صدر للأديب "حسين علي البكار" مجموعته القصصية الثانية والتي تحمل عنوان "منبج للحب صفحة أخير"، وهي عبارة عن (19) قصة قصيرة، تنوعت موضوعاتها بين القومية والوطنية والاجتماعية...

وللحديث عن هذه المجموعة القصصية التقينا في eSyria بالأديب "حسين على البكار" بتاريخ (5/5/2009)م فتحدث "البكار" عن مجموعته قائلاً:

اخترت هذه القصة لا لأنها تؤرخ لمرحلة زمنية تمتد (4) قرون، بل لأنها صورة فنية مركبة لبطل القصة الذي تم اختياره بطريقة المتكلم ليعطي القارئ إيهاما بأن الكاتب ذاته هو البطل، وفي مثل هذه الحالة يلجأ الكاتب إلى هذا الأسلوب ليكون أكثر قربا من القارئ، أما بالنسبة للأماكن التي وردت في هذه القصة فكلها حقيقية، وهذه القصة لا تعتمد على الحكاية القصصية بل تأخذ أسسها من مجموعة مشاهد في أماكن يعرفها القارئ أبناء المدينة..

«تطرقت في هذه المجموعة القصصية إلى العديد من المواضيع منها الوطنية كـ (على ضفاف طبرية)، وقومية كـ (زفرة الغضب، جدي وأبجدية النار..)، ساخرة (بقلة جاسم)، ومواضيع اجتماعية مثل (فاطمة بنفسجة الفرات، لحن في عيون الليل، الجمرة...).

حسن علي البكار

حاولت في هذه المجموعة كسر المقومات الفنية الكلاسيكية للقصة القصيرة من خلال قصة (حلا بوح الياسمين) والتي بطلها الزمان الممتد من (70) ميلادي في "منبج" إلى العام (2006)م، بحيث أصبح الزمان والمكان هما محور القصة، وهي مقاربة تاريخية لمدينة "منبج" من خلال استخدام الأسماء التاريخية "هيرابوليس"، "تيدورا المنبجية"، "التاركاتيس".. حيث تم توظيف هذه الأسماء في النسيج الفني للعمل القصصي».

وعن قصة "منبج للحب صفحة أخيرة" والتي تحمل عنوان المجموعة، قال "البكار":

حسن النيفي

«اخترت هذه القصة لا لأنها تؤرخ لمرحلة زمنية تمتد (4) قرون، بل لأنها صورة فنية مركبة لبطل القصة الذي تم اختياره بطريقة المتكلم ليعطي القارئ إيهاما بأن الكاتب ذاته هو البطل، وفي مثل هذه الحالة يلجأ الكاتب إلى هذا الأسلوب ليكون أكثر قربا من القارئ، أما بالنسبة للأماكن التي وردت في هذه القصة فكلها حقيقية، وهذه القصة لا تعتمد على الحكاية القصصية بل تأخذ أسسها من مجموعة مشاهد في أماكن يعرفها القارئ أبناء المدينة..».

أما القراءة النقدية فقد أعدها خصيصا لـ eSyria الأديب الناقد "حسن النيفي"، فقال عن مجموعة "منبج للحب صفحة أخيرة" للأديب "حسن علي البكار":

«لعلنا لسنا بحاجة إلى التأكيد على أحقية الكاتب "حسين علي البكار" في الوقوف في موقع متميز بين كتاب القصة القصيرة في "سورية" وما يمنحه هذا التميز هو منجزه الأدبي، فقد قرءنا شطرا من هذا المنجز في مجموعته (انتصار)، واليوم نحن أما تجربته الصادرة مؤخر وهي (منبج للحب صفحة أخيرة)، والقارئ لمجمل قصص "البكار" بإمكانه التأكيد على أن المادة القصصية هي هي، حيث الواقع الاجتماعي المعاش بكل تناقضاته وتشعباته، هذا الواقع الذي استطاع الكاتب أن يسبر أغواره ويرصد أدق تفاصيله ، واعتماد "البكار" على معطيات الواقع المحسوس لم يجعله أسير نزعة واقعية تسجيلية باهته، بل استطاع أن يعيد إنتاج هذا الواقع جماليا، وهذا هو مكمن الإبداع».

ومن ناحية البناء الفني للقصة تابع "النيفي" قائلا:

«يمكن للقارئ أن يلاحظ بيسر وسهولة أن الكاتب "البكار" في مجموعته السابقة (انتصار) يعتمد أسلوب القص التقليدي الذي يكون فيه الحدث هو محور القصة ولا يمكن لأي عنصر فني آخر مهما بلغ شأنه أن يلغي الحدث، أما في مجموعته الجديدة (منبج للحب صفحة أخيرة) فنلاحظ تنويعا أسلوبيا في التعاطي مع القص متجاوزا أسلوب القص التقليدي ربما دعاه نقاد القصة "أسلوب التجريب"، أي لا يكون الحدث هو محور القصة بل يصبح اعتماد الكاتب على الاشتغال على اللغة والمجاز، فلسفة المكان وغيرها من العناصر المكونة للقصة وهذا ما نلحظه في قصص "نور، بل يصبح للحياة نغم آخر"، وما ينبغي توكيده في هذا السياق هو خصوبة المعجم اللغوي عند "حسين علي البكار"، ولا أبالغ إن قلت أن لغة "البكار" في قصصه تنطوي قيمة شعرية راقية، وجنوح الكاتب نحو شعرنة اللغة لم يسلب القصة خاصتها النوعية، ففي قصة (نور) سيشعر القارئ أنه يقرأ قصيدة..«نور، بقلمكِ أخطكِ الآن حروف وداع بعد أن شاخت غيوم أيلول وانتحب الحاء على الباء، ورحل العطر من ذاكرة الياسمين، وأعتب الآن على من؟ أعلى مالك الجسد، فمن يملك الجسد لا يستطيع اغتصاب رفرفة الروح، ولا هديل المشاعر...».

يذكر أن "حسين علي البكار" من مواليد "منبج" (1956)م، خريج معهد إعداد المعلمين بـ"حلب" عام(1978)م، صدر له عن وزارة الثقافة مجموعة قصصية بعنوان "انتصار"عام (1992)م، ومسرحية بعنوان "وقائع موت السيد حمد"، له عدة مسرحيات نالت جوائز على مستوى القطر.