وجد نفسه بين يدي الموسيقا منذ الصغر، ورغم دراسته الأكاديمية في مجال الهندسة، تفرّغ للغناء بين المسابقات والمسارح داخل وخارج "سورية" ناقلاً التراث الغنائي الحلبي إلى مجتمعات أخرى.

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت الفنان "عبود آغوب" بتاريخ 19 آب 2020، وتحدث الأخير عن بداياته وقال: «شعرت بالانتماء إلى الموسيقا منذ الصغر، إلاَّ أنني أصبحت على تماس مباشر معها في السن الثانية عشرة من خلال الجوقات الكنسية بمدينة "حلب" وتشربت من التراثين السرياني والبيزنطي هناك، بالإضافة إلى تقوية الأذن الموسيقية لدي. شاركت أيضاً بأمسيات موسيقية وطنية وإنسانية برفقة جوقة "الصخرة" على مسارح عدة.

وجدت انتمائي للمدرسة الغنائية الملتزمة والمستقاة من التراث السوري والحلبي بشكل خاص. وعلى أساس هذه القناعة أحييت سلسلة حفلات مسرحية عن التراث الغنائي السوري في "لبنان" وسجلت جميع تلك الأغاني بأسلوبي الخاص، بالإضافة إلى أغنيتين خاصتين بعنوان "محلوة" وقبلها "فوق الوصف"

كان عام 2014 مفصلياً، إلى حدٍ ما، حيث شاركتُ في مسابقة "The Voice Aleppo" الغنائية ونلت لقب "أحلى صوت" فيها، هنا بدأت الاقتراب من موهبتي بجدية أكبر».

المدرب "غابرييل شابو"

وعن احترافه للموسيقا، يضيف: «رغم اندماجي مع الأوساط الموسيقية منذ الطفولة، إلاَّ أن الاحتراف كان خلال المرحلة الجامعية، حيث كانت آلة الغيتار ترافقني كل يوم إلى الجامعة، مضاعفاً مسؤولياتي كطالب جامعي وموسيقي في آن معاً، درست العزف على الآلة والصولفيج في معهد "كوميداس" الموسيقي وتخرّجت منه.

انتقلت إلى "لبنان" بعد التخرّج مباشرة، وامتهنت الغناء باحثاً عن مستقبلي الفني هناك وسعيت وراء التدريب الاحترافي عبر دروس خاصة في تدريب الصوت، إلى أن اشتركت في برنامج "The Voice" بنسخته العربية، وفيما بعد توسع نطاق حفلاتي بين "سورية"، "لبنان" و"ألمانيا"».

وعن تعلقه بالتراث، يقول "آغوب": «وجدت انتمائي للمدرسة الغنائية الملتزمة والمستقاة من التراث السوري والحلبي بشكل خاص. وعلى أساس هذه القناعة أحييت سلسلة حفلات مسرحية عن التراث الغنائي السوري في "لبنان" وسجلت جميع تلك الأغاني بأسلوبي الخاص، بالإضافة إلى أغنيتين خاصتين بعنوان "محلوة" وقبلها "فوق الوصف"».

الموسيقي "إدغار عون"، يقول عن "عبود": «تعرفت على "عبود" من خلال حصص تدريب الصوت الخصوصية في "لبنان"، يعدُّ من الفنانين القلائل الذين لديهم صوت عميق رائع وهو نادر جداً، لأنه يستطيع الذهاب إلى نطاقات عالية جداً بسهولة شديدة بصوت قوي أي صوت كامل، وما يميزه أيضاً أنه يستمر في التعلّم وتقبل الملاحظات ويجمع بين التقنية الخاصة بالتراث وإحساسه المرهف وصوته الرخيم ويطل على المسرح لساعات دون أن يزعج سمع الحضور وهذا ما اختبرته شخصياً».

الفنان الموسيقي "غابرييل شابو" بدوره يضيف، قائلاً: «اجتمعت بـ"عبود" في مسابقات "The Voice Aleppo" حين اختارني ليكون في فريقي لأدرّبه، يتلقى المعلومات والإرشادات بسرعة ولا يتوانى عن تعلّم أي شيء جديد، إذ دخل إلى المسابقة بأداء الأغاني الغربية، وفي فترة أقل من شهر بدأ يغني اللون الشرقي بكل إتقان وحرفية، اكتشفت نتيجة التمرين المستمر أن "عبود" رغم جمالية صوته هو إنسان مواظب في الفن وبالحياة اليومية إجمالاً وهذا ما يزيد صوته الجميل تمرساً وخبرة في التحكم بالصوت في طبقات الموسيقا كافة، وفي نهائيات المسابقة لاحظت أن هناك ترابطاً وثيقاً بين "عبود" والمسرح بمعناه المجازي والفيزيائي فهو يسعى نحو تطوير متكامل سواء كان بالغناء والموهبة أو بالإطلالة وامتلاك المسرح خلال أدائه مهما كانت الأغنية سهلة أم صعبة وهذا ما ظهر جلياً حين أدى أغنية شرقية بحتة للفنان الراحل "عبد الحليم حافظ" بعد تدريب أيام قليلة».

يذكر أنّ "عبود آغوب" من مواليد "حلب" عام 1991، تخرّج في جامعة "حلب" قسم الهندسة الغذائية عام 2015.