تميز بتنوع اهتماماته الأدبية، ونجح في ترك بصمة في كل منها، ولاقت بعض قصائده قبولاً واضحاً لدى بعض الفنانين الذين حولوها لأغانٍ انتشرت بشكل واسع، وامتد نجاحه ليشمل سلسلة من الأعمال الكوميدية التي أنتجها لقناته على اليوتيوب.

مدوّنةُ وطن "eSyria" بتاريخ 8 كانون الأول 2019، تواصلت مع الشاعر "صلاح الدين حمود العسكر" ليحدثنا عن سيرته الأدبية حيث يقول: «ولدت في قرية واقعة على نهر "الفرات"، ودرست المرحلة الابتدائية في مدرسة القرية، ثم تابعت المرحلتين الإعدادية والثانوية في مدارس منطقة "مسكنة"، وبعدها انتسبت إلى كلية اللغة الإنكليزية في جامعة "حلب"، وبعد تخرجي عملت مدرساً في قريتي وعدد من المدارس بريف "مسكنة"».

الشاعر والسيناريست "صلاح الدين العسكر" نشأ في طبيعة رومنسية كونت منه شخصية عربية أصيلة مشبعة بالعاطفة، وإلى جانب موهبته في الكتابة، كتب الشعر لكنه عرف كروائي أكثر منه شاعر. فقد كثيراً من أوراقه التي أحرقها الحاقدون، لكنه استطاع إنقاذ جزء منها

ويقول عن بداية ميوله الأدبية: «من خلال شغفي ومطالعتي لنصوص المسرحيات والروايات العربية والعالمية، ومتابعتي للصورة التلفزيونية في كثير من الأعمال، بدأت بالاهتمام بكتابة السيناريو لبعض الأعمال، ولقيت تشجيعاً من الدكتور "زهير براق" الذي قدم لي الكثير من النصائح، ووجهني إلى كيفية كتابة الرواية التلفزيونية، وباشرت بعدة أعمال كان أقربها لقلبي رغم عدم عرضه على الشاشة تحت عنوان "الغمر" الذي يحاكي حادثة غمر قريتي وغيرها من القرى بالمياه، تلك القرى التي تمتد إلى خمسة آلاف سنة ولها قيمة تاريخية عظيمة وتروي التاريخ الثقافي والحضاري والفني لشعب منطقة "الفرات" من خلال قصة اجتماعية تتمحور حول شخوص القرية وتأثرهم بالأحداث التي جرت في تلك الفترة، وهذا العمل أصبح جاهزاً للإنتاج بانتظار مخرج مبدع يتبناه».

الشاعر خليل ملاوي

ويتابع حديثه بالقول: «أعمل حالياً على تجربة إخراج وكتابة حلقات لليوتيوب كونه يحقق الانتشار الأوسع والأسرع مع مجموعة من الشباب ممن لديهم الشغف والحب لعملهم في بعض المسلسلات البدوية سواء التراثية كمسلسل "طيور شلوى"، أو كوميدية حديثة تحاكي المعاصرة كـ "ليل الغربة" الذي أعمل على إعادة كتابته الآن، ويحاكي تجربة اللاجئ السوري وبإسقاط بدوي كوميدي.

كما عملت على جمع تراث "الفرات" من أفواه الرواة لإعداد دراسة عن كل نمط غنائي على حدا كـ"الموليا"، و"العتابا"، و"النايل"... الخ، فجمعت العديد من التسجيلات الصوتية لأشخاص يحفظون قصصاً وأشعاراً وسيراً ذاتية لبعض شعراء "الفرات" الذين برعوا في هذه الفنون كالشاعر "فصيح الملا أحمد"، و"خلف الفرج" الذي أعددت دراسة شاملة عنه، وأنا أعمل على إعدادها كمشروع فيلم وثائقي للشخصية الفراتية بامتياز، والتي لم تأخذ حقها كغيرها إعلامياً».

الشاعر عبد الرحمن المبروك

وعن اهتماماته بالشعر يقول: «برزت عندي ملكة كتابة الشعر كهاو، ومتذوق للشعر من خلال تبحري بصنوف الشعر الشعبي الفراتي الوجداني الذي تجد فيه شطراً يعادل قصيدة، فكتبت بهذه المجالات الشعبية "موليا"، و"نايل"، و"عتابا"، و"ساجوري"، و"دارمي"، و"زهيري"، ولكني أعشق "الموليا"، و"اللگاحي" فهذين اللونين من الغناء الفراتي يثيران شجوني بما يحملان من ديناميكية في اللحن والكلمة».

وعن أجمل ما كتب، قال: «كتبت أبيات موليا في عتاب لـ"الفرات" بعد موت دوالي العنب بعد نزوحي عن بيتي، بعنوان رثاء دالية:

اليوم جاني خــبر داليتي مقهـــــــورة واگف يموت الشجر والعورة مستورة

لمـّـة أصحابي العصر جوّاها مشهورة ماتت دوالي العمـــــر من قلـّـة الميـّة

ماتت دوالي العمـــر عطشانة للملگا تبچي مرار وگهر من الضيم والفرگة

يا رب عجل الفـرج لعل وعسى نلگى زبيب يابـــس عذي... يرد الأمل ليا

زبيب يابـس عذي ومعلّگ بعــــــودو وأغصان يبست قهر اتصيح بس عودو

(حلواني) منها عنب يطربنًا بعـــــودو يغني عتـــابا وصـبا ويختم بموليــــا.

كذلك كنت أسكن في منطقة "عالية" بجبال "لبنان" في بيت يطل على "بيروت" من جميع جهاتها بسهلها وبحرها، وكل ما فيها من جمال، فقلت ذات صباح عن الحنين لسورية الحبيبة:

أذّن تراهو الفجر وسبّح ترى العصفور أديت فرضي وقمت ولاحت طياف الدور

شباك طل عالبحر ميتو كما الساجور صوت السفينة يهدر ذكرني بالناعور

بلكوني طل عالسما سهل وجبل وبحور سبحان رب العرش خد الترف بلور

بمنديلو لوّح غنج ونسّف زلف ديجور بظنوني همت وتهت وأصبحت كالمسحور

يقصدني إني الحلو؟؟ والطول نبعة حور بياض شعري زها والعمر كلو خصور

من ينصدم يا خلق يصبح ترى مكسور شيجبّر اللي إنكسر عظمو صبح منخور».

الشاعر "خليل ملاوي" عنه يقول: «عاندته الحياة فأبى إلا أن يكون، هو من أكثر الناس وداً ومحبة للناس، لا يعرف إلا التسامح، وهو من أقرب الناس إلى قلبي، وما تعامل معه شخص إلا أحبه، يعشق "الفرات"، و"الرقة" وأهلها، وقد كتب الكثير عنها. كاتب سيناريو متميز، له الكثير من الأعمال منها من خرج خجولاً للناس، وجل أعماله لم يوفق في إيصالها للشاشة الكبيرة أو الصغيرة، له قناة على اليوتيوب يعرض بعض أعماله، وآخر عمل كان سيظهر هو "طيور شلوى"، وقد كتبت قصيدة نبطية كشارة للمسلسل غناها الفنان "عبد الرزاق الجبوري"، كما كان له تجارب بالقصة القصيرة الاجتماعية والنقدية للمظاهر السلبية في المجتمع».

الشاعر "عبد الرحمن المبروك" عنه يقول: «الشاعر والسيناريست "صلاح الدين العسكر" نشأ في طبيعة رومنسية كونت منه شخصية عربية أصيلة مشبعة بالعاطفة، وإلى جانب موهبته في الكتابة، كتب الشعر لكنه عرف كروائي أكثر منه شاعر. فقد كثيراً من أوراقه التي أحرقها الحاقدون، لكنه استطاع إنقاذ جزء منها».

يشار إلى أن الشاعر "صلاح الدين العسكر" من مواليد قرية "ردة كبيرة" التابعة لمنطقة "مسكنة" عام 1968.