شغفه بالتصوير منذ صغره نما ليتطوّر مع الوقت واكتساب الخبرات لمنصةٍ هادفةٍ على "اليوتيوب" تعرض مشاكل الشباب بطريقة ساخرة، ولم يمنعه نقص الموارد والأدوات من الاستمرار بل دفعه للتطور والخوض في مجال تصوير الإعلانات وإخراجها.

مدوّنةُ وطن "eSyria" وبتاريخ 26 أيار 2020 تواصلت مع المهندس المعماري "رامي عبد الحي" ليتحدث عن علاقته مع "اليوتيوب" بقوله: «اخترت دراسة الهندسة المعمارية في عام 2012، حينها كنت متردداً باختياري لمجال التصوير والإخراج لأنّ انتشار تلك المواضيع كان نادراً في مدينتي "حلب".

أغلب المقاطع مختصرة ولا تحوي أيّ حشوٍ، يركّز من خلالها على إفادة المتابع بعدة مواضيع كان منها استغلال الوقت بشكل مفيد ضمن فترة الحجر الصحي لفايروس "كورونا" عبر تقوية اللغة الإنكليزية وتنمية مهارات الفرد، قدّم خلال العرض أبرز المواقع العالمية التي تقدم كورسات مجانية، عدا عن قدرته على توظيف أبسط الإمكانيات لصنع محتوى مميز، ففي إحدى المقاطع قام بتصوير إعلان تلفزيوني خلال خمس ساعات فقط

الفيديو الأوّل الذي صنعته هو أغنية "Syrian style"، حيث انتشرت في العام نفسه أغنية "Gangnam Style"، وظهرت منها نسخٌ عديدة عربية أشهرها النسخة المصرية التي انتشرت بشكل واسع، صادف التصوير فترة انقطاع الإنترنت في مدينة "حلب" مدة أربعين يوماً، وقد حاولت وأصدقائي كسر الملل وقمنا بتصوير الأغنية ليس فقط بهدف التسلية وإنما لإيصال أفكار هادفة لقضايا مجتمعية منها: رمي القمامة في الشوارع بشكل عشوائي، حيث حصد الفيديو مئتي ألف مشاهدة، وهو رقم كبير بالتزامن مع تلك السنوات.

لقطة من فيديو حلب القديمة

بعد التشجيع من قبل المتابعين والأصداء الإيجابية أردت الاستمرار، أما فيديو "نحن الدولة ولاك" فكان له النصيب الأعلى من المشاهدات وهو أغنية ساخرة تصوّر مجموعة من الأشخاص السلبيين والملقبين بتجار الحرب، تحدثت عن تجاوزهم للقوانين وجشعهم واستغلالهم لظروف الناس، ليحصد الفيديو سبعمئة ألف مشاهدة، وكان ردُّ فعل المتابعين منقسماً لشقين، قسمٌ عارض الفكرة لاعتقاده أنّ الأغنية تدعم هؤلاء التجار، والقسم الآخر شجّع انتقاد الأفكار ومحاربتها من خلال الإضاءة عليها.

ومن أبرز الفيديوهات أيضاً تصوير "حلب القديمة"، وقد ظهرتُ ضمن الفيديو أمشي في الشوارع المدمرة المتضررة بالحرب، حيث أردتُ عرض هذه المشاهد إيماناً بأهمية الشعور بالحزن للخروج من الحالة ومحاولة التغيير والعمل للأفضل».

رامي وإبراهيم خلال العمل

وتابع عن الصعوبات التي صُدم بها: «واجهتني العديد من الصعوبات، منها قلة الموارد وانقطاع الكهرباء المتكرر، ومحاولة الموازنة بين دراستي في الجامعة والتصوير، عدا عن تكلفة آلات التصوير والمعدات لنقل المشاهد بدقة عالية ومعالجتها بتقنيات متطورة، فعملي ضمن "اليوتيوب" لم أتقاضى عليه أيّ آجر مقابله حتى الآن، حبي وشغفي للتصوير والإخراج دفعني لتجاوز الصعوبات وتوظيف الوسائل المتاحة للحصول على المراد، بالإضافة لدعم المتابعين وتشجيعهم باستمرار، وهو من إيجابيات مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يستطيع الفرد إنشاء منصته الخاصة وإيصال أفكارٍ هادفة».

ويتابع بالقول: «في بداية الأمر لم يتقبل والداي الموضوع بشكل بسيط لكونهما أطباء، والعمل في مجال مواقع التواصل الاجتماعي غير ثابت؛ أي لا توجد أسس أو ضمانات لاستمرار العمل والنجاح فيه لسنوات طويلة، وهو مجال جديد بشكل كلّي، إلا أنهما ومع مرور الوقت كانا أول الداعمين لي خصوصاً بعد مشاهدة الأفكار وردات الفعل من قبل الناس والأقرباء.

إبراهيم حاضري

اكتسبت معظم خبرتي عبر الإنترنت والمواقع الأجنبية، وسمحت لغتي بذلك فوالداي كانا مصريين منذ صغري على اتباع كورسات لتقوية اللغة الإنكليزية والتمرس بها، أما الخبرة العملية فقد حصلت عليها من اتباع بعض الكورسات في التصوير والإخراج والتقديم، وكنت محاضراً في قسم منها، كنت مؤمناً دوماً بالتطوع للشعور بأهمية العطاء من دون مقابل، ومحاولة ترك أثر إيجابي في حياة بعض الأشخاص، عدا عن الخبرة المكتسبة في إدارة المواقف وتوظيف الإمكانيات وطرق التعامل مع جميع الأشخاص، لذا شاركت بالعديد من الأعمال التطوعية مع جمعيات مختلفة، وأعمل حالياً في الأمانة السورية للتنمية بمنصب منسق التواصل لفرع "حلب" بمجال التصوير والتصاميم وتعديلها والإشراف عليها».

أما عن عمله في مجال تصوير الإعلانات وإخراجها، فقال: «منذ صغري كنت متابعاً لكليبات الأغاني المشهورة والمعروفة، فأصور العديد من المقاطع وأقوم بتطبيقها على الأغنية، ومع مرور الوقت كان أول فيديو تقاضيت أجراً مقابله لفرقة راب حلبية اسمها "البصمة العربية" في عام 2012، تحدثت فيه عن هجرة الشباب خارج البلد، وتقاضيت مبلغاً بسيطاً جداً لا يتجاوز ألفين وخمسمئة ليرة سورية، فيما بعد حصلت على العديد من العروض، وكنت أعمل باستمتاع لحبي للمجال منذ صغري، وصوّرت العديد من المقاطع لمؤسسات وجمعيات خيرية، ومع مرور الوقت واكتسابي للخبرة في التصوير توسعت بالمشروع وأصبحت قادراً على استلام مشاريع كاملة بنفسي، فأسست فريقاً صغيراً وبدأنا العمل على جميع أنواع الفيديوهات من الوثائقي والإينميشن حتى فيديوهات الكليبات».

"إبراهيم حاضري" صديق "رامي" ومساعده في تصوير الأفلام القصيرة والإعلانات، قال: «تعرفت عليه منذ أربع سنوات في النادي الرياضي، لتتطور صداقتنا مع الوقت ونصبح شركاء في النادي والعمل، شخصيته وأفكاره المميزة ظهرت من خلال فيديوهاته بطريقة تصويره للأفكار وعرضها ومناقشتها، يستطيع توظيف الإمكانيات البسيطة لتحقيق مراده، صاحب إرادة قوية وتركيز عالٍ، يعمل على تطوير نفسه باستمرار عن طريق التعلم والممارسة، وقد تخلى عن العديد من الأمور بهدف تحقيق حلمه، يعمل بتقسيم وقته والتركيز على المهام الأساسية».

بدورها "جنان ماجد" إحدى المتابعات لقناة "رامي" على "يوتيوب" قالت: «أغلب المقاطع مختصرة ولا تحوي أيّ حشوٍ، يركّز من خلالها على إفادة المتابع بعدة مواضيع كان منها استغلال الوقت بشكل مفيد ضمن فترة الحجر الصحي لفايروس "كورونا" عبر تقوية اللغة الإنكليزية وتنمية مهارات الفرد، قدّم خلال العرض أبرز المواقع العالمية التي تقدم كورسات مجانية، عدا عن قدرته على توظيف أبسط الإمكانيات لصنع محتوى مميز، ففي إحدى المقاطع قام بتصوير إعلان تلفزيوني خلال خمس ساعات فقط».

من الجدير بالذكر أنّ "رامي عبد الحي" من مواليد مدينة "نانسي" في "فرنسا" لعام 1993، خريج كلية الهندسة المعمارية من جامعة "حلب" عام 2019.