شجرة "الزعرور" من الأشجار البرية التي تنبت طبيعياً في الجبال، ولثمارها وأزهارها وخشبها فوائد متعددة في "حلب" وريفها الشمالي.

العم "خليل فرخو" من "جنديرس" في "ريف حلب الشمالي"، تحدث لمدونة وطن "eSyria"، بتاريخ 18 كانون الثاني 2014، حول الاستخدامات الشعبية لهذه الشجرة، قائلاً: «شجرة "الزعرور" لها ثمار ذات طعم لذيذ وطيب وبألوان صفراء وخضراء، وهي لا تُزرع من قبل الناس في الحقول والبساتين، إنما تنبت في الجبال طبيعياً، وذلك ضمن غابات كثيفة منها، ولثمارها أحجام مختلفة؛ الكبيرة منها تُسمى شعبياً "تفاح الجبل".

في المعتقدات الشعبية لأهل المنطقة فإن قطع أشجار "الزعرور" مسموح به فيما إذا قام الشخص بذلك لصنع أغراض شخصية، مثل: "مشارب الدخان"، فخشب "الزعرور" هو من أكثر أنواع الخشب ملاءمة لصنع هذه الأدوات لمتانته ولونه البني البرّاق وخاصة بعد قليه في زيت الزيتون

يعتبر أهالي منطقة "عفرين" شجرة "الزعرور" شجرة مباركة لكونها مزروعة طبيعياً إلى جانب المزارات المباركة، وفي "جنديرس" مزار يسمى "الزعرورية"؛ وهو مكان ذو احترام كبير لدى الناس وسمي بهذا الاسم بسبب وجود العديد من أشجار "الزعرور" في الموقع، وبسبب مباركة هذه الأشجار؛ فإن زوار المزارات يقومون بربط قطع قماشية خضراء بأغصانها أملاً بتحقيق رغباتهم وأمنياتهم، أو للشفاء من بعض الأمراض، كما أنهم يحرّمون قطع أشجار "الزعرور" لأن من يقوم بهذا العمل سوف يلقى عقوبة صارمة في حياته كإصابة يديه بالفالج أو الشلل».

خليل فرخو

وأضاف: «في المعتقدات الشعبية لأهل المنطقة فإن قطع أشجار "الزعرور" مسموح به فيما إذا قام الشخص بذلك لصنع أغراض شخصية، مثل: "مشارب الدخان"، فخشب "الزعرور" هو من أكثر أنواع الخشب ملاءمة لصنع هذه الأدوات لمتانته ولونه البني البرّاق وخاصة بعد قليه في زيت الزيتون».

العمة "أمينة علي" من "جنديرس"، قالت: «أواخر فصل الخريف تنضج ثمار "الزعرور"؛ ولذلك فإن الناس في المنطقة يعتبرون نضوج الثمار دليلاً على قرب فصل الشتاء، ومن هنا برز القول الشعبي الشائع: "كما تبشّر العقيبة* بقدوم الربيع يبّشر "الزعرور" بقدوم الشتاء".

أمينة علي

وكذلك يقولون: "إلّي ببشر بالزعرور بدو ألف عصاية"، إذ يليه الشتاء ببرده وأعاصيره وثلوجه، "إّلي ببشر بالعجّور بدو عباية"، في إشارة إلى أن الربيع يليه.

بالنسبة إلى أزهار هذه الشجرة، فبعد تفتحها تملأ محيطها رائحة عطرة وفواحة؛ ولذلك ينادي بائعه في الأسواق والحارات: "جبالو فاحت يا زعرور"».

شجرة الزعرور المباركة في ريف حلب الشمالي

وأضافت العمة "أمينة": «يستخدم الناس في المنطقة هذه الأزهار علاجاً فعالاً لتوسيع شرايين القلب، ولإعداد هذا الدواء الشعبي يقومون بتجفيف الأزهار تحت الشمس وحفظه، وعند الحاجة إليه يُغلى بالماء ليشربه المريض.

ومن الأدوية الشعبية التقليدية الخاصة بمحافظة "حلب"؛ التي تستخدم فيها ثمار "الزعرور" ما يسمى شعبياً "شراب الرعبة"، ويتناولها الطفل المصاب بخوف شديد وخاصة خلال نومه، ولكنني لا أعرف تركيبة هذا الشراب والمواد الداخلة فيه، ولكننا كنا نشتريه من "سوق العطارين" في "حلب" أو من العطارين الجوالين في الريف».

ولمعرفة المزيد عن "شراب الرعبة" وتركيبه؛ قمنا بالتفتيش في كتب الباحثين فوجدنا مبتغانا في "موسوعة حلب المقارنة" للعلامة "خير الدين الأسدي"، فقد ورد فيه: «اشتهر بإعداد "شراب الرعبة" بيت "جودة" في حيي "الجلوم" و"قسطل الحجارين"، وبيت "الزيتوني" بحي "آغيور"، وبيت "المسالخي" بزقاق "الزهراوي".

إن "شراب الرعبة" من اختراع "حلب"، وقد حفظوا سر تركيبه منذ القدم، لقد سألت -والكلام للأسدي مؤلف الموسوعة- صديقي "عبد الغني جودة" عن تركيبة "شراب الرعبة"، فأجاب: يُؤتى بالحديد ومثلها نضوات الخيل المستعملة التي يتم شراؤها من "البيطار" فيغسلونها، ثم يفرمون فوقها "التفاح القصيري" أو "الزعرور"، وبتأثير حمض "التفاح" أو "الزعرور" يتم الحصول على حمض الحديد، ثم يُضاف إليه العناب ومحلول حطب القينا والرواند واليانسون والشمرا والسكر».

  • "العقيبة": اللوز الأخضر الذي يؤكل بعد رش الملح فوقه.