"تموز شمالي" شاعر وروائي وباحث في قواعد اللغة الكردية له العديد من النتاجات الأدبية وخاصة الشعرية، حيث شارك في عدد من المسابقات والمهرجانات الشعرية الكردية.

مدونة وطن "eSyria"، وبتاريخ 8 شباط 2014، التقت الأستاذ "تموز" في منزله بقرية "كفر صفرة" - ناحية "جنديرس"، وأجرت معه اللقاء التالي:

الشاعر "تموز شمالي" هو أحد القامات الأدبية المعروفة من خلال مساهماته المختلفة في مجالات الشعر والبحث اللغوي والرواية الكردية. شعرياً، فإن المتتبع لخطه الشعري يكتشف أن تجربته تطورت بشكل كبير خلال أقل من عشر سنوات وخاصة في مجال الارتقاء باللغة الشعرية وموسيقاها، وتكثيف الصور واستخدام هذه الكلمات والصور في معالجة السلبيات المعششة في حياتنا بمختلف جوانبها عبر أسلوب نقدي رصين، وبذلك استطاع أن يخط له خطاً مستقلاً ومتميزاً في تاريخ الأدب الكردي

  • حدثنا عن بداياتك الأدبية والظروف التي رافقت تلك البداية؟
  • كتابه "أساسيات القواعد" - 2013

    ** خلال دراستي في المرحلة الإعدادية تعلقت بالشعر وأحببته كثيراً، وقد تطور هذا التعلق ليأخذ أبعاداً أكثر نضجاً خلال المرحلة الثانوية؛ حيث بدأت فيها كتابة الخواطر الأدبية والقصائد الشعرية المتواضعة، في العام 1992 وخلال وجودي في جامعة "حلب" ازدادت معارفي أكثر وكثرت قراءاتي الأدبية، وفي تلك المرحلة اخترت الكتابة باللغة الكردية، وبما أنني كنت أجهل القراءة والكتابة بها رحت أتعلمها ذاتياً وبشكل شخصي، وبعد تعلمها بشكل متقن بدأت قراءة النتاجات الأدبية القديمة لكل من: "ملا جزيري"، و"أحمد خاني"، وغيرهم من الشعراء المعاصرين، وقمت بالمشاركة في عدد من المسابقات الشعرية حينها مثل مسابقة "جيكر خوين" الشعرية الكردية وكنت الأول فيها على مدى عامين، كما شاركت في مهرجان الشعر الكردي في عدد من دوراته. أما في البيت فقد تأثرت في بداياتي بشقيقي الشاعر "عمر حسن" الذي أصدر ديوانين شعريين باللغة العربية قبل أن يتوفى عام 2013، هذا في مجال الشعر أما في مجال القصة فقد كتبتها في فترة بداياتي الأدبية ونشرتها في الدوريات الكردية، لكنني توقفت عن كتابتها لأنني وجدت أن الشعر أقرب إلى نفسي ومشاعري وأستطيع التعبير من خلاله بشكل أقوى وأكبر.

  • لديك تجربة روائية وحيدة، بماذا تحدثنا عنها؟
  • كتابه المدرسي "تعليم القراءة والكتابة الكردية" - 2012

    ** قمت بتجربة الكتابة الروائية، فطبعت في العام 2004 روايتي الوحيدة التي حملت اسم "رسالة غزالة"، وهي مؤلفة من 320 صفحة.

    تتحدث الرواية عن البيئة الريفية الكردية قبل أن تنتقل بأحداثها إلى "جامعة حلب" لأركّز خلالها على العلاقات بين أبناء الريف والمدينة، وما يرافق هذه العلاقات من تباينات فكرية وثقافية بأسلوب روائي شيق.

    الشاعر والأديب تموز شمالي

  • لك نتاجات شعرية عدة، فماذا تضيف عنها؟
  • ** في العام 2004 بدأت مسيرتي الأدبية تأخذ منحى جديداً؛ حيث قمت بكتابة الشعر الكردي بشكل أكثر رصانة وقوة ودخلت عبرها عالم الشعر الكردي.

    ديواني الأول حمل عنوان "أمل الفراشات" - 2004، ويضم 33 قصيدة موزعة على 120 صفحة، يمكننا تسميتها بالقصائد المتواضعة، والثاني حمل عنوان "غبار القرى المنسية" - 2005، ومنذ هذا الديوان ظهر خطي الواضح في الحركة الشعرية الكردية حيث تناولت فيها عدداً من المواضيع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية بأسلوب نقدي مركزاً على الجوانب السلبية فيها ومعالجتها شعرياً، الديوان الثالث اسمه "سيمفونية الكلمات الرقيقة"* - 2008، ومنذ هذا التاريخ شعرت بأنني بدأت كتابة الشعر بشكل رصين حيث وصلت تجربتي إلى أوجها وقمتها، حالياً لي ديوان بانتظار الطباعة، عنوانه "أنت".

  • سمعنا بأن تحولت مؤخراً إلى كتابة الدراسات حول اللغة الكردية، فهل تحدثنا عن ذلك؟
  • ** البحث والكتابة في قواعد اللغة الكردية موضوع استهواني منذ بداية تعلمي القراءة والكتابة بهذه اللغة وقررت الخوض فيه، بحثت عن المصادر فكانت قليلة، لكن إصراري في البحث لم يتوقف فبدأت رحلتي في هذا المجال.

    في العام 2007 طبعت كتاباً أولياً تحت اسم "دروس تعليم اللغة الكردية"، وفي العام 2008 ألحقته بكتاب ثانٍ حمل عنوان "قواعد اللغة الكردية"، وفي العام 2012 قمت بطباعة كتاب مدرسي بعنوان "تعليم القراءة والكتابة الكردية"؛ وذلك بناء على طلب من مؤسسة اللغة الكردية SZK.

    أما خلاصة أبحاثي ودراساتي التي استمرت أكثر من 15 عاماً، فقد وضعتها أواخر العام 2013 في كتابي "أساسيات قواعد اللغة – اللهجة الكرمانجية"، ويتألف من 530 صفحة، وهو كتاب شامل وكامل لقواعد اللغة الكردية؛ حيث قمت بدراسات عميقة لمجمل المراجع ذات الصلة ووضعتها في هذا الكتاب، مع إضافة العديد من النقاط التي لم يتطرق إليها أحد الباحثين قبلي.

    الكتاب مؤلف من قسمين: الأول أتحدث فيه عن تاريخ اللغة الكردية ولهجاتها والأبجديات الكردية، أما القسم الثاني فيضم قواعد اللغة الكردية – اللهجة الكرمانجية.

  • حدثنا عن واقع الشعر الكردي في منطقة "عفرين"؟
  • ** ينقسم الشعر الكردي إلى قسمين أساسيين هما: "الشعر الكلاسيكي"، و"الشعر الحديث"، ولكل منهما خط كتابه ورواده وقرائه، علماً أنني أنتمي إلى الخط الشعري الثاني، الشعر الكردي في "عفرين" حالياً أموره بخير رغم قلة الذين يكتبونه والذين يقرؤونه، وقلة الدواوين المطبوعة ويتطلب الأمر المزيد من الاهتمام من المؤسسات الثقافية والمراكز الثقافية والجهات الرسمية؛ ليأخذ الأدب الكردي دوره الفاعل في تنشيط الحراك الثقافي السوري عموماً، فالمعروف أن "سورية" هي لوحة فسيفسائية ثقافية وحضارية جميلة وانتعاش أي جزء في هذه الحالة هو إغناء وتنشيط للوحة بكاملها، وقد جاء قرار تدريس اللغة الكردية في الجامعات كخطوة متقدمة في هذا الإطار الذي سيساهم برأيي في تفعيل أكبر للحركة الثقافية والحضارية السورية.

    وعن كتاباته وإسهاماته الأدبية سألنا الأستاذ "شفيار يوسف" وهو شاعر كردي من "عفرين"، فقال: «الشاعر "تموز شمالي" هو أحد القامات الأدبية المعروفة من خلال مساهماته المختلفة في مجالات الشعر والبحث اللغوي والرواية الكردية.

    شعرياً، فإن المتتبع لخطه الشعري يكتشف أن تجربته تطورت بشكل كبير خلال أقل من عشر سنوات وخاصة في مجال الارتقاء باللغة الشعرية وموسيقاها، وتكثيف الصور واستخدام هذه الكلمات والصور في معالجة السلبيات المعششة في حياتنا بمختلف جوانبها عبر أسلوب نقدي رصين، وبذلك استطاع أن يخط له خطاً مستقلاً ومتميزاً في تاريخ الأدب الكردي».

    يُذكر أن الأستاذ "خليل حسن" لقبه الأدبي "تموز شمالي" من مواليد العام 1973 في قرية "كفر صفرة" – منطقة "عفرين"، وهو خريج "جامعة حلب" -كلية الآداب – قسم التاريخ في العام 2005.

    يذكر أن أسماء وعناوين النتاجات الأدبية للشاعر مترجمة عن اللغة الكردية.