لأوراق الزيتون الخضراء استخدامات متعددة في الريف الشمالي من "حلب" كدواء وغذاء ووقود وسماد عضوي وغيرها.

للتعرف أكثر عن أهمية أوراق الزيتون الخضراء في حياة الناس؛ التقت مدونة وطن "eSyria" السيد "إبراهيم حمو" رئيس جمعية قرية "جوم" في "عفرين" بريف "حلب" الشمالي، بتاريخ 25 كانون الثاني 2014، فقال: «تعدّ منطقة "عفرين" من أشهر المناطق السورية في زراعة الزيتون إذ يتواجد فيها أكثر من 15 مليون شجرة، إن شجرة الزيتون تعتمد في إثمارها على مبدأ "المعاومة"؛ بمعنى أنها تحمل الثمار سنة، ولا تحملها في السنة التالية، لذلك وبعد انتهاء الفلاح من جني الثمار في سنة الحمل يلجأ إلى تقليم الأشجار، وذلك بقطع أغصانها اليابسة أو التي حملت الثمار سابقاً».

الكثيرون من المزارعين يبقون تلك الأغصان ضمن الحقل حتى تجف، وفي فصل الربيع وقت الحراثة يلجؤون إلى فلاحة أرضهم لتمتزج الأوراق في التربة؛ فتتحول إلى سماد طبيعي مفيد في نمو الأشجار بشكل كبير

وأضاف: «يتعامل الفلاح مع هذه الأغصان بوسائل متعددة تعرّفها عبر السنين الطويلة حتى تولدت لديه الخبرة والدراية الكافيتين بذلك. هناك وسيلة خاطئة وهي للأسف منتشرة بشكل كبير في المنطقة حيث يلجأ المزارعون إلى حرق تلك الأغصان مباشرة بعد تقليم الأشجار، وهذا الأسلوب الخاطئ يضر بالتربة بشكل كبير؛ حيث يقتل المواد العضوية التي تتغذى عليها الأشجار، ومن جهة أخرى يحرم من الاستفادة من هذه النواتج باستخدامها في جوانب أخرى إيجابية».

استخدام ورق الزيتون كوقود لإعداد خبز الصاج

وحول الاستخدامات الإيجابية لهذه الأوراق في الريف العفريني، قال السيد "حمو": «تستخدم النسوة هذه الأوراق كوقود في إعداد خبز الصاج وذلك بعد أن تجف خلال فصل الصيف؛ فهي تتميز بقدرتها على التحكم بمستوى النار المطلوب لشوي الخبز، لذا يلجأ الريفيون إلى نقل كميات كبيرة منها إلى البيوت بواسطة الحمير والجرارات، وتركها حتى أواخر فصل الصيف وبعد أن تصبح يابسة تماماً يقومون بفصل الأوراق عن الأعواد، وحفظها ضمن أكياس خيش لاستعمالها في الشتاء التالي».

ومن الاستخدامات الإيجابية أيضاً، يذكر "حمو": «الكثيرون من المزارعين يبقون تلك الأغصان ضمن الحقل حتى تجف، وفي فصل الربيع وقت الحراثة يلجؤون إلى فلاحة أرضهم لتمتزج الأوراق في التربة؛ فتتحول إلى سماد طبيعي مفيد في نمو الأشجار بشكل كبير».

حرق الأوراق من الأساليب الخاطئة

وختاماً، قال: «كما يستخدم الرعاة في المنطقة أوراق الزيتون خضراء كانت أو يابسة كعلف للماشية، بل تعد من أكثر أنواع العلف الحيواني انتشاراً؛ حيث تقبل الماشية على تناولها بشدة ويعتقد الرعاة بأن تناول الحيوان لهذا النوع من العلف يقويه ويكثر من حليبه، ويجعل الحيوان الحامل يلد توأماً في موسم "التوالد" خلال فصل الربيع».

وحول الأهمية العلمية لأوراق الزيتون، يقول الدكتور "أحمد معروف" مقرر إنتاج الزيتون بقسم البساتين في كلية الزراعة بجامعة "حلب": «من الأخطاء الشائعة لدى الفلاح هو حرق نواتج التقليم من خلال حرقها ويحرمه بالتالي من الاستفادة منها إذ تشير الدراسات العلمية أن متوسط كمية مخلفات التقليم للشجرة الواحدة تزن نحو 20كغ، ويتكون كل 1طن منها من: 4كغ نتروجين، و4كغ من البوتاسيوم، و1كغ من المنغنيزيوم، ونصف كيلوغرام من الفوسفور، بمعنى أن هناك كميات كبيرة من العناصر الغذائية فيها يمكنها أن تساهم في تحسين خصوبة التربة وزيادة الإنتاج لو استخدمت بشكل صحيح في صناعة الأخشاب بأنواعها، وأعلاف للحيوانات وأسمدة عضوية».

الدكتور أحمد معروف

ويضيف: «تعد "النموات الخضرية" علفاً جيداً للحيوان وقد تبين أنها تحتوي على 9% بروتين، و4,2% دهون، و2% ألياف، و2,7 رماد، كما يصنع من أوراق الزيتون وبذورها قلائد جميلة، وتماثيل وأدوات موسيقية.

طبياً، يمكن القول: إن مضغ أوراق الزيتون يذهب التهاب اللثة والحلق؛ لأنها تحتوي على عصارة قابضة تنفع في علاج هذه الالتهابات، وإذا دُق وضُمد بعصارته أو مائه نفع في حالات الجروح والقروح والدمامل؛ لاحتوائها على المادة القابضة المطهرة، كما أن مستخرج ورق الزيتون مضاد ميكروبي طبيعي استعمل للدعم الغذائي في السيطرة على العديد من الفيروسات والفطريات والبكتيريا، وحتى بعض أنواع الطفيليات. كما يُستفاد من نواتج التقليم وتصنيع ثمار الزيتون كالبيرين ومياه العصر من أجل إعداد سماد عضوي لتدعيم سبل الزراعة العضوية».