أكثر من عشرين سنة بين ثنايا الومضة الشعرية القصيرة، لم يكن يستعجل الشهرة وعاش التجربة كاملة ليجد نفسه بين كتّاب الومضة الذين ترجمت دواوينهم.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت مع الكاتب "عارف عبد الرحمن" بتاريخ 2 كانون الأول 2018، ليتحدث عن بداياته، فقال: «بدأت الكتابة في سنّ مبكر جداً، ككتابة الأغاني، والقليل من النثر من دون تشجيع من أحد، حيث عشت طفولتي وشبابي في مدينة "حلب". سافرت إلى "إيطاليا"، ودرست اللغة الإيطالية عدة سنوات، وعملت مساعد مهندس بتركيب الآلات الميكانيكية، والترجمة من العربية إلى الإيطالية، وبالعكس، وبدأت كتابة الشعر بالإيطالية، وهو ما أعطاني المزيد من الحرية في طرق هذا اللون الأدبي الجميل».

علينا بالحب كنهج وسلوك وترك فكرة الحروب والانتقام والكراهية، وأخصّ (مدونة وطن) بهذه القصيدة: ## أعتذر لكل نساء الأرض ## عن بعض همجية الرجال ## أعتذر لكل أطفال العالم ## عن سوء فهمنا لهم ## أعتذر لكل عمال النظافة ## على رمي الأوساخ ## خارج الحاوية أعتذر لكل الشجر الذي قطعناه أعتذر للحياة لأننا جرحناها بالسكين ## وقتلناها بالحرب

ويتابع عن دواوينه وكيفية اختيار العناوين وطقوس الكتابة: «لدي ستة دواوين شاهدت النور منذ عام 2017 إلى الآن، واختيار الدواوين كان من نشر فكرة حب الحياة والطبيعة والسلام الروحي مع الآخرين، وكل الدواوين هي فكرة انتصار الحياة ونبذ فكرة الحرب والكراهية والبغض، وبوصلتها الحب بوجه عام.

توت أحمر

أنا ابن مدينة ضخمة، وعشت دائماً في المدن، ولا أعرف أن أكتب إلا فيها؛ حيث الأحياء القديمة والمقاهي والموسيقا التي تلهمني للكتابة، ولا أعرف الكتابة في أجواء الصمت أو الهدوء، وأغلب القصائد كتبتها بالمقاهي سواء في "دمشق" أو "روما" أو "فينيا"، وغيرها».

وعن التطور الذي طرأ على بناء القصيدة العربية وربطها بالقضايا العصرية، أضاف: «أعدّ الشعر مهمة إنسانية بالدرجة الأولى ووجدانية، ومن الخطأ مزجها بالسياسة أو القضايا التي تتعلق بالحروب أو الاقتصاد أو المدح والذم.

من أعماله

فأنا من أنصار الشعر الحديث، أو ما يسمى الومضة الشعرية القصيرة والسهلة، حيث يمكن أن يقرأها الجميع، فأنا كاتب نثر غير موزون، ولست شاعراً بالمعنى الذي يظنّه الناس، فلي طريقتي في الكتابة، وقد تآلف المتلقي معها، وتآلفت معه».

ويكمل عن طريقة كتابته ومن شجعه بالقول: «قدمت لي القصيدة النثرية صوراً جميلة غير معقدة سواء بالكلمة أو الصورة، وأنا قدمت لها نمطاً حديثاً في "سورية" وربما في العالم العربي، هي القصيدة السهلة والعميقة والقصيرة؛ حيث يفهمها العامل قبل المثقّف، ومتأثر جداً بالعملاق "محمود درويش"، وهو من دفعني إلى الكتابة، وأحب هذا النمط من الشعر، فالقصيدة جزء كبير من صور حياتي اليومية ولا أستطيع الانفصال عنها، حيث تمثّل الكلمة مربط الفرس في السلوك والترجمة للفكر الإنساني».

عن دواوينه يقول: «لدي ستة دواوين هي عصارة فكري، والقارئ هو الحكم والمتذوق والمفكر، وأنا قبل الكتابة أفكر بالقارئ وأتصور نفسي أنا أقرأ، وما فائدة الكتابة إذا لم يكن هناك قارئ.

أنا لا أفهم في بحور الشعر، أكتب كما أشعر وأنثر كلمات من دون وزن، وليس لديّ مدرسة سوى "محمود درويش"، كما أحب قراءة الأدب الغربي والروسي، وأحب "غادة السمان"، و"أحلام مستغانمي"، و"خالد خليفة"، كما أحب "بابلو نيرودا"، و"أوكافو باث"».

ويختتم حواره: «علينا بالحب كنهج وسلوك وترك فكرة الحروب والانتقام والكراهية، وأخصّ (مدونة وطن) بهذه القصيدة:

أعتذر لكل نساء الأرض

عن بعض همجية الرجال

أعتذر لكل أطفال العالم

عن سوء فهمنا لهم

أعتذر لكل عمال النظافة

على رمي الأوساخ

خارج الحاوية

أعتذر لكل الشجر الذي قطعناه

أعتذر للحياة لأننا جرحناها بالسكين

وقتلناها بالحرب».

"أميرة الكردي" المديرة التنفيذية لـ"سوريانا" للإعلام، قالت عن معرفتها بالشاعر: «الشاعر الإنسان "عارف عبد الرحمن" مهرت اسمه بالإنسان؛ لأنه من خلال تعاملنا معه في طباعة إنتاجاته الأدبية، ومعرفتي به عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي تقرب البعيد، عرفته ذلك الإنسان الذي كتب عن الحب بأوسع مسمياته عن عشقه لبلده "سورية" وهو في المغترب، والتسامح والسلام، وكتب عن المرأة والطفل والخير، كما أنه أجاد في اختيار عناوين مجموعاته الشعرية الست بعناية وذكاء وإحساس، ومنها: "زهر اللوز وشال الحرير" وكما نعلم، فإن العناوين مفاتيح الكتب والقلوب والنظر».

يذكر، أن "عارف عبد الرحمن" من مواليد مدينة "حلب" عام 1963، مقيم في "السويد"، لديه ستة دواوين، ترجم له ديوان واحد، والثاني قيد الترجمة، وله عدة قصائد ترجمت إلى عدة لغات.