أحيا كل من الأديب " الشاعر "المأمون قباني"، والأديب الشاعر "مصطفى أحمد النجار"، والأديب القاص "مأمون الجابري" أمسية أدبية "شعرية –قصصية" قدم من خلالها الأدباء المشاركون كوكبة من أعمالهم الأدبية التي تشكل جزء من تجاربهم الفنية، التي تعتبر من التجارب الهامة على الساحة الأدبية العربية. وذلك مشاء الاثنين 10/ 1/ 2011م في المركز الثقافي العربي في "العزيزية".

تعتبر الأسماء المشاركة من القامات الأدبية التي لها حضورها المتميز على الساحة الأدبية. ما أضفى على الأمسية حضورا متميزا من العديد من الأدباء والشعراء والنقاد الذي اغنوا الأمسيات بالنقاشات والتعقيبات التي تلتها.

هذه المشاركة مثلها كأي أمسية من الأمسيات التي نعتاد المشاركة فيها مع الزملاء الأدباء والذين لهم باع طويل في ميدان الأدب. وما قدمته في القصيدة الأولى هو الهاجس الأساسي للهم القومي العربي، ولذلك نشعر بهذا القهر من خلال تفتت الوطن شيئا فشيئا ولا نستطيع أن نفعل شيئا، والآخرون ذوو مصالح مشتركة، ولذلك لا سبيل لنا أن نتحدث إلا من خلال صمتنا القاتل. فأردت التعبير عن كل هذه الهموم من خلال هذه القصيدة. القصيدة الثانية هي نوع جديد من القصائد الغزلية وهي نوع من الحوار بين عاشقين، هي تعبر له عن حبها وتخوفها من عدم حبه، فأجابها بأنه أيضا واقع في حبها. فكانت القصيدة عبارة عن حوار بين عاشقين. أما القصيدة الثالثة فتشمل العديد من التساؤلات، هذه التساؤلات ضمن ما يسمى الشعر الوجداني الفلسفي الذي يحمل مضمون وفكرة، يتكئ فيها على الشعر في تقديم الصور والأفكار

الأديب القاص "مأمون الجابري" تحدث لـ eAleppo عن مشاركته قائلا: «القصة الأولى "على موعد" أسرد فيها حدث وفاة والدتي، خاطبت والدتي بعد الوفاة بأمور كثيرة مؤثرة والشوق الذي احملها لها. والقصة الثانية "شيء من حتى" تتحدث عن موضوع الروح والجسد. عن زواج الرجل من امرأة ثانية، طرحت الموضوع روحيا، وهو هل يمكن إشراك الروح بين شخصين؟. وسؤال الرجل للمرأة انه هل من الممكن أن يشاركني فيك رجل آخر؟، وإجابتها بأنه كما أنت ستشرك امرأة أخرى معي. وطبعا هذا لا يمكن المقارنة فيه. والطرح الذي أقدمه هو أن تكون الروح بين شخصين رجل وامرأة ليس أكثر.

الأديب مأمون الجابري

فالرجل رغم مطالبته بالزواج من أكثر من امرأة، ولكنه عندما يدرك أهمية الحياة الروحية وأنها هي السائدة يعزف عن هذه الفكرة، ولكنه في الأخير يقول: وفي نفشي شيء من حتى!، أي أن الرجل بالأخير لا بد أن يعود إلى مراجعه الأولى ويفكر بالزواج ثانية. لكنه فضل الارتباط الروحي على الزاج من ثانية. وهذه القصة هي الجديد الذي أردت تقديمه للجمهور في هذه الأمسية».

وبدوره الأديب الشاعر " المأمون قباني" قل عن مشاركته: «هذه المشاركة مثلها كأي أمسية من الأمسيات التي نعتاد المشاركة فيها مع الزملاء الأدباء والذين لهم باع طويل في ميدان الأدب. وما قدمته في القصيدة الأولى هو الهاجس الأساسي للهم القومي العربي، ولذلك نشعر بهذا القهر من خلال تفتت الوطن شيئا فشيئا ولا نستطيع أن نفعل شيئا، والآخرون ذوو مصالح مشتركة، ولذلك لا سبيل لنا أن نتحدث إلا من خلال صمتنا القاتل. فأردت التعبير عن كل هذه الهموم من خلال هذه القصيدة.

الأديبان الشاعران، المأمون قباني، ومصطفى النجار

القصيدة الثانية هي نوع جديد من القصائد الغزلية وهي نوع من الحوار بين عاشقين، هي تعبر له عن حبها وتخوفها من عدم حبه، فأجابها بأنه أيضا واقع في حبها. فكانت القصيدة عبارة عن حوار بين عاشقين. أما القصيدة الثالثة فتشمل العديد من التساؤلات، هذه التساؤلات ضمن ما يسمى الشعر الوجداني الفلسفي الذي يحمل مضمون وفكرة، يتكئ فيها على الشعر في تقديم الصور والأفكار».

ومن جهته "الأديب الشاعر "مصطفى النجار" قال عن الأمسية: «تتميز هذه الأمسية بلقاء الشعر مع القصية. القاص "مأمون الجابري" قدم قصتين من خلال طريقته المميزة في التصوير والتعبير وفي تقديم أبطال القصة. حاول عبر قصصه اللعب بالضمائر والأصوات وأكد على روحانية الإنسان في ظل هذا الزمان المادي. أما الأستاذ "المأمون قباني" فقد أسمعنا مجموعة من القصائد يصور فيها معاناته مما يدور حولنا في فلسطين والعراق.

جانب يمن الحضور

وبالنسبة لي فقد وصف أحد المداخلين قصائدي بأنه دارت بين أنا معلم، أنا شاعر، أنا مواطن. وذلك من خلال قصيدة شاعر يخاطب أبنته وهي تبكي وأمها تسرح شعرها، فكأنما هناك التزام بينه وبين هذه الحالة عبرت عنها بلغة شفيفة ومكثفة. وأيضا رصدت كيف تولد القصيدة على بقية شاعر وبقية ذاكرة، وأيضا قلت للشاعر المتشائم قف أما العاصفة.

قدمت اليوم عدد من القصائد التي تميل على التكثيف واللمح وإلى التجديد الذي أسميه تجديدا واعيا، حاولت أن أمد جسرا مابيني وبين المتلقي. حيث أن الحداثة المتطرفة في الشعر جعلت بين الشاعر المتلقي فجوة كبيرة. حاولت أن أقدم ما كتبته منذ فترة وأضفت إليه بعض القصائد الجديدة، كقصيدة أسميتها المحاورة».

ومن قصيدة "المحاورة" للشاعر "مصطفى أحمد النجار" نختار:

أحاور هذي وهذي وهذي

بلطف شفيفي.. شفيف

فهذي الطفولة لا فُضًّ ثغر شذاها

وتلك المحبة بعض عطاها

فكيف أعاند دفق سناها

وأكسر أنية من رفيف الرفيف؟!

أحاور هذي الأمومة.. خفق هواها

فخفق هواها.. سينعش أنفاس روحي

قبيل الرحيل وبعد الممات

فكيف أعاند أغلى الحياة؟!

أحاور هذي الأنوثة.. لما تحاور جراحي

وتبعث في كفاحي

فكيف أعاند – بالله – نبض الحياة؟!