بمشاركة حوالي ستين قاصاً من سورية والسعودية ولبنان ومصر والأردن وليبيا والعراق، انطلقت فعاليات الملتقى الثامن للقصة القصيرة جدا بعنوان: "دورة الوفاء من حلب الى الأندلس" على مدى أربعة أيام وذلك في مدرسة "الشيباني" في حلب القديمة.

تضمن افتتاح الملتقى عرضاً ضوئياً لحصيلة الملتقيات السابقة للقصة القصيرة جدا وتكريم الأستاذ "محمد كامل قطان" مدير المركز الثقافي في مدريد وكلمة الملتقى للقاص "الفقيه بن صالح" من المغرب وكلمة الوفد العربي للقاص "جمعة الفاخري" من ليبيا ورقصة عربية من التراث الحلبي لفرقة الفنون المصرية فيما قدم له الدكتور "صلاح الدين خلاصي" من "حلب".

إن المشاركات التي تقدم بها هؤلاء القاصون العرب كان معظمها على قدر كبير من الاهتمام والجدية والتجديد الذي أغنى حصيلة العطاء الأدبي في هذا الملتقى

احتضن الملتقى عددا من القصص القصيرة جدا التي عالج فيها المشاركون قضايا قومية ووطنية واجتماعية وانسانية وعاطفية بأسلوب جذاب وشفاف استوفى تارة عناصر القصة القصيرة جدا وتارة ابتعد بعض الشيئ عنها، وتخلل جلسات اللقاء إضاءات نقدية حول النتاجات المقدمة إضافة إلى ندوات نقدية سلطت الضوء على هذا النوع الأدبي الحديث من خلال الإيجابيات والسلبيات التي من شأنها إغنائه بالتفاصيل اللازمة لنجاحه واستمراريته.

القاص مأمون الجابري

القاص "مأمون الجابري" أحد الحضور والمشاركين يقول عن الملتقى: «ان هذا الملتقى هو لقاء عناصر المحبة من الأشقاء العرب الذين أقبلوا عليه منذ بداية تأسيسه يدفعهم شعور القرابة الروحية والشعور القومي فعبروا المسافات من بلادهم إلى بلدهم سورية وحلب ليعبروا عن انتمائهم الفكري والانساني والأدبي حيث كنا نتمنى أن يلقوا الاهتمام الأفضل لنجسد سوية روح الاخوة والمحبة».

ويضيف "الجابري": «إن المشاركات التي تقدم بها هؤلاء القاصون العرب كان معظمها على قدر كبير من الاهتمام والجدية والتجديد الذي أغنى حصيلة العطاء الأدبي في هذا الملتقى».

القاص محمد عادل بادنجكي

بينما الشاعر والقاص "محمود أسد" العضو المؤسس في الملتقى يقول: «الملتقى أسس لفعل جماعي بين الأشقاء العرب وأملنا كبير بالمتابعة والاستمرار فيه ومد يد العون من الهيئات الحكومية لأنه مرتع خصب ومبعث للحوار، المستويات فيه أخذت تتطور والندوات احدى منجزاته وتكريم القاص الراحل "أحمد دوغان" مبادرة طيبة في ظله».

وعن مشاركة جمعية "من أجل حلب" في الملتقى يقول القاص "محمود عادل بادنجكي" رئيس الجمعية: «شاركنا فيه كجمعية كي نحفظ لحلب تربعها كعاصمة للقصة القصيرة جدا ولكون الملتقى في عامه الثامن هو الأقدم بين ملتقيات القصة القصيرة جدا في العالم العربي، وهي تثبت من تواتره الدوري سنويا وتقاطر الادباء العرب شرقا وغربا أنها جديرة بهذه التسمية كعاصمة لهذا الجنس الأدبي».

الدكتورة غادة البشتي

الدكتورة "غادة البشتي" من ليبيا تحدثت عن مشاركتها بالقول: «أشارك لأول مرة في الملتقى في مدينة "حلب" قدمت فيه تجربتي من خلال مجموعة من القصص واطلعت على تجارب مختلفة في كتابة هذا الجنس الأدبي التي شعرت أنها ناضجة حيث تميز بالمشاركات النسائية التي طغت عليها الهموم الاجتماعية والنفسية أكثر من غيرها مما يعني طغيان هموم الفرد الذاتية أكثر من اللازم في حياتنا المعاصرة ونتمنى أن يلقى الدعم الأكبر في السنوات القادمة من حيث تأمين الاقامة للمشاركين وتذاكر السفر».

الدكتور "محمد جمال طحان" المنسق العام لملتقيات القصة القصيرة جداً في "حلب" منذ تأسيسها بحلب عام 2003 تحدث لموقع eAleppo عن ملتقى هذا العام بالقول: «لقد حدث تغيير كبير على مستوى النتاجات الإبداعية منذ الملتقى الأول حيث أصبح المشاركون يتصفون بالنضج في مفهومهم للقصة القصيرة جدا ورؤيتهم المتطورة لها. أما من حيث التنظير فبالتأكيد هناك تراكمات سبعة أعوام خلقت جهداً نوعياً فيه. ونتبنى القصة القصيرة جدا لأننا أردنا تأصيل هذا النوع من جنس القص ولكننا نعتقد أن القصة القصيرة جدا هي رديف وليس بديلا عن الأنواع الأدبية الأخرى».

ويضيف: «تحارب القصة القصيرة جدا الآن كما حورب الشعر الحديث في بداياته، والأمر يمكن تمثيله بالطفل الذي يغار من الذي يليه، ومع كل هذه الحرب الشعواء فإنها لم تنف الوجود الحقيقي لهذا الفن وبعض الذين كانوا يحاربونه تراجعوا وبدؤوا يكتبون على منواله، ولم تعد ملتقيات القصة القصيرة جدا محصورة في النطاق المحلي وإنما غدت ملتقيات عربية يحضرها المشاركون من مختلف الدول العربية الشقيقة ويسهمون فيها إسهاما فاعلا.

نقوم بجهد كبير ومن دون دعم من جهة رسمية، فلقد تخصصنا في هذا الجنس الأدبي ونترك الأجناس الأخرى لمحبيها حتى لا يقولوا أنتم تحتكرون الملتقيات. من الممكن أن نقيم ملتقىً للقصة القصيرة، وملتقىً لقصيدة الومضة، ومهرجاناً للشعر العربي، ولكننا نكتفي بملتقيات القصة القصيرة جداً تاركين الساحة لآخرين لإقامة ملتقيات حول الأجناس الأدبية المحتلفة، ولن نحاربها، بل سنقوم بدعمها بكل ما أوتينا من خبرة. ونحن مجموعة من المبدعين لا نمثل أي جهة عامة بل نمثل أنفسنا فقط، ونحاول جهد إمكاننا لتحويل هذه الملتقيات إلى ملتقيات عربية».

من الجدير بالذكر أنه نظم الملتقى مجلس مدينة "حلب" ومشروع مدينتنا وجمعية من أجل حلب إضافة الى لجنة الملتقى.