الأدبُ -بالنسبةِ له- عالمُه الذي يبحرُ فيه بكلِّ شغف، فكتب في كلّ مجالاتِ الإبداع: مجموعات قصصية للأطفال، تراثية، دينية، وعلمية، بهدفِ تأسيسِ منهاجٍ شاملٍ لكلّ الفئاتِ العمرية، وبناءِ شخصيةِ الطفل بناءً سليماً، فحصدَ جوائزَ عدّة.

مدوّنةُ وطن"eSyria" وبتاريخ 14 أيلول 2019 تواصلت مع الأديب "أحمد عادل إدلبي" ليحدّثنا عن تجربته فقال: «بعمر الـ 12 شعرت بأنّ شيئاً في داخلي عليه أن يخرج، فكتبت قصةً قصيرةً بعنوان "أرجع إلى ماضيك"، وقد نالت إعجاب النقاد في اتحاد الكتاب العرب، وكان لأمي الدورُ الأكبر في تشجيعي وخصوصاً أنّها كانت من القرّاء النهمين، وتمتلك طموحاً بأن تصبح كاتبةً ولديها العديدٌ من الكتابات المدوّنة في دفاترها، فقد كانت تحثني دائماً على الكتابة من خلال تنمية بذور الأفكار التي تراودني، وكنت أدهش دوماً بثقافتها الواسعة واطلاعها على كل جوانب العلم، وقدمت لي الدعمَ المادي والنفسي لنشر مجموعتي القصصية "أحلام وآلام" في عام 2006، كما أنّ للبيئة المحيطة الدور والتأثير في تطوير ملكة الأديب، ولكن برأيي للقراءة دور بارز في تعزيزها وتطويرها، ومنها يستمد الكاتب ثروته اللغوية، فالكتاب صديقي الذي يرافقني بمسيرتي، فدائماً أحمله بحقيبتي لأقرأ كلما سنحت لي الفرصة، وأغلب الأحيان أخلق الفرصَ لقراءته، ولكن في الفترة الأخيرة وبسبب ويلات الحرب التي تعرضت لها مدينتي "حلب" أصبحت مقلّاً بالقراءة كونها تحتاج راحةً نفسيةً مطلقة».

يتميز الأديب "أحمد عادل إدلبي" بتنوّع نتاجاته الأدبية، وله أسلوبه المتميّز، فمن حيث كتابته للقصص والومضات فقد استخدم لغةً تتسم بالسلاسة والبساطة، إضافة إلى أنّ معظم أحداث قصصه تلامس الواقع، وتدور في فلك الأسرة والمجتمع، أما فيما يخص أشعاره فكتاباته الشعرية أقرب إلى النثر

وعن تعريفه للأدب قال: «الأدب هو المرشد لطريق الصواب، ومنهل علم لمن يريد إثراءَ حياته بالخبرة والتجربة دون عناء، وطريق يستمد منه هداه في حال كان هذا الأدب هادف يحتوي فوائد جمّة لما يحتويه من إرشاد وتوجيه وتنمية للقيم الإنسانية في داخل كل فرد، أما إن كان يدخل في مضمون الأدب الهزلي أو الإباحي فإنّ ذلك له انعكاس سيء على القارئ، فإن لم يحتوي الأدب على غرس القيم والمعاني السامية فلا حاجة لنا به ولا لأدبه، لذا يجب على الأديب أن يحترم قلمه ومتلقيه، وألا يخوض في تلك التفاصيل بهدف الشهرة السريعة ونيل الجوائز، والأديب هو نبراس هدى للقراء، ومهمته إيصال رسالته الأدبية السامية بكل إخلاص».

مجموعة من إصداراته المتنوعة

وعن الأنواع الأدبية التي كتبها تابع: «لم أعتمد في كتاباتي نوعاً واحداً، وإنما تنوعت أعمالي الأدبية بين القصة القصيرة جداً والشعر والرواية والدراسة النقدية والقصة القصيرة والقصة الومضة والخاطرة، وأصدرت العديد من الكتب التي نشرت في "سورية" و"الوطن العربي"، لكن اهتمامي الأكبر كان موجّهاً للأطفال والناشئة، فقد كتبت لهم مجموعاتٍ قصصيةً وبحوثاً علميةً وتراثيةً ودينية، وكان هدفي تأسيسُ منهاجٍ شامل لكلّ الفئات العمرية، قمت بهذه التجربة بعد اكتشافي أنّ هنالك فقراً بالغاً في مكتبة الأطفال والناشئة على وجه الخصوص، فقدمت لهم أكثر من 50 كتاباً مساهمة مني في بناء شخصية الطفل البناء السليم، وقد حظيت هذه الكتب بالاهتمام البالغ من قبل النقاد والقراء، وبيع منها في المعارض الدولية، إضافة إلى أنّني مزجت من خلال كتاباتي بين الرواية والشعر حسب نوع الرواية التي أكتبها، كما أنّني أجد نفسي في كل نوع أدبي أكتبه، وقد واجهت بعض الانتقادات بسبب تنوع كتاباتي وخصوصاً أنّنا في زمن الاختصاص، لكن الفكرة تفرض نفسها علي، وتنقلني إلى النوع الأدبي الذي يتناسب معها، كما أنّني كتبت ديواناً شعرياً واحداً من الشعر المنثور ولدي ثلاثُ روايات، قمت بتحويل إحداها لمسلسل درامي بناء على طلب من الفنان "عمر حجو"، وكتبت فيلماً سينمائياً تاريخياً عن أحد الأئمة».

وعن الملتقيات الأدبية، قال: «للملتقيات الأدبية تأثير كبير في نهضة الحياة الثقافية، لكن ما يؤلم عدم وجود جمهور من غير الأدباء أثناء الأمسيات، إضافة إلى أنّ مواقع التواصل أخذت دوراً فعّالاً للتعريف بنتاج الأديب الثقافي، ولها أثر بالغ في مسيرة الأديب وخصوصاً في أيامنا هذه في عصر التكنولوجيا، فلا بدّ من مواكبة العصر، بالإضافة إلى أن الملتقيات والصفحات الإلكترونية هي أشبه بالحلم، أما حضور الأمسيات والملتقيات ورؤية الجمهور والتفاعل المباشر فلا نظير له».

من قصصه

الشاعرة والأديبة "إيمان بازر باشي" تحدثت عنه بالقول: «يتميز الأديب "أحمد عادل إدلبي" بتنوّع نتاجاته الأدبية، وله أسلوبه المتميّز، فمن حيث كتابته للقصص والومضات فقد استخدم لغةً تتسم بالسلاسة والبساطة، إضافة إلى أنّ معظم أحداث قصصه تلامس الواقع، وتدور في فلك الأسرة والمجتمع، أما فيما يخص أشعاره فكتاباته الشعرية أقرب إلى النثر».

والجدير بالذكر أنّ الأديب "أحمد عادل إدلبي" مواليد "حلب" عام 1982 صدر له 60 كتاباً، كان آخرها "وصايا الآباء للأبناء" موجهة للناشئة، ومن إصداراته مرآة الروح (قصص قصيرة جداً)، حكايات شيماء (قصص أطفال)، "رحلة إلى عالم الحيوانات"، و"رحلة إلى عالم الكون"، ولديه 30 كتاباً قيد الإنجاز في دور عربية ومحلية، إضافة إلى أنّه حصل على حوالي 150 شهادةَ تقدير وعلى دروع وأوسمة بمراكز أولى في مسابقات على مستوى الوطن العربي في القصة القصيرة جداً، والقصة القصيرة، والقصة الومضة، والخاطرة والشعر وأدب الأطفال.

من جوائزه