بالتعاون بين دائرة الثقافة والإعلام في إمارة الشارقة ومديرية الثقافة بحلب أقيم على مدرج المديرية مساء يوم 13-2-2011 ملتقى الشارقة الثاني للشعراء الشباب في "حلب" تم خلاله تكريم عشرة شعراء شباب من "حلب" في سعي إلى تعزيز العلاقات الثقافية بين سورية والإمارات وتشجيع المبدعين الشباب وتقدير إبداعاتهم.

موقع eAleppo التقى الأستاذ "عبد الفتاح صبري" مدير تحرير مجلة الرافد في الشارقة الذي تحدث قائلاً عن الملتقى: «بدأ ملتقى الشارقة في دورته الأولى في العام 2010 وذلك برعاية كريمة وتوجيه من حضرة صاحب السمو حاكم إمارة الشارقة وذلك بهدف تحفيز الشباب ومساعدتهم في إتمام مشاريعهم ومساندتهم في تجاربهم الإبداعية.

هناك أولاً معيار السن ويتضمن بأن لا يزيد عمر الشاعر عن 35 عاماً وثانياً أن يكون قد تخطى المرحلة الأولى الحذرة والمترددة في تجربته الشعرية بمعنى أن معالم تجربته بدأت تتضح وأصبح له صوت مميز في مجال الشعر

إن هذا المشروع رائد من ناحيتين الأولى هو أنه يبحث عن الشاب في أي مكان من الوطن العربي في خطوة رائدة ومهمة لتكريمه لأنّ الشباب وهم في مقتبل تجربتهم الإبداعية يحتاجون إلى هذا الدعم المهم المادي والمعنوي، ومن جهة ثانية يشكل المشروع نوعاً من التواصل بين الأدباء والمثقفين على الساحة الثقافية في عموم الوطن العربي وبالتالي يقرّبهم من بعضهم ويجعلهم معروفين عربياً».

الأستاذ عبد الله محمد العويس

وأضاف: «الملتقى الحالي بدورته الثانية بدأ في بيروت ومن ثم انتقل إلى عمان ودمشق والآن في حلب والغرض الرئيسي والأساسي منه هو كما قلت هو دعم وتحفيز الشباب منهم وذلك على خلاف الشاعر الذي كبر وكبرت تجربته وأصبح معروفاً في الساحة الثقافية العربية».

وحول المعايير المعتمدة في اختيار الشعراء الشباب لتكريمهم قال: «هناك أولاً معيار السن ويتضمن بأن لا يزيد عمر الشاعر عن 35 عاماً وثانياً أن يكون قد تخطى المرحلة الأولى الحذرة والمترددة في تجربته الشعرية بمعنى أن معالم تجربته بدأت تتضح وأصبح له صوت مميز في مجال الشعر».

رانيا كرباج -شاعرة مكرمة

الأستاذ "عبدالله محمد العويس" رئيس دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة قال: «في البداية أود أن أعبر عن سعادتي بالتواجد بين أشقائي في سورية لتعضيد التعاون بين دولة الإمارات العربية المتحدة وسورية، فنحن هنا اليوم في محفل ثقافي أدبي شعري يرعاه صاحب السمو الشيخ الدكتور "سلطان بن محمد القاسمي" عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم إمارة الشارقة الذي يبادر بدعم الشباب العربي المثقف في كافة الدول العربية رغبة منه بدعم هؤلاء الشعراء وتشجيعهم للمساهمة في الساحة الشعرية العربية وتحفيزهم وإعطائهم الثقة للولوج إلى ساحات الشعر العربي بكل ثقة وحماس».

وأضاف "العويس": «نحن اليوم في مدينة "حلب" في ختام رحلتنا الثقافية التي بدأت بجولة في بلاد الشام شملت كل من مدن بيروت وعمان ودمشق وهي اليوم تنتهي في مدينة "حلب" حيث نتمنى أن نشهد فيها أمسية ثقافية شعرية شبابية تعبر عن المستوى الثقافي الراقي الذي تمتاز به سورية وتمتاز به مدينة "حلب"».

سالبي بغدة -شاعرة مكرمة

وحول الملتقى وأهميته حيث يتضمن برنامجه تكريماً لعدد من شعراء "حلب" الشباب تحدث إلينا الأستاذ "غالب البرهودي" مدير الثقافة بحلب بالقول: «إنّ مديرية الثقافة في "حلب" تستضيف اليوم الملتقى الثاني للشعراء الشباب بالتعاون مع دائرة الثقافة والإعلام في إمارة الشارقة حيث سيتم فيه تكريم عشرة شباب من "حلب" هم: "حسن الراعي" –"حسن إبراهيم الحسن" –"خالد شرش" –"فريدة قاسم" –"رانيا كرباج" –"سهير الرجب" –"سالبي بغدة" –"شذى برو" –"صلاح إبراهيم الحسن" –"محمود الدالي".

طبعاً هذه مبادرة طيبة نعتز بها لأنّ هذا التكريم يتضمن مسألتين مهمتين هي أولاً أنه تكريم للأدب والثقافة والتراث وثانياً هو تكريم للشباب وهم الشريحة الأهم في المجتمع فدعم الشباب وتحفيزهم على العطاء هي مسألة مهمة جداً، ولذلك نشكر جميع القائمين على هذا الملتقى وخاصة سمو الشيخ حاكم إمارة الشارقة».

وختم: «الأدب والثقافة والفن هي مرآة للشعوب وتقدمها وحضارتها وبالتالي هي تشكل عاملاً أساسياً وهاماً في تعزيز أواصر العلاقات بين أبناء الأمة العربية الواحدة وخاصة بين شعبي البلدين سورية والإمارات، ولذلك نتمنى أن تكون هناك فعاليات مشتركة باستمرار سواء بين سورية والإمارات أو بين "حلب" وأي إمارة في دولة الإمارات العربية المتحدة».

خلال الملتقى قدم الشعراء الشباب المكرمون باقة من أعمالهم الشعرية الدافئة في مساء حلبي ماطر أعقبه حفل تكريم هؤلاء الشباب وذلك قبل السيدين رئيس دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة ومدير الثقافة بحلب.

وبعد اختتام الملتقى أجرينا مجموعة لقاءات مع الشعراء المكرمين ومن الحضور سألناهم خلالها عن أهمية التكريم ورأيهم بالملتقى عموماً، الشاعر "محمود الدالي" قال: «إنّ دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة معروف عنها اهتمامها ورعايتها للمثقفين العرب عموماً، وبالنسبة لي فأنا أعتبر هذا التكريم نقطة مهمة جداً في مسيرتي الشعرية وسيكون فاصلاً في حياتي الشعرية لأهميته وإنّ شاء الله سأكون خلال المرحلة القادمة عند حسن ظن من كرّموني وسأقدم الشيء الأفضل والأجمل».

الشاعرة "رانيا كرباج" قالت: «أنا سعيدة بهذا التكريم وهو يمنحني المزيد من الثقة والتشجيع للاستمرار في مسيرة العطاء والتطور، الأمسية كانت جميلة والحضور كان جيداً وإن شاء سنكون نحن الشعراء الشباب بحلب على قدر المسؤولية والتقدير التي حُملنا إياها وذلك عبر الاستمرار في المزيد من الإبداع والعطاء الشعريين».

الشاعر "صلاح إبراهيم الحسن" قال: «عندما يُكرم المبدع فإنه يشعر بسعادة كبيرة لأنّه يجد أنّ هناك من يهتم بإبداعه وهذا يشكل دفعاً قوياً للمبدع للأمام كما ويعبر عن دوره في المجتمع وبالتالي فالتكريم يدفع الإبداع على صعيد المؤسسة أو الأفراد نحو الأمام».

الشاعرة "سالبي بغدة": «أنا سعيدة جداً لأنه أصبح هناك تكريم للشعراء الشباب وبحكم أننا شعراء في أول الطريق والكثير منا ليس لديه دواوين مطبوعة يشرفنا أن يكون هناك تشجيع للشباب المبدعين كي نشعر بدفق أكثر و دفع قوي للتطور والاستمرار.

وكشاعرة شابة يعطيني هذا التكريم إحساساً وثقة كبيرين باعتبار أنّ هناك تقييم لما أقدمه واكتبه فالشاعر بشكل عام ليس لديه ربح أو فائدة مادية من وراء كتاباته ولذلك يجب أن يكون هناك تقييم ودعم معنوي له على الأقل ويكون ذلك في جزء كبير منه عبر التكريم».

ومن الحضور التقينا بالشاعرة "بهيجة مصري" التي قالت: «أنا سعيدة جداً بهذه الاحتفالات التي تقام بشكل دائم ومن منطقة لأخرى تكريماً للشعراء الشباب الذين يقدمون اليوم ما لم يكن يُقدم قبلاً وبهذه الطريقة والسبب في رأيي هو وسائل الإعلام الذي تعمل على الارتقاء بالكلمة وتجمع بين هؤلاء الشعراء، مرة أخرى أقول نحن سعداء بهذه الكتابات الشبابية وخاصة أنني اطلعت على نسبة كبيرة منها وفوجئت بأنّ ما يُقدم من الشعر الشبابي اليوم يختلف تماماً عما كنا نقرأه في المراحل السابقة».

يُذكر أنّ الملتقى حضره كل من الأستاذ "غالب البرهودي" مدير الثقافة بحلب والأستاذ "عبد الله محمد العويس" رئيس دائرة الثقافة والإعلام في إمارة الشارقة والأستاذ "محمد القصير" رئيس قسم الشؤون الثقافية في دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة والأستاذ "عبد الفتاح صبري" مدير تحرير مجلة الرافد الشارقية وعدد كبير من أدباء "حلب" ومن المهتمين بالشأن الثقافي وحشد من المواطنين ومن ذوي الشعراء المكرّمين.