قدم الشاعران "احمد عبد اللطيف"، و"أحمد لياس الحمدو"، كوكبة من قصائدهما الشعرية في أمسية أدبية تمازج فيها اللون الوجداني ذو التعابير الشفيفة والكلمات الرقيقة، مع الشعر القومي والاجتماعي الذي حمل دعوات صريحة لمواكبة العلم والمعرفة في العالم. وذلك على منبر المركز الثقافي العربي في "منبج" مساء الثلاثاء 18/1/2011.

وعلى هامش الأمسية التقينا في eAleppo بالشاعر "أحمد عبد اللطيف" الذي تحدث عن مشاركته قائلاً: «الشعر الذي قدمته في هذه الأمسية يتسم بالطابع الوجداني. حاولت من خلال هذه القصائد أن أعبر عن ذاتي، وعن بعض ما يجول في نفوس كثير من البشر. وهذهه القصائد وجدانية تحاكي الروح بأسمى معانيها. تتكلم عن الأرض باعتبارها أم، وتتكلم عن الصحراء، وعن الغزل بالصورة الراقية كما يجب أن يكون. وأحاول في هذه القصائد أن أسمو بالإنسان إلى حيث يجب أن يرقى.

الشعر عبارة عن وسيلة إعلام كما الوسائل الأخرى، وهي أقدم وسيلة إعلامية عند العرب، وهذا ما يلقي على عاتق الشعر ظرورة ملامسة وأقع كجتمعاتهم وأوطانهم ومواكبة كل مايجري حولهم من أحداث..

وعن سؤالنا له إذا كان الوجداني هو اللون الذي يفضله كشاعر، أجاب: «الشعر الوجداني بشكل عام هو المعبر الأكثر دقة عن كل مايجول في النفس الإنسانية وفي الروح بشكل عام. الشعر الوجداني ليس أقرب إليّ كـ"أحمد عبد اللطيف"، بل أشعر أنه قريب إلى كل نفس بشرية تستسيغ الفن الحقيقي وتتذوقه. واحاول كثيرا أن أبتعد عن المباشرة قدر المستطاع، وبنفس الوقت أبتعد عن الضبابية.

الشاعر أحمد الحمدو

فالشعر الضبابي باعتقادي ليش شعر، والشعر المباشر أيضا أصبح مبتذلا، فلابد أن نجد تيارا وسطيا يعبر عن أحاسيس الناس وأحاسيس الشاعر بنفس الوقت. أنا لا يمكنني أن أعبر عن نفسي فقط، وإذا كنت شاعرا حقيقيا لا بد أن أعبر عن نفسي وعن الآخرين أيضا».

وبدوره الشاعر "أحمد لياس الحمد قال عن مشاركته: «قدمت اليوم خمسة قصائد. ثلاثة منها في الشعر العمودي واثنتان في شعر التفعيلة.

جانب من الحضور

القصيدة الأولى بعنوان "متى تثور الدماء" وهي دعوة إلى طرد كل محتل ومستعمر، ةكل أذنابهم الذيني يعيثون في الأرض فسادا. والقصيدة الثانية "متى نصحوا" تطرقت فيها إلى تخلف الوطن العربي عن ركب الحضارة. وهي دعوة لنا كبلاد عربية لمواكبة التطور الصناعي في العالم، وأن لا نكون متخلفين عنهم، بل يجب أن نجاريهم ونتفوق عليهم لكي نكون موجودين وأقوياء في هذا العالم الذي لا يعترف إلا بالأقوياء. أما قصيدة

وأيضا قدمت قصيدتين من شعر التفعيلة، الأولى بعنوان "كن أنت المطر" وهي تقول بأن الدنيا، والإمكانيات متاحة لكل البشر، ولكن هناك من يأخذ هذه الإمكانيات والموارد ويوظفها في خدمة مجتمعه، وهناك من لا يستفيد منها. والدعوى هنا إلى الاستفاد من كل ماهو متاح وتوظيف الموارد البشرية في تطويرها. أما قصيدتي الأخيرة فهي "رثاء الذات».

الشاعر أحمد عبد اللطيف

  • جميع القصائد التي قدمتها كانت في طور العلم، وضرورة مواكبة التطورات، ما المغزى من ذلك؟
  • ** «الشعر عبارة عن وسيلة إعلام كما الوسائل الأخرى، وهي أقدم وسيلة إعلامية عند العرب، وهذا ما يلقي على عاتق الشعر ظرورة ملامسة وأقع كجتمعاتهم وأوطانهم ومواكبة كل مايجري حولهم من أحداث..».

    ومن قصيدة "في البال" للشاعر "أحمد عبد اللطيف"، نختار:

    حمل المساء على وجه أحبتي

    أن المساء لظالم

    فالعين دامعة...

    والقلب خفاق..

    وجه هو الدنيا إذا ضحكت

    بجداول وبيادر.. والخير دفاق

    يارمشها ياخفق أجنحة المسا

    أنا متعب والشوق حاصرني

    وأحرق مهجتي...

    والشوق حراق

    تتوالد الأحزان من كل الجهات كأنما

    للحزن إطباق كما للصمت إطباق

    قد زارني طيف وغادرني

    فاغرورقت بالدمع أحداق

    طوقته بيدي طوق محبة

    والحزن حول القلب أطواق

    عيناك تفتح ألف نافذة..

    للصبح دافئة..

    اسطورة.. سحر وآفاقإني أحسك ساريا بدمي

    أوما لهذا السم ترياق

    كنا نظن بأننا نبقى كما الأشجار

    يازم الصبا

    حتى مضى ما قد مضى

    وتساقطت للعمر أوراق