بدأ "سلام أحمد" تجربة شعرية وفنية جميلة عكست بوضوح تأثره بأمكنة وجوده في "عفرين" و"الرقة" مع كل الذكريات التي عاشها في هذين المكانين.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 15 آذار 2014 الفنان "سلام أحمد"، وكان اللقاء التالي:

تعد تجربة الشاعر "سلام أحمد" من التجارب الأدبية الفريدة من نوعها في الحركة الشعرية في منطقة "عفرين" وربما في محافظة "حلب" لكونها مطعّمة بتجربتين يملكهما؛ أولهما تجربته الفلسفية، حيث هو حاصل على إجازة الفلسفة وكذلك دبلوم في علم النفس، ولا يخفى تأثير ذلك في خطه الشعري، وثانيهما تجربته الفنية فهو كما معروف من الفنانين التشكيليين البارزين في الحركة التشكيلية السورية. بتأثير هذه العوامل والظروف ظهر "سلام أحمد" بخط شعري يمتاز بالرقة والغموض معاً، والحبيبة حاضرة في كل كلمة من قصائده وهي ملهمته في لوحاته وقصائده وهي المعذبة السرمدية له ضمن الديوانين اللذين أصدرهما حتى الآن

  • حدثنا عن بداياتك مع الأدب؟
  • انخطاف مراءاة المتخيل - ديوانه الشعري

    ** لقد بدأت تجربتي مع الشعر والرسم معاً وذلك منذ طفولتي المبكرة، فقد تأثرت نشأتي الأدبية بمناخين مختلفين هما: طبيعة الصحراء في ريف محافظة "الرقة"، والمناخ الجبلي في مسقط رأسي منطقة "عفرين"، تلك البدايات تخللتها ذكريات مؤلمة وحزينة، في فترة لاحقة انتقلت لدراسة الإعدادية في "حلب" حيث بدأت أميل إلى دراسة الأدب شعراً وروايةً وذلك قبل أن أنتقل إلى دراسة الفلسفة في "جامعة دمشق".

  • هل تحدثنا عن تجربتك مع الشعر الكردي؟
  • سرير العتمة - ديوانه الثاني

    ** في المرحلة الجامعية بدأت كتابة بعض النصوص الأدبية باللغة الكردية واستخدمها بعض المغنين كلماتٍ لأغانيهم وكذلك بعضاً من نصوص الشعر الحر، ولكن للأسف كانت ثقافتي الكردية بحاجة إلى الصقل، كما أنني كنت بحاجة إلى الثراء والغنى بقواعد هذه اللغة ومفرداتها الأدبية كي أكتب بها، وأنا أكن احتراماً شديداً لهذه اللغة، وهذا ما دفعني إلى عدم الكتابة بها لأنني اقتنعت بأنني لن أستطيع إضافة أي جديد إلى هذه اللغة الرائعة وأدبها.

  • أنت صاحب تجربتين -أدبية وفنية- ما علاقة إحداهما بالأخرى في داخلك؟
  • سلام أحمد.. الرسام بالكلمات

    ** إن مسألة الجمع بين الشعر والرسم بالغة الحساسية والدقة والجمع بينهما في شخص واحد أمر نادر وقليل، وأنا أعيش صراعاً بين هذين العالمين والتخلي عنهما أمر صعب للغاية لأن كلا التجربتين هما وسيلتي للحياة والاستمرار، فهل يستطيع العاشق مثلاً أن يتخلى عن حبيبته والبصير عن نظره؟ لا يمكن للمرء الفوز في هذه الحياة إلا حين يجد نفسه وأنا وجدت ذاتي في الشعر والرسم.

    إضافة إلى ذلك فإن الرسم في التجربة الفنية وامتلاك الفنان لأدواته هي النقطة الحاسمة في تطوير تجربة الفنان التشكيلي وتحديد انتمائه الفني، فأنا مثلاً أميل إلى التعبيرية كمدرسة فنية وأحاول العمل على اللوحة ذات الطابع التجريدي مع الحفاظ على تعبيرية واضحة، وفي الشعر تبدو طبيعتي الصوفية والبعد الفلسفي للنص كما أحرص على لغة بسيطة مفهومة إلى حد ما ولا أميل إلى التعقيد في النص، إذ أحاول قدر المستطاع أن أنسجم مع ذاتي، أن أكوّن ذاتي الحقيقية، إنّ الفن هو أداتي في الحياة والاستمرار في الحفاظ على بنية عقلية سليمة.

  • بين الشعر الكلاسيكي والحديث، أين يجد "سلام أحمد" نفسه؟
  • ** أنا أجد نفسي في الشعر الحديث إذ لا أرى في الشعر الكلاسيكي سوى بعض الشعراء الذين أبدعوا نصوصاً خالدة، أعتقد أن القصيدة العمودية ذات أفق ضيقة لكون الشاعر مقيداً بالقافية والموازين الشعرية والعروض وذلك على حساب الفكرة وجمالية الكلمة، بينما يعطي الشعر الحديث للشاعر حرية تشكيل فضائه الشعري دون التفكير في شكل النص لأن الأولوية هي للفكرة واللاوعي والحرية في كتابة النص دون رقيب كما في التشكيل.

    حول التجربة الشعرية لـ"سلام أحمد" يقول الشاعر "شفيار يوسف" من "عفرين": «تعد تجربة الشاعر "سلام أحمد" من التجارب الأدبية الفريدة من نوعها في الحركة الشعرية في منطقة "عفرين" وربما في محافظة "حلب" لكونها مطعّمة بتجربتين يملكهما؛ أولهما تجربته الفلسفية، حيث هو حاصل على إجازة الفلسفة وكذلك دبلوم في علم النفس، ولا يخفى تأثير ذلك في خطه الشعري، وثانيهما تجربته الفنية فهو كما معروف من الفنانين التشكيليين البارزين في الحركة التشكيلية السورية.

    بتأثير هذه العوامل والظروف ظهر "سلام أحمد" بخط شعري يمتاز بالرقة والغموض معاً، والحبيبة حاضرة في كل كلمة من قصائده وهي ملهمته في لوحاته وقصائده وهي المعذبة السرمدية له ضمن الديوانين اللذين أصدرهما حتى الآن».

    يُذكر أنّ الشاعر "سلام أحمد" هو من مواليد "عفرين" في العام 1970، فنياً هو عضو اتحاد الفنانين التشكيليين في "سورية"، وأدبياً صدرت له المجموعات الشعرية التالية: "سرير العتمة"، و"مراءاة المتخيل".

    وهو حاصل على إجازة في الفلسفة، ودبلوم في علم النفس، ويعمل أستاذاً للفلسفة في ثانويات "حلب".

    وهو رئيس قسم الترميم في "متحف حلب الإسلامي" و"الفن الحديث".