، فننزلها من على النار لتكون جاهزة لتناولها».

وتتابع: «يتم تناول مختلف أنواع المخللات بجانب طبخة "حامضية السلق" مثل مخلل الفليفلة و"القتة" والخيار والبندورة الفجة وغيرها وكذلك النعناع الأخضر والبقدونس والهندباء سواء على الغداء أو العشاء، أما بالنسبة للمصابين بالزكام والرشح في فصل الشتاء البارد فيفضل تناولها قبل النوم للحصول على علاج فعال وذلك بتناولها ثم النوم مباشرة».

بنفش حمو

وتختم: «تعد هذه الطبخة من الأكلات المفيدة للصحة إذ تحتوي على مواد طبيعية مزروعة بمجملها من قبل المزارعين في حقولهم أو في "حاكورات" خاصة بجانب منازلهم مثل: "السلق" و"العدس" و"الثوم" وكذلك "السماق" الذي ينمو برياً في الجبال المحيطة، ومن الحقائق المعروفة لدى الريفيين التي أثبتتها التجربة أن "السماق" يقتل الجراثيم والبكتيريا المسببة للزكام والرشح والكريب في الجسم، و"الثوم" طارد فعال للدود من الأمعاء وقاتل للجراثيم، و"السلق" فعال لعلاج مرض الدوار الصباحي أو كما يسمى عند الأطباء بنقص الحديد، أما "العدس" فكما يقول عنه أهل "حلب" منذ أقدم الأزمنة (العدس لولو والبرغل مرجان) لأهميته وحضوره وفوائده».

ألماس جميل