استضاف المركز الثقافي العربي في "جرابلس" كلا من الأدباء": د.نزار بني المرجة" ، "محمد خالد الخضر"، "دعجاء زينة" والقاص "خليل رحمو العجيلي"، وذلك في أمسية أدبية مساء الأحد (17/5/2009)م. موقع eSyria حضر الأمسية وكان له في ختامها حديث مع الأدباء المشاركين..

حيث كانت بداية الأمسية مع القاص "خليل رحمو العجيلي" الذي قدم قصتين من نمط القصة القصية جدا، وهما (الوتد، الدجاجة)، وختم بقصة قصيرة بعنوان (المثلث)، فكان الهم الاجتماعي هو الأبرز في هذه القصص الثلاث، وعن هذا قال لنا:

الهم الوطني هو أشد الهموم وطأة على الشاعر وبالأخص ونحن في زمن يكثر فيه المتآمرون والمتسلقون، وتزداد الفجيعة. المستعمر يفكر بنا دائما كفريسة بأشكال مختلفة، وهنا يأتي دورنا جميعا في التنبيه إلى ذلك..

«الأديب نخبوي في المجتمع، فهو يرى أكثر مما يرى الآخرون وهو الأقدر على التعبير عن الواقع المعاش، فالأديب يملك الإبداع الذي يعني التمرد على الواقع، فهو الذي يرى الواقع وينتقد الواقع ويريد صورة أفضل لهذا الواقع.

محمد خالد الخضر

والقصة عبر التاريخ هي سجل اجتماعي للعرب، فيقال أن الشعر هو ديوان العرب، بينما القصة هي السجل الاجتماعي للمجتمع تصور وتنقل كيف يعيش المجتمع، والنمط الذي أكتب فيه أنا تعتمد على نص كامل فيه شيفرة ، وخيط يشبه إلى حد ما "خيط معاوية"، يجب على القارئ أن يكشف هذه الشيفرة ويحلل لنفسه ويضع خاتمة للأحداث ويغيرها كما يريد..».

والمحطة الثانية قدمتها الشاعرة "دعجاء زينة" القادمة من "جبلة" من خلال ثلاث قصائد تنوعت موضوعاتها بين الوجداني، القومي، والاجتماعي، وعن معايشة الشاعر لتنوع الحالة الشعرية التي تحمله كل قصيدة قالت:

نزار بني المرجة

«قصائدي التي قدمتها اليوم كان أولها للبطل "منتظر الزيدي"، والثانية (لا تقل تبا لأحلامي) وهي وخطاب صريح للرجل وللوجدانيات التي تعيشها المرأة، أما قصيدتي الثالثة فتحدث فيها عن حصار "غزة"

معالجة الشاعر للحالة الشعرية تأتي من الحالة التي حملت الشاعر على كتابة هذه القصيدة، وهذه الحالة تفرض نفسها على الشاعر، ربما أكون حالة معينة أجد من خلالها نفسي أنغمس في الأحداث لأجد نفسي أنتقل من حالاتي الخاصة الوجدانية لكتابة قصيدة لم أكن أنوي كتابتها، وهذه هو تأثير الحالة الشعرية التي هي بالطبع ليست قرار ذاتي للشاعر..».

أما الشاعر "نزار بني المرجة" فتحدث لنا عن الحالة التي يعيشها الشاعر عند ولادة القصيدة، فقال:

«أنا أرى أن كتابة القصيدة هي كتابة عبر اللاوعي، فالوقت الذي تكتب به القصيدة لا يمكن للشاعر أن يتنبأ به، المرأة تحمل وتعرف أنها ستلد بعد (9) شهور، لكن الشاعر لا يستطيع التنبؤ بوقت ولادة القصيدة التي تكونت في عقله عبر اختزانه لصور وحالات معينة.

وأنا مثلا أحيانا تأتيني القصيدة وأنا أقود السيارة، وأحيانا أخرى وأنا أعالج أحد المرضى في عيادتي فأتنحى جانبا وأدون القصيدة بعجالة لكي لا تفقد القصيدة إيقاعها..».

وختام الأمسية كان مع الشاعر "محمد خالد الخضر" المعروف بنبرته الشعرية التي تحمل المواضيع القومية والوطنية التي يراها كل من يتابع "محمد خالد الخضر"، وعن ذلك يقول:

«الهم الوطني هو أشد الهموم وطأة على الشاعر وبالأخص ونحن في زمن يكثر فيه المتآمرون والمتسلقون، وتزداد الفجيعة. المستعمر يفكر بنا دائما كفريسة بأشكال مختلفة، وهنا يأتي دورنا جميعا في التنبيه إلى ذلك..».

وعن قصيدته (اعتراف) قال لنا:

«هذه القصيدة هي نبرة تحدي كان وسيبقى في داخلي، "زرقاء اليمامة" قالت لقومها الروم اقتربت من المضارب فأتت الروم وفقعت عينيها، وأنا أقول لقومي أن الروم تتسرب إلى المضارب بشكل المغني، والمثقف، والإعلان، ولأن الوطن أغلى يجب أن نتنبه لذلك..».

ومن قصيدة (لا تقل تبا لأحلامي) للشاعرة "دعجاء زينة) هذه المقاطع:

إن لم تشرق في ضميري / فمن أكون؟!.. / إن لم أكتب لعينيك / ما معنى / نسيم الصباح

في أروقة الثواني؟!.. / ما سر الحقيقة / في الشروق وفي الغروب؟!.. / ما يكون / لون المرايا / حين النفس / إلى وديانها / تتوب؟!

للورد في الصباح / رائحة عطرك / أي شذى يستفيق / من ماض سحرك / تمزقت بالحزن أنا / فالوطن / مثل قلبي / نازف / قد تشضيت بين آلامه وآلامي.. / فمن يعين / سوا رب الأكوان.