أقام المركز الثقافي العربي في "منبج" أمسية شعرية تكريميّة للشاعر الكبير "مصطفى عكرمة"، قدم فيها كل من: الدكتور "عيسى العاكوب"، الدكتور "عبد الرحمن عطية"، الدكتور "محمد ياسر الحسين"، الناقد "حسن النيفي"، الشاعر "محمود كلزي"، الشاعر "عبد الجليل عليان"، شهادات نقدية في شعر "مصطفى عكرمة" متناولين العديد من أشعاره وتجاربه..، تلى الأمسية افتتاح معرض للخط العربي من منتخبات قصائد الشاعر المحتفى به بعنوان (حروف وقطوف) لمجموعة من الخطاطين، وذلك مساء الاثنين (16/3/2008)م على مدرج المركز الثقافي..

موقع eSyria حضر الأمسية التكريمية وفي نهايتها التقينا بالأستاذ الشاعر "مصطفى عكرمة الذي حدثنا عن معنى ودلالات التكريم قائلاً:

التكريم مسؤولية والتزام، وتقييد بأن أكون بهذا المستوى الذي وضعوني فيه الناس..

«أشعر أن التكريم وفاء من الناس لمبادئهم التي حاولت أن أعبر عنها، أنا لولا هؤلاء الناس ما كنت شيء، هبْ أنني كنت كل شيء ولم أجد من يستمع إليّ ولا يهتم لما أقول ماذا سأستفيد؟!، إن كان هناك شيء يميزني فهو أنني كنت صوت الناس؛ كنت مشاعر الناس؛ طموحات الناس، هذا باختصار ما حاولت أن أكونه وبفضل الله تحق شيء منه..، وهذا ثامن تكريم لي فقد كرمت في "الإسكندرية" مرتين، في "جدة"، "الشارقة"، وفي "دمشق"، وهذا التكريم غالي عليّ وذلك لهذه الحميمة التي شعرت بها اليوم..».

حسن النيفي

وعن المسؤولية التي يتركها التكريم على عاتقه أضاف:

«التكريم مسؤولية والتزام، وتقييد بأن أكون بهذا المستوى الذي وضعوني فيه الناس..».

الدكتور عيسى العاكوب

وبدوره الأستاذ الناقد "حسن النيفي" فقد تحدث لنا عن الرؤية النقدية التي قدمها قائلاً: «قدمت اليوم شهادة نقدية في التجربة الشعرية للأستاذ "مصطفى عكرمة" ولما كان من المتعذر علي أن أحيط بكافة جوانب تجربته نظرا للحيز الزمني المتاح لي ونظرا للمقام الذي أنا فيه، فقد حاولت أن أقف عند بعض السمات، وقفت أولا عند الظاهرة الإيمانية في شعره وبينت أن الإيمان كركن من أركان العقيدة يتحول في شعر "مصطفى عكرمة" إلى فلسفة روحانية نستشف من خلالها متعة الفوز بالمغفرة بعد الشعور بالذنب، وكذلك وقفت عند ظاهرة أخرى هي ظاهرة المديح النبوي وبيّنت أن الأستاذ "مصطفى عكرمة" يعد مجددا في شعر المديح النبوي وله مداخل شعرية تختلف عما سواه من الشعراء، ثم وقفت بعد ذلك عند ظاهرة فنية أخرى هي ظاهرة التكثيف في اللغة والشفافية في المعنى حيث أن الأستاذ "مصطفى عكرمة" ببراعة يستطيع أن يقول الكثير من خلا عمق اللغة وشمولية الرؤية ».

أما الدكتور "عيسى العاكوب" فقد تحدث لنا عن الجانب الذي تناوله في شعر "مصطفى عكرمة"، فقال:

الشاعر المكرم مصطفى عكرمة

«مشاركتي كانت حول تناول الشاعر "مصطفى عكرمة" لشخصية النبي "محمد" صلى الله عليه وسلم، حيث أنه نظر إلى الهداية النبوية من أربعة زوايا، الزاوية الأولى هي زاوية الهداية بمعنى الرشاد والتسديد وسلوك الطريق الصحيح، والثانية زاوية الحضارة حيث يرى أن النبوة هي حضارة بالمعنى الصحيح وليس بالمعنى الزائف، وتناولت زاوية العالم كيف كان قبل النبوة وبعدها، أما الزاوية الأخيرة الازورار عن النبوة أو الهداية، واستشهدت في ذلك بكثير من الأبيات الشعرية لهذا الشاعر الكبير».

وفي سؤال عن رأيه بماذا برع "مصطفى عكرمة" أجاب الدكتور "العاكوب" قائلاً:

«استطيع القول أنه شاعر كبير، أولا من جهة الأغراض الشعرية التي تناولها فلا تكاد تجد غرضا من الأغراض لم يقف عنده، ولقد قلت أن الفضاء الشعري عنده يمتد من الحياة الدنيا إلى الآخرة، يتناول النفس والحياة والكون والطبيعة والمجتمع والمصير فلم يترك زاوية من زوايا الوجود المشاهد والمعاين إلا وقف عندها وقال فيها شعرا، ويتميز بقدرته على النظم وكأنه يغرف من بحر..».