حُرِمَت "حلب" طيلة سنوات الحرب من التنقل بالقطار ضمن مناطقها والمحافظات الأخرى، ثمّ عادت الخطوط الحديدية للعمل بين المدينة وضواحيها، ليبقى مركز التحكم بحركة القطارات المتضرر أولوية بقائمة الإصلاحات اللازمة في المحطة، ما دفع طالبان من جامعة "حلب" لتقديم المشروع المرجو تنفيذه وبمواد محلية.

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت الطالبان "عبد العزيز ناولو" و"محمود عبد الستار رزق" بتاريخ 20 تموز 2020 فتحدث "ناولو" عن المشروع وقال: «نعمل على تنفيذ مشروع دراسة عملية تنفيذية لإعادة تأهيل مركز التحكم بحركة القطارات في الخطوط الحديدية السورية منذ ثمانية أشهر، والمشروع يهدف إلى إعادة إعمار تجهيزات الإشارات في الخطوط الحديدية السورية، إذ قمنا ببناء نظام يقوم بتطبيق أمان السير الخاص بحركة القطارات من خلال تصميم عملي لجهاز مأمور الحركة الموجود في برج التحكم.

يرتبط عمل الجهاز مع المقصات في السكك الحديدية، ويتألف من إشارات ضوئية تشير إلى دخول وخروج القطار، ومفاتيح كهربائية، وهي عبارة عن أجهزة تحويل كهربائية تقوم بتحريك إبر الخط الحديدي لتحديد مسار القطار. كما أنّ نظام التحكم بحركة الخطوط الحديدية المتجسد بالمشروع يربط التجهيزات ببعضها البعض من الإشارات الضوئية وغيرها، ووظيفة الجهاز الأساسية هي توفير أمان سير القطارات، بحيث يمنع تصادمها داخل أو خارج المحطة عن طريق التحكم بأنوار الإشارات الخاصة على الخطوط بتشغيلها أو إيقافها تبعاً للمسارات المرصودة، كذلك هو يقلل من حدوث أي طارئ نتيجة خطأ بشري من قبل مأمور الحركة، إذ يمنع الجهاز تنفيذه بشكل مباشر

يخاطب الجهاز المأمور في مشروعنا ثلاثة خطوط من أصل ثلاثة عشر خط دخول وخروج مسار القطارات التي تتألف منها محطة "حلب"، وتمكنا في هذا المشروع من اختبار النظام على المحركات الروسية في محطة "بغداد" بـ"حلب" وتمت التجربة بنجاح وتم تأمين تحريك القاطرة، كما أن التجارب الأولية على المحركات الألمانية الموجودة على المحور الجنوبي للمدينة نجحت أيضاً.

التجهيزات القديمة ذات الأحجام الكبيرة

يُعدُّ المشروع محلي بحت، إذ استخدمنا شرائح ومعالجات إلكترونية وألواح متوافرة بكثرة في أسواق مدينة "حلب" على عكس ما هو موجود في محطاتنا حالياً من قطع أجنبية قد يصعب تأمينها في الفترة الحالية. واجهتنا صعوبات عديدة في تطبيق المشروع على أرض الواقع، بسبب ضعف بعض المحركات في المحطة، إلى أن تم تذليلها بتأمين محرك من "حمص" وآخر من "حلب"».

أما الطالب "محمود رزق"، فأضاف: «يرتبط عمل الجهاز مع المقصات في السكك الحديدية، ويتألف من إشارات ضوئية تشير إلى دخول وخروج القطار، ومفاتيح كهربائية، وهي عبارة عن أجهزة تحويل كهربائية تقوم بتحريك إبر الخط الحديدي لتحديد مسار القطار.

التحكم كهربائياً بمسير القطار عوضاً عن اليدوي

كما أنّ نظام التحكم بحركة الخطوط الحديدية المتجسد بالمشروع يربط التجهيزات ببعضها البعض من الإشارات الضوئية وغيرها، ووظيفة الجهاز الأساسية هي توفير أمان سير القطارات، بحيث يمنع تصادمها داخل أو خارج المحطة عن طريق التحكم بأنوار الإشارات الخاصة على الخطوط بتشغيلها أو إيقافها تبعاً للمسارات المرصودة، كذلك هو يقلل من حدوث أي طارئ نتيجة خطأ بشري من قبل مأمور الحركة، إذ يمنع الجهاز تنفيذه بشكل مباشر».

رئيس دائرة الإشارات الفرعية في محطة "حلب" المهندس "علاء غزال"، وبعد اطلاعه على المشروع، يقول: «يتميز مشروع "محمود" و"عبد العزيز" بصغر الحجم، والمعالجات والتقنيات الحديثة التي تعمل وفق برمجة معينة هي أساسه، وإن نفذنا المشروع على واقع السكك الحديدية لمحطة "حلب" فإنه سيحل مشكلة أن التجهيزات المتوافرة في المحطة موجودة منذ أيام "الاتحاد السوفيتي" ولا توجد قطع تبديل لها، ولا سيّما أنّ التجهيزات ذات أحجام ضخمة وموزعة على ثلاث غرف. الميزة الأهم أن تستطيع تأمين أي تجهيز من المشروع من السوق المحلي دون الحاجة لاستيراده.

وبالنسبة للمفاتيح الكهربائية، فإن مهمتها تحديد جهة مسار القطار، ويعمل على تشغيلها موظفون (مفتاحيون) نظراً للأعطال الموجودة في التحكم الكهربائي، علماً أن محطة "حلب" تحوي ستين مفتاحاً، بينما كنا قبل عام 2010 نتحكم بحركة القطارات واتجاهاتها من خلال برج تحكم بالضغط على الأزرار، وهذا ما يجسده المشروع من خلال توفير جهد العامل وبالتأكيد توفير أموال طائلة على الدولة في تأمين المعدات والاستغناء عن الخبرات الأجنبية ذات الأجور المرتفعة والبضائع المحتكرة من قبل كبريات الشركات العالمية».

يذكر أنّ الطالبان "عبد العزيز ناولو" و"محمود عبد الستار رزق" من مواليد مدينة "حلب" عام 1995 وسيقدمان المشروع لنيل الإجازة في هندسة التحكم.